الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

الشعار
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات
جمعة ٢٨ / جمادى ٢ / ١٤٤٧
المفضلة
Brand
  • الرئيسية
  • فتاوى
    • مجموع الفتاوى
    • نور على الدرب
    • فتاوى الدروس
    • فتاوى الجامع الكبير
  • صوتيات
    • دروس و محاضرات
    • شروح الكتب
  • مرئيات
    • مقاطع مختارة
    • مرئيات الشيخ
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • سلة التسوق
  • المفضلة
  • حمل تطبيق الشيخ على الهواتف الذكية
  • أندرويد
    آيفون / آيباد
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله

موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.

Download on the App StoreGet it on Google Play

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

BinBaz Logo

مؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية

جميع الحقوق محفوظة والنقل متاح لكل مسلم بشرط ذكر المصدر

تطوير مجموعة زاد
  1. شروح الكتب
  2. 006- سورة الأنعام
  3. تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}

Your browser does not support the audio element.

وقوله تعالى: وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151].

لما أوصى تعالى بالوالدين والأجداد عطف على ذلك الإحسان إلى الأبناء والأحفاد، فقال تعالى: وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ، وذلك أنَّهم كانوا يقتلون أولادَهم كما سوَّلت لهم الشَّياطين ذلك، فكانوا يئدون البنات خشية العار، وربما قتلوا بعضَ الذكور خشية الافتقار؛ ولهذا ورد في "الصَّحيحين" من حديث عبدالله بن مسعود : أنَّه سأل رسولَ الله ﷺ: أيّ الذَّنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك، قلت: ثم أيّ؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أيّ؟ قال: أن تُزاني حليلة جارك، ثم تلا رسولُ الله ﷺ: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ الآية [الفرقان:68].

الشيخ: وهذا من رحمة الله جلَّ وعلا: أن أمر العباد بتوحيده والإخلاص له، والحذر من الإشراك به؛ لأنَّ ذلك هو أهم الأمور، وفيه سعادة العباد في الدنيا وفي الآخرة، العباد خُلِقُوا ليعبدوا الله، وهذا هو طريق السَّعادة لهم في الدنيا والآخرة، فإذا عبدوا معه سواه هلكوا وشقوا، فمن رحمة الله أن حذَّرهم من هذا الأمر على ألسنة الرسل جميعًا، وهكذا في جميع الكتب المنزلة من السَّماء حذَّرهم من الشِّرك: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21]، هذه العبادة بيَّنها القرآنُ العظيم، وبيَّنتها الرسلُ عليهم الصلاة والسلام، وهي توجيه القرب إلى الله، والألسنة والأفعال كلها لله وحده فيما يتعلَّق بالعبادة، وكل الطَّاعات عبادة؛ لأنها ذلٌّ وخضوعٌ لله، والعبادة هي الذّل لله، فسمَّى اللهُ جميعَ الطَّاعة عبادةً؛ لأنَّها ذلٌّ لله وخضوعٌ، كما تقول العربُ: طريقٌ مُعبَّدٌ، أي: مُذلَّلٌ، قد وطأته الأقدامُ، ويقول: بعيرٌ مُعبَّدٌ، يعني: قد شدّ ورُحل.

فالعبادة هي الذّل لله والخضوع لله بطاعة أوامره، وترك نواهيه ، وهذا الذّل هو العزّ، وهو الكرامة، وهو النَّجاة، وهو كمالٌ للعبد أن يكون عبدًا لله، خالصًا لله، ليس لأحدٍ فيه شركة، بل يعبدوا الله وحده، ويخصُّوه بالعبادة دون كلِّ ما سواه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:2- 3]، ويقول سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5]، ويقول جلَّ وعلا: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ أي: له العبادة وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14].

