الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

الشعار
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات
جمعة ٢٨ / جمادى ٢ / ١٤٤٧
المفضلة
Brand
  • الرئيسية
  • فتاوى
    • مجموع الفتاوى
    • نور على الدرب
    • فتاوى الدروس
    • فتاوى الجامع الكبير
  • صوتيات
    • دروس و محاضرات
    • شروح الكتب
  • مرئيات
    • مقاطع مختارة
    • مرئيات الشيخ
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • سلة التسوق
  • المفضلة
  • حمل تطبيق الشيخ على الهواتف الذكية
  • أندرويد
    آيفون / آيباد
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله

موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.

Download on the App StoreGet it on Google Play

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

BinBaz Logo

مؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية

جميع الحقوق محفوظة والنقل متاح لكل مسلم بشرط ذكر المصدر

تطوير مجموعة زاد
  1. شروح الكتب
  2. 008- سورة الأنفال
  3. تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ..}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ..}

Your browser does not support the audio element.

فخرج إلى الصلاة ولم يلتفت إليه، فلمَّا قضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدًا إلا أعطاه، إذ جاءه العباسُ فقال: يا رسول الله، أعطني؛ فإني فاديتُ نفسي، وفاديتُ عقيلًا. فقال له رسولُ الله ﷺ: خذ، فحثا في ثوبه، ثم ذهب يقلّه فلم يستطع، فقال: مُرْ بعضَهم يرفعه إليَّ. قال: لا، قال: فارفعه أنت عليَّ. قال: لا، فنثر منه ثم احتمله على كاهله، ثم انطلق، فما زال رسولُ الله ﷺ يتبعه بصره حتى خفي عنه؛ عجبًا من حرصه، فما قام رسولُ الله ﷺ وثَمَّ منها درهم.

وقد رواه البخاري في مواضع من "صحيحه" تعليقًا بصيغة الجزم، يقول: وقال إبراهيم بن طهمان .. ويسوقه، وفي بعض السياقات أتمّ من هذا.

وقوله: وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ [الأنفال:71] أي: وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فيما أظهروا لك من الأقوال، فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ أي: من قبل بدر بالكفر به، فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ أي: بالأسارى يوم بدر، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الأنفال:71].

الشيخ: وفي قصّة مال البحرين وما فعله المصطفى ﷺ دلالة على أنَّ ولي الأمر ينظر في توزيع الأموال حسبما يراه، وحسبما تقتضيه المصلحة التي يراها من التوزيع، فإنَّ الناس أقسام: منهم الفقير، ومنهم المؤلّف، ومنهم الغارم، ومنهم غير ذلك، فيكون التوزيع على حسب ما يرى فيه المصلحة؛ ولهذا أعطى العباس ما أعطاه، لما في إعطائه من التأليف وتقوية الإيمان، فإنَّ إسلامه تأخّر؛ ولقرابته أيضًا، فالقرابة لهم حقّ؛ فلهذا أعطاه النبي ﷺ ما استطاع حمله.

وفي الحديث الصحيح: أنَّ جابرًا أتى أبا بكر بعد موت النبي ﷺ، وكان أبو بكر قد نادى في الناس: "مَن كان له عند رسول الله دَينٌ أو عِدَةٌ فليأتنا"، فجاءه جابر وقال: إنَّ الرسول قد وعدني إذا جاء مالُ البحرين أن يُعطيني هكذا وهكذا وهكذا. وأشار بيديه ثلاث مرات، وقد جاء مالُ البحرين في عهد أبي بكر، يعني: جزية البحرين، جزية المجوس، فقال له الصديق: "خذ"، فحفن بيديه، ثم عدَّها فإذا خمسمئة، قال: "خذ مثلها مرتين" يعني: وفاءً لما وعدك به الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فهذا وأمثاله يدلّ على جواز مثل هذا العطاء على الوجه الذي يراه ولي الأمر.

س: في البخاري بوّب على هذا الحديث: "باب تعليق القنو في المسجد"، ما وجه التَّبويب على هذا؟

ج: لعله على غير هذا، لعله على بحثٍ آخر.

الطالب: على هذا، أحسن الله إليك؟

الشيخ: وأيش يقول؟

الطالب: باب تعليق القنو في المسجد.

الشيخ: وأيش قال بعده؟ وأيش تحته؟

الطالب: باب القسمة وتعليق القنو في المسجد.

الشيخ: هذا يتعلق بالقسمة، وأيش يقول؟

الطالب: المحشي فقط عزاه، كذا.

الشيخ: وإلا البخاري ما هو بموجود؟

الطالب: موجود، أحسن الله إليك.

