الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

الشعار
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات
خميس ٢٠ / جمادى ٢ / ١٤٤٧
المفضلة
Brand
  • الرئيسية
  • فتاوى
    • مجموع الفتاوى
    • نور على الدرب
    • فتاوى الدروس
    • فتاوى الجامع الكبير
  • صوتيات
    • دروس و محاضرات
    • شروح الكتب
  • مرئيات
    • مقاطع مختارة
    • مرئيات الشيخ
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • سلة التسوق
  • المفضلة
  • حمل تطبيق الشيخ على الهواتف الذكية
  • أندرويد
    آيفون / آيباد
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله

موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.

Download on the App StoreGet it on Google Play

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

BinBaz Logo

مؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية

جميع الحقوق محفوظة والنقل متاح لكل مسلم بشرط ذكر المصدر

تطوير مجموعة زاد
  1. لقاءات وحوارات
  2. تفسير سورة (التغابن)

تفسير سورة (التغابن)

بعد تلاوة سورة (التغابن) قال: أما بعد:
فقد سمعنا جميعًا هذه السورة العظيمة -سورة (التغابن)- وقوله تعالى: يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التغابن:1] إلى آخر هذه السورة العظيمة، وكل سور القرآن عظيمة.
بيّن الله فيها سبحانه أن الخلائق تسبحه جل وعلا كما بين في سور كثيرة وآيات كثيرة ذلك، فقال في سورة (الصف): سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الصف:1]، وقال في سورة (التغابن): يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التغابن:1]، وقال في سورة (الجمعة): يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ [الجمعة:1]، وقال في سورة (بني إسرائيل):  تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا [الإسراء:44]. وهذا يدل على أنه جل وعلا يسبحه كل شيء؛ لكمال ملكه وكمال إحسانه  وهو الخلاق العليم، وهو الرزاق العليم والمالك لكل شيء، وهو المحسن لعباده جل وعلا؛ ولهذا قال سبحانه: يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ [التغابن:4]، من جامد ومتحرك، جميع ما في السماوات والأرض.
ثم قال: لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وهو المالك لكل شيء، وهو المستحق للثناء  وهو على كل شيء قدير؛ ولهذا قال جل وعلا: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44]؛ لا تفهمونه وهو يعلمه  فالملائكة والطيور وجميع الحيوانات وجميع المخلوقات تسبحه سبحانه تسبيحًا يعلمه هو  وإن كنا لا نعلم أكثره.
فجدير بنا -أيها العقلاء- جدير ببني آدم الذين وهبهم الله العقل، وأرسل إليهم الرسل، جدير بهم أن يسبحوا الله، وأن يقدسوه وينزهوه عن كل ما لا يليق به ، وأن يشهدوا له بأنه سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأنه كامل في ذاته وصفاته وأفعاله، وأنه مستحق لأن يعبد دون كل ما سواه؛ فهو المالك لكل شيء، وهو القادر على كل شيء، وهو الخلاق العليم، الذي خلق الخلق من عدم، وغذاهم بالنعم، وخلق الثقلين ليعبدوه، وأرسل إليهم الرسل وأنزل الكتب؛ فضلًا منه وإحسانًا.
ثم قال: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [التغابن:2]. فقد سبق في علمه أن أمة بني آدم، وهكذا الجن، ينقسمون إلى كافر ومؤمن لحكمة بالغة، فهذا يعصي ويكفر ويتعدى الحدود، وهذا يطيعه ويتبع شريعته وينقاد لأمره، والله بما تعملون بصير.
 خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [التغابن:3]. خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ: ما خلقها عبثًا ولا سدى، بل خلقها لحكمة عظيمة، وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ، صوركم عقلاء تمشون على أقدامكم، ما جعلكم كالبهائم تمشون على أربع، جعلكم تمشون على قدمين رافعي الرؤوس، مستقيمي البدن، وجعل لكم في الوجه: العينين والأنف والفم واللسان، وجعلكم تنطقون وتعبرون عن حاجاتكم، لا كالبهائم، هذه من نعمه العظيمة.
وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ، فهو خلقكم في هذه الدار، وصوركم وأحسن صوركم، وعلمكم، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب لحكمة بالغة؛ لتعبدوه وتعظموه، وتستقيموا على أمره وتنتهوا عن نهيه .
فالواجب على العاقل المكلف التنبه لهذا الأمر، وأن يعدَّ العدة للقاء ربه؛ فهو لم يخلق عبثًا، قال تعالى: أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى [القيامة:36]؛ يعني مهملًا معطلًا، لا يؤمر ولا ينهى، كلاّ بل خُلِق لأمر عظيم، وأُمِر بأمر عظيم، وأُرسِلت له الرسل وأُنزلِت الكتب؛ حتى يعلم حق الله وحق عباده، وحتى يؤدي ما عليه من حق لله ولعباده.
فهو لن يهمل، قال سبحانه منكرًا على من ظن ذلك: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ۝ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [المؤمنون:115-116]  أن يكون خلقهم عبثًا، بل خُلِقوا لأمر عظيم، خُلِق هذان الثقلان لأمر عظيم الجن والإنس:  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ [البقرة:21]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ [الحج:1]؛ هم مخلوقون لأمر عظيم بينه الله في كتابه، وبينه رسوله عليه الصلاة والسلام وهذا الأمر العظيم: أن يعبدوه، ويطيعوا أمره، ويتبعوا رسله، ويعظموا ما عظم، ويذلوا من أذل، وينقادوا للأمر ويطيعوه، ويقفوا عند الحدود.
ثم قال: وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ؛ إليه المرجع، ليس لأحد الفرار منه  بل إليه ترجع الأمور، وإليه يصير الناس، وإليه الجزاء والحكم فيهم  بعدله، فريق في الجنة، وفريق في السعير.
ثم قال : يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [التغابن:4]، يعلم كل شيء يعلم ما في السماوات؛ من دقيقه وجليّه، من ملك وغيره، ويعلم ما في الأرض وطبقاتها، وما تحتها وما فيها، ولا يخفى عليه خافية  ويعلم ما تسرون في قلوبكم وما تعلنونه للناس، لا يخفى عليه خافية جل وعلا، إنه عليم بذات الصدور .
فيا أخي: إذا كنت تؤمن بهذا، فإياك أن تضمر ما يضر إخوانك أو يضرك، فاحرص على أن تكون سريرتك طيبة؛ تحب الله ورسوله، وتحب إخوانك المؤمنين، وتنصح لله ولعباده، لا تضمر سوءًا لنفسك، بل حاسب نفسك وجاهدها لله، والله يعلم ما تسرون وما تعلنون، يعلم السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
فالواجب على العاقل من ذكر وأنثى، أن يحذر كوامن هذه النفوس، وما تسره من خبث وشر، وأن يحذرها ما حذرها الله منه، وأن يضمر الخير لنفسه، وأن يكون حريصًا على طاعة الله ورسوله، وعلى نفع عباده، وعلى النصح لهم، وعلى إيصال الخير إليهم، وعلى دفع الشر عنهم، هكذا المؤمن، وهو يعلم السر وأخفى. ثم يقول جل وعلا: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ [التغابن:5]، ألم تأتكم الأخبار عن الماضين، وما جرى عليهم لما غيَّروا أو بدَّلوا، وما أصابهم من العقوبات؟
قد جاءتكم الأنباء الواضحة في القرآن -أصدق الكلام-: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلًا [النساء:122]، فيقول سبحانه: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [يوسف:3]، وهو أحسن القصص وأصدق القصص، وهو أحسن الحديث: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا [الزمر:23]، يعني: يشبه بعضه بعضًا ويصدق بعضه بعضًا.