ثم عليهم مع هذا أن يحذروا ما حرَّم الله عليهم من سائر المعاصي، كما يلزمهم أداء الفرائض، من: صلاةٍ، وزكاةٍ، وصومٍ، وحجٍّ، وغير ذلك، فيلزمهم أيضًا أن يدعوا المحارم الأخرى التي دون الشِّرك حتى تتمَّ لهم أسبابُ السَّعادة، ومن ذلك: الإحسان للوالدين وعدم العقوق، فإنَّ هذا من أهم الفرائض: الإحسان للوالدين وعدم العقوق، فالإحسان إليهم من أهم الفرائض بعد التَّوحيد، وعقوقهم من أهم الذّنوب بعد الشِّرك، العقوقُ من كبائر الذّنوب التي تلي الشِّرك، والإحسان إليهم من الفرائض التي تلي التوحيد.

والوالِدان يشمل الأب والأمّ والأجداد، كلهم آباء، الوالدان القريبان والبعيدان، أبوه وأمّه .....، وكذلك جدّه، يجب الإحسانُ إلى الجميع.

وهكذا الإحسان إلى الأولاد، هم أيضًا القسم الثاني من الأقارب، وهم أقرب الناس إليه بعد الوالدين .....، والصّلة ..... والإحسان إليهما، الأولاد والأحفاد، الأحفاد: أولاد الذّرية؛ أولاد البنين والبنات: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً [النحل:72].

والغالب على أبناء الرجال أن يُقال لهم: حفدة، وعلى أبناء النِّساء: أسباط، وقد يُطلق على الجميع: الحفدة.

فالإحسان يعمّ الآباء والأمّهات والأجداد والجدَّات، والعقوق يعمّ ذلك أيضًا، وهكذا الإحسانُ للأولاد وأولادهم، وتحرم القطيعة ..... ولأولادهم.

وقد جاء في النصوص هذا وهذا؛ جاء في النصوص بيانُ العقوق وشهادةُ الزور، وأنها تلي الشِّرك، وجاء في الحديث أنَّ قتلَ النفس والزِّنا يلي الشِّرك، ويُبين الربُّ بذلك أنَّ هذه من الكبائر العظيمة، وأنها تلي الشِّرك: القتل بغير حقٍّ، والزنا، والعقوق، وشهادة الزور.

في حديث ابن مسعودٍ يقول النبيُّ ﷺ لما سأله: أيّ الذَّنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك، يعني: معبودًا معه تُشرك به: من صنمٍ، أو وثنٍ، أو نبيٍّ، أو غير ذلك، قلت: ثم أيّ؟ قال: أن تقتل ولدَك خشية أن يطعم معك.

قتل النفس من أعظم الكبائر، وإذا كان للولد صار كبيرةً من جهة الظّلم، وكبيرةً من جهة القطيعة -قطيعة الرحم- والله أطلق القتلَ في الآية الكريمة، ثم أيّ؟ قال: أن تُزاني حليلةَ جارك، جعل الزِّنا بحليلة الجار أيضًا من أكبر الكبائر بعد الشِّرك والقتل، فأنزل اللهُ الآيةَ ، وهي قوله سبحانه: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ هذا الشِّرك، وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ هذا عامٌّ، يعمّ الولد و.....، وَلَا يَزْنُونَ [الفرقان:68] يعمّ الزنا بزوجة الجار وغيرها من الكبائر العظيمة.

وفي "الصحيحين" من حديث أبي بكرة الثَّقفي : أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: ألا أُنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أُنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أُنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ كررها ثلاثًا، قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان مُتَّكئًا فجلس فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور.

فجعل في هذا الحديث ما يلي الشِّرك: العقوق وشهادة الزور، فعُلِمَ بذلك أنَّ العقوقَ وشهادةَ الزور والقتلَ بغير حقٍّ والزنا كلها من الكبائر العظيمة التي تلي الشِّرك، وإن كانت ليست مثل الشِّرك، بل دون الشِّرك، تحت المشيئة، لكنَّها من البلاء العظيم، فيجب الحذر منها.

وهكذا الرِّبا من الكبائر العظيمة، وهكذا أكل أموال اليتامى، في الحديث الصَّحيح يقول ﷺ: اجتنبوا السَّبْعَ الموبقات يعني: المهلكات، قلن: ما هنَّ يا رسول الله؟ قال: الشِّرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحقِّ، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتَّولي يوم الزَّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.

