ما أهم الكتب التي ينصح بها في العقيدة؟

أهم شيءٍ -أيها الأبناء- وأعظم شيءٍ في هذا الباب هو كتاب الله ، هذا أهم شيء وأعظم شيء: العناية بالقرآن، فعلم الصحابة كان من القرآن، وعلم التابعين كان من القرآن، ثم السنة بعد ذلك، فأهم شيء أوصينا به القرآن العظيم: حفظًا وتدبُّرًا وتعقُّلًا واستنباطًا، ومُراجعة التفاسير فيما أشكل، ولا سيَّما التفاسير المأمونة: كابن جرير، وابن كثير، والبغوي، ونحوهم من التفاسير المهمة، هذا أعظم شيءٍ وأكبره، وهو أصل العلم، وأصل الخير.
فمَن رُزق القرآن وتدبَّر القرآن والعناية بالقرآن؛ فقد أفلح كثيرًا، لا سيَّما مع الإخلاص وطلب الهداية.
ثم السُّنة: حفظ ما تيسر من السنة: كـ"بلوغ المرام" و"عمدة الحديث" و"المنتقى"، هذه الكتب العظيمة إذا تيسر حفظها أو ما تيسر منها فهذا كنزٌ عظيمٌ مع كتاب الله ، ومع مُراجعة كتب أهل العلم في التفسير وشروح الأحاديث.
وأما الكتب المؤلفة فهي كثيرة، لكن أحسنها فيما أعلم: كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب العلامة ابن القيم رحمه الله، والحافظ ابن رجب، وأشباهها من كتب المحققين هؤلاء، ومثل: شرح "الطحاوية" لابن أبي العز، وأشباهها من كتب أهل السنة، هذه أكمل من غيرها، وأفضل من غيرها.

والكتب كثيرة، ولكن قلَّ كتابٌ إلَّا ولا يخلو من شيءٍ، لكن طالب العلم يعرض ما أشكل عليه على الكتاب والسنة، ولا يأخذ كلَّ ما في الكتاب، ولو كان مؤلفه عظيمًا، ولو كان شيخ الإسلام ابن تيمية، ولو كان ابن القيم، ولو كان من التابعين، ولو كان من الكبار: كأحمد، وإسحاق، والشافعي، وغيرهم، كل هؤلاء علماء، وكل واحدٍ منهم قد يُخطئ في بعض المسائل، فإذا أشكل على طالب العلم شيءٌ عرضه على أهل العلم، وتذاكر فيه مع أهل العلم، وعرضه على الأدلة؛ حتى يستفيد الحقَّ على بصيرةٍ، وعلى هُدى.
ومن الكتب التي تُعنى بالعقيدة: "التدمرية" و"الحموية" و"العقيدة الواسطية" و"شرح ابن أبي العز على عقيدة الطحاوي"، هذه كتب لها أهميتها في هذا الباب.
وكذلك أيضًا كتاب "التوحيد" للشيخ محمد، و"فتح المجيد" لحفيده الشيح عبدالرحمن بن الحسن، وحفيده الثاني سليمان له كتاب "تيسير العزيز الحميد"، هذه أيضًا كتب عظيمة، وهكذا "الدرر السنية"، لا سيَّما المجلد الأول في العقيدة، وفتاوى شيخ الإسلام في العقيدة، كلها من المهمّات.