الشيخ: نعم، وأيش يقول؟

الطالب: يقول: قوله: "باب القسمة" أي: جوازها، والقنو: بكسر القاف وسكون النون، فسّره في الأصل .....

الشيخ: أيش: وفسّره؟

الطالب: أقرأ المتن يا شيخ؟

الشيخ: إيه.

الطالب: وقال إبراهيم: عن عبدالعزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك  قال: أُتي النبي ﷺ بمالٍ من البحرين، فقال: انثروه في المسجد، وكان أكثر مالٍ أُتي به رسول الله ﷺ، فخرج رسولُ الله ﷺ إلى الصلاة ولم يلتفت إليه، فلمَّا قضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدًا إلا أعطاه، إذ جاءه العباس فقال: يا رسول الله، أعطني؛ فإني فاديتُ نفسي، وفاديتُ عقيلًا. فقال له رسولُ الله ﷺ: خذ، فحثا في ثوبه، ثم ذهب يقله فلم يستطع، فقال: يا رسول الله، اؤمر بعضهم يرفعه إليَّ. قال: لا، قال: فارفعه أنت عليَّ. قال: لا، فنثر منه، ثم ذهب يقله، فقال: يا رسول الله، اؤمر بعضهم يرفعه عليَّ. قال: لا، قال: فارفعه أنت عليَّ. قال: لا، فنثر منه، ثم احتمله، فألقاه على كاهله، ثم انطلق، فما زال رسولُ الله ﷺ يتبعه بصره حتى خفي علينا؛ عجبًا من حرصه، فما قام رسولُ الله ﷺ وثمَّ منها درهم.

الشيخ: طيب، نعم.

.............

أي: عليم بفعله، حكيمٌ فيه.

قال قتادة: نزلت في عبدالله بن سعد بن أبي سرح الكاتب حين ارتدَّ ولحق بالمشركين.

وقال ابنُ جريج: عن عطاء الخراساني، عن ابن عباسٍ: نزلت في عباس وأصحابه حين قالوا: لننصحنَّ لك على قومنا.

وفسّرها السّدي على العموم، وهو أشمل وأظهر، والله أعلم.

الشيخ: لأنَّ الآية عامّة: وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ كلّ مَن فعل هذا من المشركين فهو داخلٌ تحت الآية، نسأل الله العافية.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الأنفال:72].

ذكر تعالى أصناف المؤمنين، وقسّمهم إلى مُهاجرين خرجوا من ديارهم وأموالهم، وجاءوا لنصر الله ورسوله، وإقامة دينه، وبذلوا أموالهم وأنفسهم في ذلك. وإلى أنصار، وهم المسلمون من أهل المدينة إذ ذاك؛ آووا إخوانهم المهاجرين في منازلهم، وواسوهم في أموالهم، ونصروا الله ورسوله بالقتال معهم، فهؤلاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ أي: كلّ منهم أحقّ بالآخر من كل أحدٍ؛ ولهذا آخى رسولُ الله ﷺ بين المهاجرين والأنصار، كل اثنين أخوان، فكانوا يتوارثون بذلك إرثًا مُقدّمًا على القرابة، حتى نسخ الله تعالى ذلك بالمواريث.

ثبت ذلك في "صحيح البخاري" عن ابن عباسٍ، ورواه العوفي وعلي ابن أبي طلحة عنه، وقاله مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة وغير واحدٍ.

قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع: عن شريك، عن عاصم، عن أبي وائل، عن جرير -هو ابن عبدالله البجلي - قال: قال رسولُ الله ﷺ: المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض، والطُّلقاء من قريش والعُتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعضٍ إلى يوم القيامة. تفرد به أحمد.

وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا سفيان: حدثنا عكرمة –يعني: ابن إبراهيم الأزدي.

مداخلة: أحسن الله إليك، شيبان.

الشيخ: فقط؟ غير منسوبٍ؟

الطالب: لا، غير منسوبٍ.

الشيخ: حطّ نسخة: شيبان، هو الأقرب: شيبان؛ لأنَّ أبا يعلى ما أدرك السُّفيانين، أبو يعلى ما أدركهما، نسخة: شيبان.

حدثنا عاصم، عن شقيق، عن ابن مسعودٍ قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: المهاجرون والأنصار والطُّلقاء من قريش والعُتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعضٍ في الدنيا والآخرة. هكذا رواه في "مسند عبدالله بن مسعود".