والسِّحر من جملة الشِّرك لأنَّه لا يُتوصل إليه إلا بالشِّرك؛ بعبادة الجنِّ والتَّقرب إليهم؛ ولهذا في الحديث: حدُّ السَّاحر ضربه بالسيف، جاء مرفوعًا وموقوفًا.

فالسَّاحر متى ثبت سحرُه قُتِلَ، لا يُستتاب لعِظَم شرِّه؛ ولهذا أمر عمرُ  في خلافته بقتل السَّواحر وعدم استتابتهم.

وقوله تعالى: مِنْ إِمْلَاقٍ قال ابنُ عباسٍ وقتادة والسّدي وغيره: هو الفقر. أي: ولا تقتلوهم من فقركم الحاصل.

وقال في سورة الإسراء: وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ [الإسراء:31] أي: لا تقتلوهم خوفًا من الفقر في الآجل؛ ولهذا قال هاهنا: نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ [الإسراء:31]، فبدأ برزقهم للاهتمام بهم، أي: لا تخافوا من فقركم بسبب رزقهم، فهو على الله. وأمَّا في هذه الآية فلمَّا كان الفقرُ حاصلًا قال: نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151]؛ لأنَّه الأهمّ هاهنا، والله أعلم.

الشيخ: المقصود أنَّه في آية الأنعام قال: نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ لأنَّ الفقر حاصلٌ من إملاقٍ، يعني: من فقرٍ حاصلٍ، فبدأ به، قال: نَرْزُقُكُمْ، ثم قال: وَإِيَّاهُمْ الأولاد، وفي سورة الإسراء لما كان خوفًا من الفقر بدأ بالأولاد: وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ، الأولاد الذين تخشون الفقرَ بأسبابهم فالله يرزقهم وآباءهم وأُمَّهاتهم، فالأمر بيده ، وهو الرَّزاق، فلا يجوز القتلُ لأجل خوف الفقر، فالرزق عند الله، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۝ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ۝ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذَّاريات:56- 58]، وقال سبحانه: وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ [العنكبوت:60]، وهو سبحانه الرَّزاق لعباده، عاقلهم وبهيمهم، هذه الدَّابة النَّملة الضَّعيفة الحقيرة يأتيها رزقُها، فكيف بغيرها؟ نعم.

وقوله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [الأنعام:151] كقوله تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، قد تقدَّم تفسيرها في قوله تعالى: وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ [الأنعام:120].

وفي "الصحيحين" عن ابن مسعودٍ  قال: قال رسولُ الله ﷺ: لا أحدَ أغير من الله، من أجل ذلك حرَّم الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن.

وقال عبدُالملك بن عُمير: عن ورَّاد، عن مولاه المغيرة قال: قال سعدُ بن عُبادة: لو رأيتُ مع امرأتي رجلًا لضربتُه بالسَّيف غير مُصفّحٍ. فبلغ ذلك رسولَ الله ﷺ فقال: أتعجبون من غيرة سعد؟ فوالله لأنا أغيرُ من سعدٍ، والله أغير مني، من أجل ذلك حرَّم الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن. أخرجاه.

وقال كاملُ أبو العلاء: عن أبي صالح، عن أبي هريرةَ قال: قيل: يا رسول الله، إنا نغارُ. قال: والله إني لأغار، والله أغير مني، ومن غيرته نهى عن الفواحش.

رواه ابنُ مردويه، ولم يُخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب السّتة، وهو على شرط الترمذي، فقد رُوِيَ بهذا السَّند: أعمار أمَّتي ما بين السِّتين إلى السَّبعين.

الشيخ: وسُميت فواحش لما فيها من الفُحش؛ لأنَّ العقولَ السَّليمة تُنكرها وتعرف قبحَها، فهي فاحشة تشمل: الزِّنا، والعقوق، واللِّواط، والخمر، كل ما حرَّم الله، كل فاحشةٍ تُنكرها العقول الصَّحيحة والفِطَر السَّليمة، وتعلم قبحَها؛ ولهذا حرَّمها الله .

