الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

الشعار
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات
جمعة ٢٨ / جمادى ٢ / ١٤٤٧
المفضلة
Brand
  • الرئيسية
  • فتاوى
    • مجموع الفتاوى
    • نور على الدرب
    • فتاوى الدروس
    • فتاوى الجامع الكبير
  • صوتيات
    • دروس و محاضرات
    • شروح الكتب
  • مرئيات
    • مقاطع مختارة
    • مرئيات الشيخ
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • سلة التسوق
  • المفضلة
  • حمل تطبيق الشيخ على الهواتف الذكية
  • أندرويد
    آيفون / آيباد
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله

موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.

Download on the App StoreGet it on Google Play

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

BinBaz Logo

مؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية

جميع الحقوق محفوظة والنقل متاح لكل مسلم بشرط ذكر المصدر

تطوير مجموعة زاد
  1. شروح الكتب
  2. 008- سورة الأنفال
  3. تفسير قوله تعالى: {وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا..}

تفسير قوله تعالى: {وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا..}

Your browser does not support the audio element.

وهاهنا قولان آخران غريبان جدًّا:

أحدهما: قال ابنُ جرير: حدثني محمد بن عوف الطائي: حدثنا أبو المغيرة: حدثنا صفوان بن عمرو: حدثنا عبدالرحمن بن جبير: أن رسول الله ﷺ يوم ابن أبي الحقيق بخيبر دعا بقوسٍ، فأُتي بقوسٍ طويلةٍ، وقال: جيئوني بقوسٍ غيرها، فجاؤوه بقوس كبداء، فرمى النبي ﷺ الحصن، فأقبل السَّهم يهوي حتى قتل ابن أبي الحقيق وهو في فراشه، فأنزل الله : وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى [الأنفال:17].

وهذا غريبٌ، وإسناده جيد إلى عبدالرحمن بن جبير بن نفير، ولعله اشتبه عليه، أو أنَّه أراد أنَّ الآية تعمّ هذا كله، وإلا فسياق الآية في سورة الأنفال في قصّة بدر لا محالة، وهذا مما لا يخفى على أئمّة العلم، والله أعلم.

الشيخ: وهو مرسل أيضًا؛ لأنَّ عبدالرحمن بن جبير تابعي، مرسل، مخالف للأحاديث الصحيحة، نعم.

والثاني: روى ابن جرير أيضًا، والحاكم في "مستدركه" بإسنادٍ صحيحٍ إلى سعيد بن المسيب والزهري: أنَّهما قالا: أنزلت في رمية النبي ﷺ يوم أحد أُبي بن خلف بالحربة، وهو في لأمته، فخدشه في ترقوته، فجعل يتدأدأ عن فرسه مرارًا حتى كانت وفاته بعد أيامٍ قاسى فيها العذاب الأليم موصولًا بعذاب البرزخ المتصل بعذاب الآخرة.

وهذا القول عن هذين الإمامين غريبٌ أيضًا جدًّا، ولعلهما أرادا أنَّ الآية تتناوله بعمومها، لا أنها نزلت فيه خاصّة كما تقدّم، والله أعلم.

وقال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير في قوله: وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا [الأنفال:17] أي: ليعرف المؤمنين نعمته عليهم من إظهارهم على عدوهم مع كثرة عدوهم وقِلّة عددهم؛ ليعرفوا بذلك حقّه، ويشكروا بذلك نعمته. وهكذا فسّره ابن جرير أيضًا، وفي الحديث: وكل بلاءٍ حسنٍ أبلانا.

س: أحسن الله إليك، وكل بلاءٍ حسنٍ أبلانا؟

ج: كل بلاءٍ مفعول مُقدّم، يكون البلاءُ في الخير والشَّر، والبلاء الحسن يوم بدر بنصرهم، وكل بلاءٍ حسنٍ يعني: بالنصر والتَّأييد والتَّوفيق، والابتلاء يكون أيضًا بالمرض وغيره، فهو مُشترك: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ [الأعراف:168]، وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء:35]، والبلاء يكون فيهما جميعًا، في الضَّراء والسَّراء.

س: الحديث صحيح؟

ج: أعد السند.

وقال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير في قوله: وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا أي: ليعرف المؤمنين نعمته عليهم، من إظهارهم على عدوهم، مع كثرة عدوهم، وقلّة عددهم؛ ليعرفوا بذلك حقّه، ويشكروا بذلك نعمته. وهكذا فسّره ابنُ جرير أيضًا، وفي الحديث: وكل بلاءٍ حسنٍ أبلانا.