فقد نبأنا عمن مضى من الأمم؛ نبأنا عن آدم وما جرى عليه مع إبليس عدو الله، وما حصل له من الكرامة بإسجاد الملائكة، وأن الله خلقه ونفخ فيه من روحه، وأخبرنا عما أصاب غيره من الأمم، كما أصاب قوم هود، وقوم صالح، وقوم نوح، وقوم شعيب، وقوم لوط، وفرعون وقومه.
لذلك أخبرنا، لماذا؟ للعبر لنعتبر، ولقد ذاقوا وبال أمرهم، ذاقوا شر أمرهم ولهم عذاب أليم، يعني: ذلك الذي فعلوه من الشر ذاقوا وباله في الدنيا قبل الآخرة، وعذاب الآخرة أكبر.
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ؛ أي: خبر من قبلكم: فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التغابن:5]. ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا [التغابن:6]. هذا حالهم لما كفروا وعاندوا أصابهم العقاب المعجل؛ فأصابهم ما أصابهم أخذهم بالريح العقيم حتى هلكوا: قوم صالح أخذتهم الصيحة فأصبحوا في دارهم جاثمين، وقوم لوط أصابهم ما أصابهم من الخسف وقلب مدائنهم عليهم، وأمطرهم ما أمطرهم من الحجارة، وهذا من العذاب المعجل غير عذاب الآخرة؛ النار -نسأل الله العافية- وقوم شعيب أصابهم ما أصابهم من الرجفة والصيحة حتى هلكوا، وهكذا فرعون أصابه وقومه ما أصابهم من الغرق.
كل هذا عبر وعقوبات: فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ [العنكبوت:40]، هكذا كل واحد أُخذ بذنبه، عُجلوا بالعقوبات، وآخرون أمهلوا وأنذروا، وعقوبة الله في الآخرة أشد.
ثم يبين سبحانه بعض كفرهم، فقال تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن:7]. هكذا الكفرة؛ كذبوا بالبعث والنشور، وقالوا: لا جنة ولا نار ولا بعث ولا نشور، ولا جزاء ولا عقاب، وليس هناك حياة أخرى، إنما هي هذه الدنيا، فمنهم من عاجله الله بالعقوبة، ومنهم من أُمهل إلى يوم القيامة. وردّ الله عليهم بقوله: قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ، قل يا محمد، يا رسول الله: بلى وربي، حلف بربه لهم عليه الصلاة والسلام وأمره بأن يحلف لهم معظمًا ربه: قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ يوم القيامة ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ؛ لتخبرن بما عملتم وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، وهو لابد منه، كلٌ ينبأ بما قدم وأخر، وكل إنسان يعطى جزاءه.
فالعاقل يُعد العدَّة لهذا اليوم، فلا يتساهل، ويعلم أنه ميت وأنه مجازى، قال تعالى: قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ. وقال سبحانه: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [التغابن:8]؛ فيؤمرون بالإيمان بالله ورسوله، والإيمان بالله أنه ربهم، وإلههم الحق المستحق للعبادة، لا يدعى سواه ولا يستغاث بغيره، ولا ينذر إلا له ولا يذبح إلا له، كل العبادات له سبحانه كما قال جل وعلا: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [الإسراء:23]، وقال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5].
فآمنوا بالله وبرسوله محمد عليه الصلاة والسلام وأنه رسول الله حقًا، بعثه الله للناس كافة من جن وإنس، من تبعه وانقاد لشرعه وصدقه فهو السعيد الناجي، ومن حاد عن ذلك فهو الهالك الشقي.
وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا المراد: ما بعثه الله من النور، وهو القرآن العظيم والسنة المطهرة.
والنور: ما بعثه الله من الهدى والعلم النافع الذي جاء في القرآن العظيم والسنة المطهرة، هذا هو النور، من أخذ هذا النور واستضاء به واتبعه فهو السعيد، ومن حاد عن هذا النور فهو الهالك نعوذ بالله من ذلك.
