الجواب:
قوله قول الجمهور هذا محل نظر، محل عناية، كثيرًا ما يدعى أنه قول الجمهور يكون محل نظر، وكثير من الناس يدعي أن هذا الشيء قول الجمهور، وليس الأمر كذلك، وليس شيخ الأزهر وحده من قال بهذا، بل قال به غيره كثير من الناس من أهل العلم، وغلطوا في هذا.
فلا ينبغي لعاقل أن يغتر بقول فلان، أو فلان كما سمعت، وإنما مسائل الخلاف تعرض على ما قاله الله ورسوله، وعلى الأدلة الشرعية، وقد سمعتم ما دلت عليه الأدلة الشرعية من وجوب الحجاب، ووجوب ستر المرأة بدنها، وبعدها عن أسباب الفتنة، وأنه أطهر لقلوب الرجال، وقلوب النساء.
فما نقل عن شيخ الأزهر، وعن غيره، وما كتبه أخونا العلامة محمد ناصر الدين الألباني في كتابه الحجاب، وما كتبه غيره مثلما كتب الناس الآخرون يعرض على الكتاب والسنة، وقد عرضنا ذلك على الكتاب والسنة؛ فوجدنا أن من قال بكشف الحجاب قد غلط، ومن قال بالحجاب قد أصاب.
وإذا كان الذي قال بكشف الحجاب، وجواز السفور قد أخلص لله، وقصد الحق، ولكن حمله اجتهاده على ذلك من دون تقصير ولا هوى؛ فله أجر الاجتهاد، والله يغفر له، ويفوته أجر الصواب، ومن قصد الهوى والشر؛ لم يحصل له لا هذا ولا هذا، بل يأثم بذلك، نسأل الله العافية.