وقد أثنى اللهُ ورسوله على المهاجرين والأنصار في غير ما آيةٍ في كتابه، فقال: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ الآية [التوبة:100]، وقال: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ الآية [التوبة:117]، وقال تعالى: لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ۝ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ الآية [الحشر:8-9].

وأحسن ما قيل في قوله: وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا أي: لا يحسدونهم على فضل ما أعطاهم الله على هجرتهم، فإنَّ ظاهر الآيات تقديم المهاجرين على الأنصار.

الشيخ: وهذا من كمال إيمانهم  وكمال تقواهم، يُحبّون إخوانهم المهاجرين، ولا يحسدونهم على ما آتاهم الله من الفضل، بحيث قدَّمهم على الأنصار، وأثنى عليهم كثيرًا، وما ذاك إلا لأنَّهم تركوا أوطانهم، تركوا أموالهم، تركوا أقاربهم، كلّ ذلك رغبةً فيما عند الله، وإيثارًا لدينه، أما الأنصار فهم في بلدهم ولم يتركوها، بل جاءهم النبي ﷺ ونزل عليهم وآووه -رضي الله عنهم وأرضاهم-، ومعلومٌ الفرق بين مَن ترك وطنه وماله وقراباته وانتقل لأجل الدين، وبين مَن هو مُقيمٌ في بلده وفي محلِّه وعند قومه.

وهذا أمرٌ مُجمعٌ عليه بين العلماء، لا يختلفون في ذلك؛ ولهذا قال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبدالخالق البزار في "مسنده": حدثنا محمد بن معمر: حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن حذيفة، قال: خيَّرني رسولُ الله ﷺ بين الهجرة والنُّصرة، فاخترتُ الهجرة. ثم قال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

الشيخ: وفيه غرابة؛ لأنَّ الهجرة المقصود منها النُّصرة، فإنَّ المهاجرين هاجروا نصرًا لدين الله، وحُذيفة من جُملتهم -رضي الله عنه وأرضاه-، والحديث ضعيف الإسناد من أجل علي بن زيد بن جدعان، نعم.

وقوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ [الأنفال:72] قرأ حمزة: "ولايتهم" بالكسر، والباقون بالفتح، وهما واحدٌ: كالدَّلالة والدِّلالة من شيءٍ.

الشيخ: والأغلب أنَّ الوَلاية: الموالاة، وبالكسر: الوِلاية: الإمارة ونحوها، يُقال لها: وِلاية، والمحبّة والنُّصرة يُقال لها: وَلاية، هذا هو الأغلب، وقد تُكسر هذه، وتُفتح هذه، نعم.

حَتَّى يُهَاجِرُوا [الأنفال:72] هذا هو الصنف الثالث من المؤمنين، وهم الذين آمنوا ولم يُهاجروا، بل أقاموا في بواديهم، فهؤلاء ليس لهم في المغانم نصيبٌ، ولا في خمسها إلا ما حضروا فيه القتال.

كما قال أحمد: حدثنا وكيع: حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه بُريدة بن الحصيب الأسلمي ، قال: كان رسولُ الله ﷺ إذا بعث أميرًا على سريةٍ أو جيشٍ أوصاه في خاصّة نفسه بتقوى الله، وبمَن معه من المسلمين خيرًا، وقال: اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا مَن كفر بالله، إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصالٍ -أو خلالٍ-، فأيّتهنَّ ما أجابوك إليها فاقبل منهم، وكفّ عنهم: ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكفّ عنهم، ثم ادعهم إلى التَّحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم إن فعلوا ذلك أنَّ لهم ما للمُهاجرين، وأنَّ عليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا واختاروا دارهم، فأعلمهم أنَّهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيبٌ، إلا أن يُجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن أجابوا فاقبل منهم وكفّ عنهم، فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم. انفرد به مسلم، وعنده زيادات أُخَر.

وقوله: وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ الآية [الأنفال:72]، يقول تعالى: وإن استنصركم هؤلاء الأعراب الذين لم يُهاجروا في قتالٍ ديني على عدو لهم فانصروهم، فإنَّه واجبٌ عليكم نصرهم؛ لأنَّهم إخوانكم في الدِّين، إلا أن يستنصروكم على قومٍ من الكفَّار بينكم وبينهم ميثاق، أي: مُهادنة إلى مدّةٍ، فلا تخفروا ذمّتكم، ولا تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم. وهذا مرويٌّ عن ابن عباسٍ .

وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [الأنفال:73].

الشيخ: بركة.