ثم ذكرهم بيوم القيامة فقال تعالى: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ، هذا يوم الجمع يوم القيامة، يبعث الله فيه الأولين والآخرين، ثم قال في سورة الواقعة: قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ. لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ [الواقعة:49-50]، كلهم مجمعون؛ أولهم وآخرهم، جنهم وإنسهم. يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ.
هذا يوم التغابن، وهو يوم القيامة؛ حين تغبن في سيارة أو في أرض أو في عمارة بمائة ألف أو بمليون أو أكثر أو أقل، هذا غبن، لكنه يسير بالنسبة إلى من غُبن يوم القيامة وصار إلى النار -نعوذ بالله من هذا المصير-.
هذا هو الغبن؛ أن ترى خادمك وجارك وابن عمك إلى الجنة، وأنت تساق إلى النار، هذا هو الغبن -نعوذ بالله- وأن ترى أناسًا تحقرهم في الدنيا، وتراهم فقراء في الدنيا ضعفاء، وتراهم إلى الجنة وإلى الكرامة والمنازل العالية، وأنت وأشباهك تساق إلى النار؛ باستكبارك وعصيانك، هذا هو الغبن العظيم، هذا هو الخسران الكبير.
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ؛ أهل النار يغبنون أهل الجنة إلى ما فازوا به من النعيم العظيم والخير الكريم: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ، هذا اليوم العظيم هذا يوم التغابن.
ثم فصَّل ذلك سبحانه: وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التغابن:9]، هذه حالة السعداء من آمن بالله واليوم الآخر وعمل الصالحات فله الجنة وأنجاه من النار وهو السعيد: وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، ثم يقول جل وعلا في جزاء المعاندين المكذبين بآيات الله: وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التغابن:10].
ينبغي للعاقل أن يتنبه لهذا اليوم، ويعد له العدة؛ بماذا؟
بطاعة الله ورسوله، بتوحيد الله والإخلاص له، وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، والبراءة من الكفر وأهله، وإقامة أمر الله وترك ما نهى الله عنه، والمحافظة على الصلوات كما أمر الله، وأداء الزكاة كما أمر الله، وصوم رمضان كما أمر الله، والحج كما أمر الله، والجهاد كما أمر الله، وصدق الحديث، وبر الوالدين وصلة الرحم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وترك ما حرم الله.
وعليك أن تجتهد في أداء ما أوجب الله والبعد عما حرم الله، هذا هو الطريق، وهذا هو الصراط المستقيم، وهذا هو سبيل الله، الذي أنت تسأله أن يهديك إليه في قراءتك الفاتحة تقول: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ هذا هو الصراط المستقيم، الصراط المستقيم هو: دين الله الإسلام، وهو طاعة الله ورسوله، والانقياد لأمر الله تعالى وترك ما نهى الله عنه.
هذا هو الصراط المستقيم الذي قال الله فيه جل وعلا: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ۝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ [الفاتحة:6-7] الرسل وأتباعهم أنعم الله عليهم، فهداهم ووفقهم، فعلموا وعملوا؛ علموا الحق وصدّقوا به، وعملوا بذلك وانقادوا لأمر الله، هؤلاء هم الذين أنعم الله عليهم، الذين عرفوا الحق في كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وانقادوا له، ووالوا عليه، وعادوا عليه، وأحبوا فيه، وأبغضوا فيه، حتى ماتوا عليه، هؤلاء هم أهل الصراط المستقيم الذين أنعم الله عليهم.
وهو الصراط الذي قال الله فيه في حق محمد ﷺ: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [الشورى:52]، وهو الذي قال فيه: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ [الأنعام:153]، السبل: ما خالف الصراط من البدع والمعاصي والمخالفات.
فأنت مأمور باتباع صراط الله وسبيله، وهو دينه الذي بعث الله به نبيه محمدًا عليه الصلاة والسلام وتوحيده والإخلاص له، وطاعة أوامره وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده، والموالاة في ذلك والمناصحة في ذلك، والمعاداة في ذلك والبغضاء في ذلك، هكذا المؤمن في هذه الدار حتى يلقى ربه، وهذا هو الصراط المستقيم.