الشيخ: ما أعرف حال سنده، الحديث هذا عندكم عليه تعليق؟ مقبل.

الطالب: الشيخ مقبل -أحسن الله إليك- يقول: "إسناده صحيح" فقط.

الشيخ: فقط؟

الطالب: فقط.

الشيخ: ما عزاه لأحدٍ؟

الطالب: لا.

مداخلة: أحسن الله إليك، هذا الكلام في الأثر الذي قبله، كلام الأخ في الأثر الذي قبله عن عروة بن الزبير.

الشيخ: هذا مرسل، حديث عروة مرسل، لكن على كل بلاءٍ حسنٍ أبلانا.

الطالب: لم يذكره، ولكن الذي عن عروة بن الزبير قال: إسناده صحيحٌ إليه.

الشيخ: صحيح، هذا صحيح، نعم.

س: ما يشهد له ما رواه مسلم في الصحيح: أنَّ النبي ﷺ ..... سمع سامع .....؟

ج: هذا صحيحٌ، لكن ما هو بهذا: كل بلاءٍ حسنٍ أبلانا، لفظٌ آخر.

وقوله: إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة:181] أي: سميع الدعاء، عليم بمَن يستحقّ النصر والغلب.

وقوله: ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ [الأنفال:18] هذه بشارة أخرى، مع ما حصل من النَّصر: أنَّه أعلمهم تعالى بأنَّه مُضعف كَيْدِ الْكَافِرِينَ فيما يستقبل، مُصغّر أمرهم، وأنَّهم وكلّ ما لهم في تبارٍ ودمارٍ، ولله الحمد والمنَّة.

س: أحسن الله إليك، هذا عامٌّ في إيهان كيد الكافرين؟

ج: هذا عامٌّ، مثلما قال -جلَّ وعلا-: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ [الحج:40]، إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ [محمد:7] عامٌّ، وقد يبتلي عباده بشيءٍ بسبب ما يفعلون، مثلما ابتلاهم يوم أحد، والأصل هو النصر، النصر هو الأصل، والنصر هو ..... إهانة كيد الكافرين، وإضعاف كيد الكافرين، وهزيمتهم، هذا هو الأصل، كما دلَّت عليه النصوص، نعم.

إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنفال:19].

يقول تعالى للكفار: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا أي: تستنصروا، وتستقضوا الله، وتستحكموه أن يفصل بينكم وبين أعدائكم المؤمنين، فقد جاءكم ما سألتم. كما قال محمد بن إسحاق وغيره عن الزهري، عن عبدالله بن ثعلبة بن صعير: أنَّ أبا جهل قال يوم بدر: اللهم أيّنا كان أقطع للرحم وآتانا بما لا يعرف فأحنه الغداة. وكان ذلك استفتاحًا منه، فنزلت: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ .. إلى آخر الآية.

وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد –يعني: ابن هارون-: أخبرنا محمد بن إسحاق: حدثني الزهري، عن عبدالله بن ثعلبة: أنَّ أبا جهل قال حين التقى القومُ: اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة. فكان الـمُستفتح.

الشيخ: فكان المستفتح أبا جهل -قبحه الله-، الله أهانه وسلّط عليه وعلى قومه، استفتحوا فجاءهم الفتح بهزيمتهم ونصر المسلمين عليهم: وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ، عادوا فعاد اللهُ عليهم يوم الأحزاب ويوم الفتح، ونصر الله المسلمين عليهم وأذلهم، وهذا فضله وسنته في أوليائه، وفي أعدائه ، نعم.

وأخرجه النسائي في "التفسير" من حديث صالح بن كيسان، عن الزهري، به.

وكذا رواه الحاكم في "مستدركه" من طريق الزهري، به، وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.

ورُوي نحو هذا عن ابن عباسٍ ومجاهد والضَّحاك وقتادة ويزيد بن رومان وغير واحدٍ.

وقال السّدي: كان المشركون حين خرجوا من مكّة إلى بدر أخذوا بأستار الكعبة، فاستنصروا الله وقالوا: اللهم انصر أعلى الجندين، وأكرم الفئتين، وخير القبيلتين. فقال الله: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ، يقول: قد نصرتُ ما قلتم وهو محمد ﷺ.

وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم: هو قوله تعالى إخبارًا عنهم: وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ الآية [الأنفال:32]، وقوله: وَإِنْ تَنْتَهُوا أي: عمَّا أنتم فيه من الكفر بالله والتَّكذيب لرسوله فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ أي: في الدنيا والآخرة.

وقوله تعالى: وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ كقوله: وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا [الإسراء:8] معناه: وإن عدتم إلى ما كنتم فيه من الكفر والضَّلالة نعد لكم بمثل هذه الواقعة.

وقال السدي: وَإِنْ تَعُودُوا أي: إلى الاستفتاح نَعُدْ أي: إلى الفتح لمحمدٍ ﷺ والنَّصر له وتظفيره على أعدائه. والأول أقوى.

الشيخ: يعمّ هذا وهذا، يعني: عادوا لكفرهم، أو عادوا للاستنصار مع كفرهم؛ عاد الله عليهم بالهزيمة. نعم.

وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ أي: ولو جمعتم من الجموع ما عسى أن تجمعوا، فإنَّ مَن كان الله معه فلا غالبَ له، وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وهم الحزب النَّبوي والجناب المصطفوي.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ۝ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ۝ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ۝ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ [الأنفال:20-23].

يأمر تعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله، ويزجرهم عن مُخالفته والتَّشبه بالكافرين به، المعاندين له؛ ولهذا قال: وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ أي: تتركوا طاعته، وامتثال أوامره، وترك زواجره، وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ أي: بعدما علمتم ما دعاكم إليه.

وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ قيل: المراد المشركون. واختاره ابنُ جرير.

وقال ابنُ إسحاق: هم المنافقون، فإنَّهم يُظهرون أنَّهم قد سمعوا واستجابوا وليسوا كذلك.

ثم أخبر تعالى أنَّ هذا الضرب من بني آدم شرُّ الخلق والخليقة.

الشيخ: وهذا فيه تحذير الناس من سماع الحقِّ والإعراض عنه، فالواجب على مَن سمع الحقَّ أن يقبله، وأن يُنصت إليه، وأن ينتهِ، وأن يلتزم به؛ ولهذا يقول -جلَّ وعلا-: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ، فكلّ مُكلَّفٍ مأمورٌ بطاعة الله -جلَّ وعلا-: أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ أوامره وزواجره، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا يعني: بالآذان وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ في الحقيقة لا يستجيبون: كالمنافقين وأشباههم، ولا شكّ أنَّ كفار قريش قد سمعوا أيضًا، ولكن لم يستجيبوا، بل أطاعوا الهوى، واتَّبعوا الشيطان فأرداهم؛ ولهذا قال -جلَّ وعلا-: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ يسمعون بالآذان، ولكن القلوب في إعراضٍ وغفلةٍ واستكبارٍ، نسأل الله العافية، نعم.

س: الآثار التي في استفتاح المشركين صحيحة؟

ج: ذكرها أئمّة كما سمعتم.

س: التَّشبه بالكفَّار مُحرَّم مطلقًا؟

ج: إلا فيما شرعه الله، إذا وافقونا فلا بأس، أما إذا كان شيئًا ينفردون به فلا نتشبّه بهم؛ لقوله ﷺ: مَن تشبّه بقومٍ فهو منهم، أمَّا إذا عملوا عملنا فلا بأس لو عملناه؛ لو وفَّروا اللِّحى، ولم يُسبلوا الثياب، وفعلوا ما نفعل، فلا يضرنا ذلك، وإن دخلوا في الإسلام فهو أحبّ إلينا. نعم.

فقال: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ أي: عن سماع الحقِّ، البُكم عن فهمه.

الشيخ: البُكم عن النُّطق به، الصمّ: لا يسمعون، ولا ينطقون به، والأبكم: الذي ما ينطق، صمٌّ بكمٌ فهم لا يسمعون الحقَّ؛ لإعراضهم وتكبّرهم، ولا ينطقون به؛ لأنَّه حُجّة عليهم، ولا يعقلون لفساد قلوبهم، وإعراضها، وغفلتها، نسأل الله العافية، فهم عمي القلوب، بكم الألسن، صمّ الأذان، نسأل الله العافية: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ [البقرة:171].