وحديث غيرة سعد: "غير مُصفحٍ" يحتمل أنَّه: "غير مُفصح" يعني: غير ضارب بحدِّه العريض، بل حدّه الحديد الذي يقتل، يعني: أضربه بالسيف ضربةَ العامد القاصد؛ لشدّة غيرة سعدٍ .

وقوله تعالى: وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [الأنعام:151].

وهذا مما نصَّ تبارك وتعالى على النَّهي عنه تأكيدًا، وإلا فهو داخلٌ في النَّهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فقد جاء في "الصحيحين" عن ابن مسعودٍ  قال: قال رسولُ الله ﷺ: لا يحلّ دم امرئٍ مسلمٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسولُ الله إلا بإحدى ثلاثٍ: الثَّيب الزَّاني، والنفس بالنفس، والتَّارك لدينه المفارق للجماعة. وفي لفظٍ لمسلم: والذي لا إله غيره لا يحل دم رجلٍ مسلمٍ وذكره.

قال الأعمشُ: فحدّثت به إبراهيم، فحدَّثني عن الأسود، عن عائشةَ بمثله.

وروى أبو داود والنَّسائي عن عائشةَ رضي الله عنها: أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: لا يحل دمُ امرئٍ مسلمٍ إلا بإحدى ثلاث خصال: زان محصن يُرجم، ورجل قتل متعمِّدًا فيُقتل، ورجل يخرج من الإسلام، حارب الله ورسوله، فيُقتل أو يُصلب أو يُنفى من الأرض. وهذا لفظ النَّسائي.

وعن أمير المؤمنين عثمان بن عفان  أنَّه قال وهو محصورٌ: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: لا يحل دم امرئٍ مسلمٍ إلا بإحدى ثلاثٍ: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسًا بغير نفسٍ، فوالله ما زنيتُ في جاهليةٍ ولا إسلامٍ، ولا تمنّيتُ أنَّ لي بديني بدلًا منه إذ هداني الله، ولا قتلتُ نفسًا، فبِمَ تقتلونني؟».

الشيخ: يعني يُخاطب المحاصِرين الذين حاصروه .

رواه الإمامُ أحمدُ والترمذيُّ والنَّسائيُّ وابنُ ماجه، وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ.

وقد جاء النَّهي والزَّجر والوعيد في قتل المعاهد، وهو المستأمن من أهل الحرب؛ فروى البخاريُّ عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ مرفوعًا: مَن قتل مُعاهدًا لم يرح رائحةَ الجنة، وإنَّ ريحَها ليُوجد من مسيرة أربعين عامًا.

وعن أبي هريرةَ ، عن النبي ﷺ قال: مَن قتل مُعاهدًا له ذمّة الله وذمّة رسوله فقد أخفر بذمّة الله، فلا يرح رائحةَ الجنة، وإنَّ ريحَها ليُوجد من مسيرة سبعين خريفًا. رواه ابنُ ماجه والترمذي، وقال: حسنٌ صحيحٌ.

وقوله: ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الأنعام:151].

الشيخ: ومعنى "مُعاهد" أي: له عهد وذمّة، سواء كان جزيةً، أو غير جزيةٍ، أو مُستأمنًا ليس بيننا وبينهم حربٌ، دخل آمنًا لبيعٍ أو شراءٍ، أو لأسبابٍ أخرى، وإنما يجوز قتلُ الكافر إذا كان حربيًّا ليس بيننا وبينه أمانٌ ولا عهدٌ ولا ذمّةٌ.

س: ............؟

ج: هذا له بحثٌ كبيرٌ في أحكام أهل الذمّة.

س: قوله في الحديث: له ذمّة الله وذمّة رسوله ألا يُخْرِج المشرِك؟

ج: يعني قصده: أمَّنه وليُّ الأمر، أو أمَّنه أحدُ المسلمين حتى ..... ذمّة الله ورسوله لكل مُستأمنٍ ولو بعد النبي.

وقوله: ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الأنعام:151] أي: هذا مما وصَّاكم به لعلكم تعقلون عن الله أمره ونهيه.