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا.
وهذا من منافع الحج: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ من المنافع: أن تشهد نصيحة تُنصح بها، أو موعظة توعظ بها، أو كلمة تنفعك، هذه هي المنافع؛ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ؛ بأن يسمع المؤمن كلمة تنفعه أو موعظة توجه إليه أو نصيحة توجه إليه، في منى أو في مزدلفة أو في عرفات أو في المسجد الحرام، أو في أي مكان، ثم يبلغها غيره يسمعها وينتفع بها، ويبلغها غيره، هذه من المنافع العظيمة.
وأنتم منصرفون من هذا المكان بعد مدة يسيرة، فاتقوا الله في أنفسكم وحاسبوها، ولا ترجعوا إلى المعاصي بعد هذا الحج الذي منَّ الله عليكم به؛ فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة؛ فاحرص يا أخي أن ترجع إلى الخبائث بعدما طهرك الله منها، فاحرص أن تستمر على التوبة والعمل الصالح أينما كنت -في بلادك وفي غير بلادك- واحرص أن تقطع العهد الذي أنت عاهدت الله عليه، وأن تستقيم على دينه، وأن تدع ما نهاك عنه، وأن تقف عند حدوده حتى تلقاه. ولا تقل: أنا شاب سوف أتوب، كم من شاب أخذه الموت قبل أن يشيب! وكم من زارع أصابه الهلاك قبل أن يحصد زرعه! فالموت يأتي بغتة، والعمل الصالح ينفعك في الدنيا والآخرة، ولو عشت ألف عام وأنت في طاعة الله فأنت على خير، لا تغتر بالشباب والقوة والمال، احذر وأعد العدة شابًا أو كهلًا أو شيخًا حتى تلقى ربك.
فاحذر أسباب الهلاك، واسأل ربك التوفيق والإعانة؛ فهو سبحانه الهادي والموفق جل وعلا، فاضرع إليه أن يهديك، وأن يثبتك، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وهذا اليوم يسمى يوم القَرِّ، وأن الحجاج قارُّون في منى ليس فيه نفير، هذا هو أول أيام منى وهو أولها، هذا اليوم الحادي عشر، وأول أيام منى هو يوم القر. وغدًا يوم النفر، يوم الخميس -غدًا- وهو النفر الأول لمن تعجل يوم الثاني عشر لمن تعجل، وهو يوم الخميس في هذه السنة؛ إذا زالت الشمس ورمى الجمرات الثلاث فله التعجل إذا شاء، فيتعجل إلى مكة ويطوف الوداع ويسافر، وله البقاء في مكة -إذا أراد- ما يشاء من الأيام، ثم يودع البيت ويسافر، فيقال له يوم النفر الأول وهو اليوم الثاني عشر وهو غدًا يوم الخميس.
ويوم الجمعة هو النفر الثاني وهو الثالث عشر، يقال له: النفر الثاني لمن استكمل الإقامة في منى، والنبي ﷺ استكملها وأقام اليوم الثالث عشر عليه الصلاة والسلام ثم نفر.
والأمر -بحمد الله- واسع، قال تعالى: وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ يعني هذه الثلاثة يعني الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر: وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى [البقرة:203]، قال النبي ﷺ: أيام منى ثلاثة؛ من تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه[1]. فبعض الناس يغلط، فيظن يوم العيد منها، لا، ليس يوم العيد منها، أولها: هذا اليوم -الحادي عشر- وثانيها: غدًا يوم الخميس، وهو النفر الأول، وثالثها: يوم الجمعة، وهو النفر الثاني، وليس لأحد أن ينفر إلا بعد طواف الوداع، قال ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ: لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت[2]، قال ابن عباس رضي الله عنهما أيضًا: "وأمر الناس أن يكون آخر عهدهم البيت، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض".