س: قوله: "فإن أبوا فادعهم إلى الجزية" ما يدلّ على أنَّ الجزية تُؤخذ من عموم المشركين؟

ج: هذا احتجَّ به جماعةٌ من أهل العلم: على أنَّ الجزية عامّة؛ لأنَّ هذا الحديث عمم، والمشهور عند العلماء والجمهور أنَّ هذا خاصٌّ بأهل الكتاب، والحديث محمولٌ عليهم؛ لقوله -جلَّ وعلا-: قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوبة:29] خصَّ بها أهل الكتاب؛ ولأنَّه قاتل العرب ولم يأخذ منهم جزية، كلّهم قاتلهم ولم يقبل منهم الجزية -عليه الصلاة والسلام-.

س: طيب، أخذها من المجوس ألا يدلّ على أنَّ الآية ليست خاصةً بأهل الكتاب؟

ج: المجوس النبي ﷺ أمر أن يلحقوا باليهود والنَّصارى، المجوس أُلحقوا بهم.

س: المجوس لهم كتابٌ، ثم رفع؟

ج: يقال، لكن المقصود أنَّه أخذ منهم الجزية، أمر أن تُؤخذ منهم الجزية، وإلا ما ثبت لهم كتاب.

س: الآية تكون مُخصصةً للحديث؟

ج: نعم، أو يكون الحديث مُرادًا به أنَّهم مشركون، أهل الكتاب يُسمّون: مشركين ..... من أهل الكتاب.

س: أهل الكتاب هل يتصور أن يكونوا مُرتدين؟

ج: إيه، يتصور، هم وغيرهم، إذا أسلم ثم كفر يكون مُرتدًّا.

س: بعضهم يرى أنَّ اليهود الآن مُرتدون عن اليهودية؟

ج: لا، ما هم بمرتدين، يُسمّون: كفارًا أصليين؛ لأنَّهم لم يُقرّوا بمحمدٍ، فبقوا على كفرهم، نعم.

س: ويكفي انتسابه إلى كونه يهوديًّا؟

ج: يُسمّون: أهل كتابٍ؛ لأنَّهم آمنوا بالتوراة سابقًا وبالإنجيل، ولكن ما عاد ينفعهم إيمانهم، لما بعث الله محمدًا ﷺ لم يبقَ إيمانهم نافعًا لهم.