ولهذا قال: الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ فهؤلاء شرّ البرية؛ لأنَّ كلَّ دابّةٍ مما سواهم مُطيعة لله فيما خلقها له، وهؤلاء خُلقوا للعبادة فكفروا؛ ولهذا شبَّههم بالأنعام في قوله: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً الآية [البقرة:171]، وقال في الآية الأخرى: أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179].

وقيل: المراد بهؤلاء المذكورين نفرٌ من بني عبدالدار من قريش. رُوِيَ عن ابن عباسٍ ومجاهد، واختاره ابنُ جرير.

وقال محمد بن إسحاق: هم المنافقون.

قلتُ: ولا مُنافاة بين المشركين والمنافقين في هذا؛ لأنَّ كلًّا منهم مسلوب الفهم الصَّحيح والقصد إلى العمل الصَّالح.

الشيخ: يعني: تعمّهم الآية، مثلما قال في المنافقين: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ [البقرة:18]، فالآية تعمّ الجميع: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ، فهي تعمّ الكفَّار المصرحين بكفرهم، والمنافقين تعمّهم الآية، كل أنواع الكفرة، نسأل الله العافية.

س: وتعمّ بعض المؤمنين الذين .....؟

ج: مَن تشبّه بهم أخذ نصيبهم، نسأل الله العافية.

ثم أخبر تعالى بأنَّهم لا فهمَ لهم صحيح، ولا قصد لهم صحيح، لو فرض أنَّ لهم فهمًا، فقال: وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ أي: لأفهمهم، وتقدير الكلام: ولكن لا خيرَ فيهم فلم يُفهمهم؛ لأنَّه يعلم أنَّه وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ أي: أفهمهم لَتَوَلَّوْا عن ذلك قصدًا وعنادًا بعد فهمهم ذلك وَهُمْ مُعْرِضُونَ عنه.

الشيخ: نسأل الله العافية.