فالمرأة التي معها الحيض أو النفاس ليس عليهما وداع، إذا كانتا طافتا طواف الإفاضة طواف الحج يوم العيد أو بعده فليس عليهما طواف الوداع، إذا كانتا عند السفر حائضًا أو نفساء، أما غيرهما فعليه الوداع إن استطاع ماشيًا أو راكبًا أو محمولًا.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضى، وتقبل الله من الجميع حجهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين[3].
 

 
  1. أخرجه الإمام أحمد في (أول مسند الكوفيين)، (من حديث عبدالرحمن بن يعمر-رضي الله عنه -)، برقم: 18022.
  2. أخرجه مسلم في كتاب (الحج)، برقم: 2350، باب (وجوب الوداع وسقوطه عن الحائض) 3061
  3. كلمة وعظية لسماحته في مخيمه بمنى، في 11/ 12/ 1407هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 24/ 291).
أضف للمفضلة
شارك على فيسبوكشارك على غوغل بلسShare via Email
مجموع الفتاوى
مسيرة عطاء
banner
  إحصائيات المواد
  عن الموقع
التصنيفات
  • الفقهية
  • الموضوعية
  • العبادات
    • الطهارة
      • المياه
      • الآنية
      • قضاء الحاجة
      • سنن الفطرة
      • فروض الوضوء وصفته
      • نواقض الوضوء
      • ما يشرع له الوضوء
      • المسح على الخفين
      • الغسل
      • التيمم
      • النجاسات وإزالتها
      • الحيض والنفاس
      • مس المصحف
    • الصلاة
      • حكم الصلاة وأهميتها
      • الأذان والإقامة
      • وقت الصلاة
      • الطهارة لصحة الصلاة
      • ستر العورة للمصلي
      • استقبال القبلة
      • القيام في الصلاة
      • التكبير والاستفتاح
      • القراءة في الصلاة
      • الركوع والسجود
      • التشهد والتسليم
      • سنن الصلاة
      • مكروهات الصلاة
      • مبطلات الصلاة
      • قضاء الفوائت
      • سجود السهو
      • سجود التلاوة والشكر
      • صلاة التطوع
      • أوقات النهي
      • صلاة الجماعة
      • صلاة المريض
        • صلاة المسافر
      • صلاة الخوف
      • أحكام الجمع
      • صلاة الجمعة
      • صلاة العيدين
      • صلاة الخسوف
      • صلاة الاستسقاء
      • المساجد ومواضع السجود
      • مسائل متفرقة في الصلاة
      • الطمأنينة والخشوع
      • سترة المصلي
      • النية في الصلاة
      • القنوت في الصلاة
      • اللفظ والحركة في الصلاة
      • الوتر وقيام الليل
    • الجنائز
      • غسل الميت وتجهيزه
      • الصلاة على الميت
      • حمل الميت ودفنه
      • زيارة القبور
      • إهداء القرب للميت
      • حرمة الأموات
      • أحكام التعزية
      • مسائل متفرقة في الجنائز
      • الاحتضار وتلقين الميت
      • أحكام المقابر
      • النياحة على الميت
    • الزكاة
      • وجوب الزكاة وأهميتها
      • زكاة بهيمة الأنعام
      • زكاة الحبوب والثمار
      • زكاة النقدين
      • زكاة عروض التجارة
      • زكاة الفطر
      • إخراج الزكاة وأهلها
      • صدقة التطوع
      • مسائل متفرقة في الزكاة
    • الصيام
      • فضائل رمضان
      • ما لا يفسد الصيام
      • رؤيا الهلال
      • من يجب عليه الصوم
      • الأعذار المبيحة للفطر
      • النية في الصيام
      • مفسدات الصيام
      • الجماع في نهار رمضان
      • مستحبات الصيام
      • قضاء الصيام
      • صيام التطوع