أضف للمفضلة
شارك على فيسبوكشارك على غوغل بلسShare via Email
مجموع الفتاوى
مسيرة عطاء
banner
  إحصائيات المواد
  عن الموقع
التصنيفات
  • الفقهية
  • الموضوعية
  • العبادات
    • الطهارة
      • المياه
      • الآنية
      • قضاء الحاجة
      • سنن الفطرة
      • فروض الوضوء وصفته
      • نواقض الوضوء
      • ما يشرع له الوضوء
      • المسح على الخفين
      • الغسل
      • التيمم
      • النجاسات وإزالتها
      • الحيض والنفاس
      • مس المصحف
    • الصلاة
      • حكم الصلاة وأهميتها
      • الأذان والإقامة
      • وقت الصلاة
      • الطهارة لصحة الصلاة
      • ستر العورة للمصلي
      • استقبال القبلة
      • القيام في الصلاة
      • التكبير والاستفتاح
      • القراءة في الصلاة
      • الركوع والسجود
      • التشهد والتسليم
      • سنن الصلاة
      • مكروهات الصلاة
      • مبطلات الصلاة
      • قضاء الفوائت
      • سجود السهو
      • سجود التلاوة والشكر
      • صلاة التطوع
      • أوقات النهي
      • صلاة الجماعة
      • صلاة المريض
        • صلاة المسافر
      • صلاة الخوف
      • أحكام الجمع
      • صلاة الجمعة
      • صلاة العيدين
      • صلاة الخسوف
      • صلاة الاستسقاء
      • المساجد ومواضع السجود
      • مسائل متفرقة في الصلاة
      • الطمأنينة والخشوع
      • سترة المصلي
      • النية في الصلاة
      • القنوت في الصلاة
      • اللفظ والحركة في الصلاة
      • الوتر وقيام الليل
    • الجنائز
      • غسل الميت وتجهيزه
      • الصلاة على الميت
      • حمل الميت ودفنه
      • زيارة القبور
      • إهداء القرب للميت
      • حرمة الأموات
      • أحكام التعزية
      • مسائل متفرقة في الجنائز
      • الاحتضار وتلقين الميت
      • أحكام المقابر
      • النياحة على الميت
    • الزكاة
      • وجوب الزكاة وأهميتها
      • زكاة بهيمة الأنعام
      • زكاة الحبوب والثمار
      • زكاة النقدين
      • زكاة عروض التجارة
      • زكاة الفطر
      • إخراج الزكاة وأهلها
      • صدقة التطوع
      • مسائل متفرقة في الزكاة
    • الصيام
      • فضائل رمضان
      • ما لا يفسد الصيام
      • رؤيا الهلال
      • من يجب عليه الصوم
      • الأعذار المبيحة للفطر
      • النية في الصيام
      • مفسدات الصيام
      • الجماع في نهار رمضان
      • مستحبات الصيام
      • قضاء الصيام
      • صيام التطوع
      • الاعتكاف وليلة القدر
      • مسائل متفرقة في الصيام
    • الحج والعمرة
      • فضائل الحج والعمرة
      • حكم الحج والعمرة
      • شروط الحج
      • الإحرام
      • محظورات الإحرام
      • الفدية وجزاء الصيد
      • صيد الحرم
      • النيابة في الحج
      • المبيت بمنى
      • الوقوف بعرفة
      • المبيت بمزدلفة
      • الطواف بالبيت
      • السعي
      • رمي الجمار
      • الإحصار
      • الهدي والأضاحي
      • مسائل متفرقة في الحج والعمرة
      • المواقيت
      • التحلل
    • الجهاد والسير
  • المعاملات
    • الربا والصرف
    • البيوع
    • السبق والمسابقات
    • السلف والقرض
    • الرهن
    • الإفلاس والحجر
    • الصلح
    • الحوالة
    • الضمان والكفالة
    • الشركة
    • الوكالة
    • العارية
    • الغصب
    • الشفعة
    • المساقاة والمزارعة
    • الإجارة
    • إحياء الموات
    • الوقف
    • الهبة والعطية
    • اللقطة واللقيط
    • الوصايا
    • الفرائض
    • الوديعة
    • الكسب المحرم
  • فقه الأسرة
    • الزواج وأحكامه
      • حكم الزواج وأهميته
      • شروط وأركان الزواج
      • الخِطْبَة والاختيار
      • الأنكحة المحرمة
      • المحرمات من النساء
      • الشروط والعيوب في النكاح
      • نكاح الكفار
      • الصداق
      • الزفاف ووليمة العرس
      • الحقوق الزوجية
      • مسائل متفرقة في النكاح
      • أحكام المولود
      • تعدد الزوجات
      • تنظيم الحمل وموانعه
      • مبطلات النكاح
      • غياب وفقدان الزوج
    • النظر والخلوة والاختلاط
    • الخلع
    • الطلاق
    • الرجعة
    • الإيلاء
    • الظهار
    • اللعان
    • العِدَد
    • الرضاع
    • النفقات
    • الحضانة
  • العادات
    • الأطعمة والأشربة
    • الذكاة والصيد
    • اللباس والزينة
    • الطب والتداوي
    • الصور والتصوير
  • الجنايات والحدود
  • الأيمان والنذور
  • القضاء والشهادات
  • السياسة الشرعية
  • مسائل فقهية متفرقة
  • القرآن وعلومه
  • العقيدة
    • الإسلام والإيمان
    • الأسماء والصفات
    • الربوبية والألوهية
    • نواقض الإسلام
    • مسائل متفرقة في العقيدة
    • التوسل والشفاعة
    • السحر والكهانة
    • علامات الساعة
    • عذاب القبر ونعيمه
    • اليوم الآخر
    • ضوابط التكفير
    • القضاء والقدر
    • التبرك وأنواعه
    • التشاؤم والتطير
    • الحلف بغير الله
    • الرقى والتمائم
    • الرياء والسمعة
  • الحديث وعلومه
    • مصطلح الحديث
    • شروح الحديث
    • الحكم على الأحاديث
  • التفسير
  • الدعوة والدعاة
  • الفرق والمذاهب
  • البدع والمحدثات
  • أصول الفقه
  • العالم والمتعلم
  • الآداب والأخلاق
  • الآداب والأخلاق المحمودة
  • الأخلاق المذمومة
  • الفضائل
    • فضائل الأعمال
    • فضائل الأزمنة والأمكنة
    • فضائل متنوعة
  • الرقائق
  • الأدعية والأذكار
  • التاريخ والسيرة
  • قضايا معاصرة
  • قضايا المرأة
  • اللغة العربية
  • نصائح وتوجيهات
  • تربية الأولاد
  • الشعر والأغاني
  • أحكام الموظفين
  • أحكام الحيوان
  • بر الوالدين
  • المشكلات الزوجية
  • قضايا الشباب
  • نوازل معاصرة
  • الرؤى والمنامات
  • ردود وتعقيبات
  • الهجرة والابتعاث
  • الوسواس بأنواعه