أضف للمفضلة
شارك على فيسبوكشارك على غوغل بلسShare via Email
مجموع الفتاوى
مسيرة عطاء
banner
  إحصائيات المواد
  عن الموقع
التصنيفات
  • الفقهية
  • الموضوعية
  • العبادات
    • الطهارة
      • المياه
      • الآنية
      • قضاء الحاجة
      • سنن الفطرة
      • فروض الوضوء وصفته
      • نواقض الوضوء
      • ما يشرع له الوضوء
      • المسح على الخفين
      • الغسل
      • التيمم
      • النجاسات وإزالتها
      • الحيض والنفاس
      • مس المصحف
    • الصلاة
      • حكم الصلاة وأهميتها
      • الأذان والإقامة
      • وقت الصلاة
      • الطهارة لصحة الصلاة
      • ستر العورة للمصلي
      • استقبال القبلة
      • القيام في الصلاة
      • التكبير والاستفتاح
      • القراءة في الصلاة
      • الركوع والسجود
      • التشهد والتسليم
      • سنن الصلاة
      • مكروهات الصلاة
      • مبطلات الصلاة
      • قضاء الفوائت
      • سجود السهو
      • سجود التلاوة والشكر
      • صلاة التطوع
      • أوقات النهي
      • صلاة الجماعة
      • صلاة المريض
        • صلاة المسافر
      • صلاة الخوف
      • أحكام الجمع
      • صلاة الجمعة
      • صلاة العيدين
      • صلاة الخسوف
      • صلاة الاستسقاء
      • المساجد ومواضع السجود
      • مسائل متفرقة في الصلاة
      • الطمأنينة والخشوع
      • سترة المصلي
      • النية في الصلاة
      • القنوت في الصلاة
      • اللفظ والحركة في الصلاة
      • الوتر وقيام الليل
    • الجنائز
      • غسل الميت وتجهيزه
      • الصلاة على الميت
      • حمل الميت ودفنه
      • زيارة القبور
      • إهداء القرب للميت
      • حرمة الأموات
      • أحكام التعزية
      • مسائل متفرقة في الجنائز
      • الاحتضار وتلقين الميت
      • أحكام المقابر
      • النياحة على الميت
    • الزكاة
      • وجوب الزكاة وأهميتها
      • زكاة بهيمة الأنعام
      • زكاة الحبوب والثمار
      • زكاة النقدين
      • زكاة عروض التجارة
      • زكاة الفطر
      • إخراج الزكاة وأهلها
      • صدقة التطوع
      • مسائل متفرقة في الزكاة
    • الصيام
      • فضائل رمضان
      • ما لا يفسد الصيام
      • رؤيا الهلال
      • من يجب عليه الصوم
      • الأعذار المبيحة للفطر
      • النية في الصيام
      • مفسدات الصيام
      • الجماع في نهار رمضان
      • مستحبات الصيام
      • قضاء الصيام
      • صيام التطوع
      • الاعتكاف وليلة القدر
      • مسائل متفرقة في الصيام
    • الحج والعمرة
      • فضائل الحج والعمرة
      • حكم الحج والعمرة
      • شروط الحج
      • الإحرام
      • محظورات الإحرام
      • الفدية وجزاء الصيد
      • صيد الحرم
      • النيابة في الحج
      • المبيت بمنى
      • الوقوف بعرفة
      • المبيت بمزدلفة
      • الطواف بالبيت
      • السعي
      • رمي الجمار
      • الإحصار
      • الهدي والأضاحي
      • مسائل متفرقة في الحج والعمرة
      • المواقيت
      • التحلل
    • الجهاد والسير
  • المعاملات
    • الربا والصرف
    • البيوع
    • السبق والمسابقات
    • السلف والقرض
    • الرهن
    • الإفلاس والحجر
    • الصلح
    • الحوالة
    • الضمان والكفالة
    • الشركة
    • الوكالة
    • العارية
    • الغصب
    • الشفعة
    • المساقاة والمزارعة
    • الإجارة
    • إحياء الموات
    • الوقف
    • الهبة والعطية
    • اللقطة واللقيط
    • الوصايا
    • الفرائض
    • الوديعة
    • الكسب المحرم
  • فقه الأسرة
    • الزواج وأحكامه
      • حكم الزواج وأهميته
      • شروط وأركان الزواج
      • الخِطْبَة والاختيار
      • الأنكحة المحرمة
      • المحرمات من النساء
      • الشروط والعيوب في النكاح
      • نكاح الكفار
      • الصداق
      • الزفاف ووليمة العرس
      • الحقوق الزوجية
      • مسائل متفرقة في النكاح
      • أحكام المولود
      • تعدد الزوجات
      • تنظيم الحمل وموانعه
      • مبطلات النكاح
      • غياب وفقدان الزوج
    • النظر والخلوة والاختلاط
    • الخلع
    • الطلاق
    • الرجعة
    • الإيلاء
    • الظهار
    • اللعان
    • العِدَد
    • الرضاع
    • النفقات
    • الحضانة
  • العادات
    • الأطعمة والأشربة
    • الذكاة والصيد
    • اللباس والزينة
    • الطب والتداوي
    • الصور والتصوير
  • الجنايات والحدود
  • الأيمان والنذور
  • القضاء والشهادات
  • السياسة الشرعية
  • مسائل فقهية متفرقة
  • القرآن وعلومه
  • العقيدة
    • الإسلام والإيمان
    • الأسماء والصفات
    • الربوبية والألوهية
    • نواقض الإسلام
    • مسائل متفرقة في العقيدة
    • التوسل والشفاعة
    • السحر والكهانة
    • علامات الساعة
    • عذاب القبر ونعيمه
    • اليوم الآخر
    • ضوابط التكفير
    • القضاء والقدر
    • التبرك وأنواعه
    • التشاؤم والتطير
    • الحلف بغير الله
    • الرقى والتمائم
    • الرياء والسمعة
  • الحديث وعلومه
    • مصطلح الحديث
    • شروح الحديث
    • الحكم على الأحاديث
  • التفسير
  • الدعوة والدعاة
  • الفرق والمذاهب
  • البدع والمحدثات
  • أصول الفقه
  • العالم والمتعلم
  • الآداب والأخلاق
  • الآداب والأخلاق المحمودة
  • الأخلاق المذمومة
  • الفضائل
    • فضائل الأعمال
    • فضائل الأزمنة والأمكنة
    • فضائل متنوعة
  • الرقائق
  • الأدعية والأذكار
  • التاريخ والسيرة
  • قضايا معاصرة
  • قضايا المرأة
  • اللغة العربية
  • نصائح وتوجيهات
  • تربية الأولاد
  • الشعر والأغاني
  • أحكام الموظفين
  • أحكام الحيوان
  • بر الوالدين
  • المشكلات الزوجية
  • قضايا الشباب
  • نوازل معاصرة
  • الرؤى والمنامات
  • ردود وتعقيبات
  • الهجرة والابتعاث
  • الوسواس بأنواعه