      • الاعتكاف وليلة القدر
      • مسائل متفرقة في الصيام
    • الحج والعمرة
      • فضائل الحج والعمرة
      • حكم الحج والعمرة
      • شروط الحج
      • الإحرام
      • محظورات الإحرام
      • الفدية وجزاء الصيد
      • صيد الحرم
      • النيابة في الحج
      • المبيت بمنى
      • الوقوف بعرفة
      • المبيت بمزدلفة
      • الطواف بالبيت
      • السعي
      • رمي الجمار
      • الإحصار
      • الهدي والأضاحي
      • مسائل متفرقة في الحج والعمرة
      • المواقيت
      • التحلل
    • الجهاد والسير
  • المعاملات
    • الربا والصرف
    • البيوع
    • السبق والمسابقات
    • السلف والقرض
    • الرهن
    • الإفلاس والحجر
    • الصلح
    • الحوالة
    • الضمان والكفالة
    • الشركة
    • الوكالة
    • العارية
    • الغصب
    • الشفعة
    • المساقاة والمزارعة
    • الإجارة
    • إحياء الموات
    • الوقف
    • الهبة والعطية
    • اللقطة واللقيط
    • الوصايا
    • الفرائض
    • الوديعة
    • الكسب المحرم
  • فقه الأسرة
    • الزواج وأحكامه
      • حكم الزواج وأهميته
      • شروط وأركان الزواج
      • الخِطْبَة والاختيار
      • الأنكحة المحرمة
      • المحرمات من النساء
      • الشروط والعيوب في النكاح
      • نكاح الكفار
      • الصداق
      • الزفاف ووليمة العرس
      • الحقوق الزوجية
      • مسائل متفرقة في النكاح
      • أحكام المولود
      • تعدد الزوجات
      • تنظيم الحمل وموانعه
      • مبطلات النكاح
      • غياب وفقدان الزوج
    • النظر والخلوة والاختلاط
    • الخلع
    • الطلاق
    • الرجعة
    • الإيلاء
    • الظهار
    • اللعان
    • العِدَد
    • الرضاع
    • النفقات
    • الحضانة
  • العادات
    • الأطعمة والأشربة
    • الذكاة والصيد
    • اللباس والزينة
    • الطب والتداوي
    • الصور والتصوير
  • الجنايات والحدود
  • الأيمان والنذور
  • القضاء والشهادات
  • السياسة الشرعية
  • مسائل فقهية متفرقة
  • القرآن وعلومه
  • العقيدة
    • الإسلام والإيمان
    • الأسماء والصفات
    • الربوبية والألوهية
    • نواقض الإسلام
    • مسائل متفرقة في العقيدة
    • التوسل والشفاعة
    • السحر والكهانة
    • علامات الساعة
    • عذاب القبر ونعيمه
    • اليوم الآخر
    • ضوابط التكفير
    • القضاء والقدر
    • التبرك وأنواعه
    • التشاؤم والتطير
    • الحلف بغير الله
    • الرقى والتمائم
    • الرياء والسمعة
  • الحديث وعلومه
    • مصطلح الحديث
    • شروح الحديث
    • الحكم على الأحاديث
  • التفسير
  • الدعوة والدعاة
  • الفرق والمذاهب
  • البدع والمحدثات
  • أصول الفقه
  • العالم والمتعلم
  • الآداب والأخلاق
  • الآداب والأخلاق المحمودة
  • الأخلاق المذمومة
  • الفضائل
    • فضائل الأعمال
    • فضائل الأزمنة والأمكنة
    • فضائل متنوعة
  • الرقائق
  • الأدعية والأذكار
  • التاريخ والسيرة
  • قضايا معاصرة
  • قضايا المرأة
  • اللغة العربية
  • نصائح وتوجيهات
  • تربية الأولاد
  • الشعر والأغاني
  • أحكام الموظفين
  • أحكام الحيوان
  • بر الوالدين
  • المشكلات الزوجية
  • قضايا الشباب
  • نوازل معاصرة
  • الرؤى والمنامات
  • ردود وتعقيبات
  • الهجرة والابتعاث
  • الوسواس بأنواعه