وَبِالْجُمْلَةِ فَإِذا كَانَ الْمُسند الْمَحْفُوظ الْمَعْرُوف من قَول الْجُنَيْد أَنه رَحمَه الله لَا يحمد هَذَا السَّماع المبتدع، وَلَا يَأْمُر بِهِ، وَلَا يُثني عَلَيْهِ، بل الْمَحْفُوظ من أَقْوَا...
وَأمَّا الْجَمال الْخَاصّ: فَهُوَ سُبْحَانَهُ جميلٌ يُحبّ الْجَمال، وَالْجمال الَّذِي لِلْخَلقِ من الْعِلم وَالْإِيمَان وَالتَّقوى أعظم من الْجَمال الَّذِي لِلْخَلقِ وَهُوَ الصُّورَة الظَّاهِرَة.
...
فالحسنات تغلب فِيهَا الْمصَالح، والسَّيئات تغلب فِيهَا الْمَفَاسِد، والحسنات دَرَجَات بَعْضُهَا فَوق بعضٍ، والسَّيئات بَعْضُهَا أكبر من بعضٍ، فَكَمَا أَنَّ أهل الْحَسَنَات ينقسمون إِلَى: الْأَبْرَار...
فصلٌ فِي الْغِيرَة وأنواعها وَمَا فِيهَا من مَحْمُودٍ ومذمومٍ
فِي "الصَّحِيحَيْنِ: عَن عبدالله بن مَسْعُودٍ، عَن النَّبِي ﷺ قَالَ: مَا أَحَدٌ أغير من الله، من أجل ذَلِك حرَّم الْفَوَاحِشَ مَ...
وَمثل هَذِه الْغيرَة المذمومة مَا ذكره طَائِفَةٌ من السَّلف قَالُوا: لَا تُقبل شَهَادَة الْقُرَّاء -أو قَالُوا: الْفُقَهَاء- بَعضُهم على بعضٍ؛ لِأَنَّ بَينهم حسد.
الشيخ: لعلها بالنصب.
لأنَّ بي...
وأفضل أولياء الله بعد الرُّسُل أبو بكر الصّديق ، وَقد ثَبت فِي الصَّحِيح أنَّ النَّبِي ﷺ قَالَ لَهُ لما عبر رُؤْيا: أصبتَ بَعْضًا، وأخطأتَ بَعْضًا.
وَيُشبه وَالله أعْلَم أنَّ أبا سُلَيْمَان لما ...
وَفِي الصَّحِيح عَن النَّبِي ﷺ أنه قَالَ: إنَّ الله ليرضى عَن العَبْد أن يَأْكُل الْأَكْلَة فيحمده عَلَيْهَا، وَيَشْرب الشَّربة فيحمده عَلَيْهَا.
الشيخ: هذا الحديث العظيم من نِعَم الله: أنَّ الله ي...
فَعَلَيْك بالموازنة فِي هَذِه الأحوال والأعمال الْبَاطِنَة وَالظَّاهِرَة، حَتَّى يَظْهر لَك التَّمَاثُل والتَّفاضل، وتناسب أحوال أهل الأحوال الْبَاطِنَة لِذَوي الأعمال الظَّاهِرَة، لَا سيَّما فِي هَذِ...
وأما الْمُنكر الَّذِي نهى اللهُ عَنهُ وَرَسُوله فأعظمه الشِّرك بِاللَّه، وَهُوَ أن يَدْعُو مَعَ الله إلهًا آخر: كَالشَّمْسِ، وَالْقَمَر، وَالْكَوَاكِب، أو كملكٍ من الْمَلَائِكَة، أو نَبِيٍّ من الأنبيا...
وَلِهَذَا لما كَانَ النَّاسُ فِي زمن أبي بكر وَعمر -اللَّذين أُمِر الْمُسلمُونَ بالاقتداء بهما، كَمَا قَالَ ﷺ: اقتدوا باللَّذين من بعدِي: أبي بكر وَعمر- أقرب عهدًا بالرِّسالة، وَأعظم إيمانًا وصلاحًا...
وَقد أخرجا فِي "الصَّحِيحَيْنِ" عَن خباب بن الأرت قَالَ: شَكَوْنَا إلى رَسُول الله ﷺ وَهُوَ متوسط بردةً لَهُ فِي ظلِّ الْكَعْبَة، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، ألا تَسْتَنْصِر لنا؟ ألا تَدْع...
ج: كان الواجب عليك نصيحتهما وإنكار ما أقدما عليه من المنكر العظيم، وهو: ترك الصلاة؛ عملا بقول الله سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْ...
وَكَانَ ﷺ إِذَا أَتَمَّ التَّكْبِيرَ أَخَذَ فِي الْقِرَاءَةِ، فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، ثُمَّ قَرَأَ بَعْدَهَا: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق] فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ، وَفِي الْأُخْرَى:...
فصلٌ
في أسباب شرح الصُّدور وحصولها على الكمال له ﷺ
فَأَعْظَمُ أَسْبَابِ شَرْحِ الصَّدْرِ: التَّوْحِيدُ، وَعَلَى حَسَبِ كَمَالِهِ وَقُوَّتِهِ وَزِيَادَتِهِ يَكُونُ انْشِرَاحُ صَدْرِ صَاحِبِهِ، ...
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد دل الكتاب والسنة الصحيحة عن النبي ﷺ على أن الإسلام يهدم ما كان ما قبله، وأن التوبة تهدم ما كان قبلها، قال الله سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْر...
ج: قد بين الله في كتابه العظيم: أنه سبحانه يقبل التوبة من عباده مهما تنوعت ذنوبهم وكثرت، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إ...
ج: الحمد لله الذي من عليك بالتوبة، وأبشري بالخير، والتوبة تمحو ما قبلها والحمد لله، يقول النبي ﷺ: التوبة تهدم ما كان قبلها ويقول ﷺ: التائب من الذنب كمن لا ذنب له فالتوبة التي حصلت منك يمحو الله بها ما...
مقدمة
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى:
(بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم.
الله المسئول المرجُو الإجابة أن يتولاكم في الدنيا والآخرة، وأن يَسبِغ عليكم ن...
من أجل ذلك، فالمؤمن في قوله وفعله وقلبه حريص على أداء الأوامر كما شرع الله، حريص على ترك النواهي كما شرع الله، ومتى تساهل في شيءٍ من ذلك فهذا من ضعف تعظيم الأمر والنهي، وكلَّما زاد تساهُلًا زاد الضعفُ...
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى في فوائد الذكر:
(والله سبحانه وتعالى يقرن بين الحياة والنور، كما في قوله : أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ ف...