الشيخ: ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [الرعد:4]، وما أشبهها، حثٌّ للعباد على التَّعقل والنَّظر وعدم الإعراض والغفلة، ولا سيما أهل العلم؛ لأنَّ العلم يأتي من طريق التَّأمل والتَّعقل بجمع النصوص وفهم معناها، فلا بدَّ من العناية بفهم النصوص وعقلها؛ ولهذا قال: لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، بعدها: تَذَكَّرُونَ [الأنعام:152]، بعدها: تَتَّقُونَ [الأنعام:153] ..... طالب العلم وكل مؤمنٍ يتعقَّل ويتفهم الأمور، ويتذكر ويُذاكر ويبحث؛ حتى تستقرَّ العلوم في قلبه، وحتى يفهمها جيدًا.

أضف للمفضلة
شارك على فيسبوكشارك على غوغل بلس
مجموع الفتاوى
مسيرة عطاء
banner
  إحصائيات المواد
  عن الموقع
Share via Email
التصنيفات
  • الفقهية
  • الموضوعية
  • العبادات
    • الطهارة
      • المياه
      • الآنية
      • قضاء الحاجة
      • سنن الفطرة
      • فروض الوضوء وصفته
      • نواقض الوضوء
      • ما يشرع له الوضوء
      • المسح على الخفين
      • الغسل
      • التيمم
      • النجاسات وإزالتها
      • الحيض والنفاس
      • مس المصحف
    • الصلاة
      • حكم الصلاة وأهميتها
      • الأذان والإقامة
      • وقت الصلاة
      • الطهارة لصحة الصلاة
      • ستر العورة للمصلي
      • استقبال القبلة
      • القيام في الصلاة
      • التكبير والاستفتاح
      • القراءة في الصلاة
      • الركوع والسجود
      • التشهد والتسليم
      • سنن الصلاة
      • مكروهات الصلاة
      • مبطلات الصلاة
      • قضاء الفوائت
      • سجود السهو
      • سجود التلاوة والشكر
      • صلاة التطوع
      • أوقات النهي
      • صلاة الجماعة
      • صلاة المريض
        • صلاة المسافر
      • صلاة الخوف
      • أحكام الجمع
      • صلاة الجمعة
      • صلاة العيدين
      • صلاة الخسوف
      • صلاة الاستسقاء
      • المساجد ومواضع السجود
      • مسائل متفرقة في الصلاة
      • الطمأنينة والخشوع
      • سترة المصلي
      • النية في الصلاة
      • القنوت في الصلاة
      • اللفظ والحركة في الصلاة
      • الوتر وقيام الليل
    • الجنائز
      • غسل الميت وتجهيزه
      • الصلاة على الميت
      • حمل الميت ودفنه
      • زيارة القبور
      • إهداء القرب للميت
      • حرمة الأموات
      • أحكام التعزية
      • مسائل متفرقة في الجنائز
      • الاحتضار وتلقين الميت
      • أحكام المقابر
      • النياحة على الميت
    • الزكاة
      • وجوب الزكاة وأهميتها
      • زكاة بهيمة الأنعام
      • زكاة الحبوب والثمار
      • زكاة النقدين
      • زكاة عروض التجارة
      • زكاة الفطر
      • إخراج الزكاة وأهلها
      • صدقة التطوع
      • مسائل متفرقة في الزكاة
    • الصيام
      • فضائل رمضان
      • ما لا يفسد الصيام
      • رؤيا الهلال
      • من يجب عليه الصوم
      • الأعذار المبيحة للفطر
      • النية في الصيام
      • مفسدات الصيام
      • الجماع في نهار رمضان
      • مستحبات الصيام
      • قضاء الصيام
      • صيام التطوع
      • الاعتكاف وليلة القدر
      • مسائل متفرقة في الصيام
    • الحج والعمرة
      • فضائل الحج والعمرة
      • حكم الحج والعمرة
      • شروط الحج
      • الإحرام
      • محظورات الإحرام
      • الفدية وجزاء الصيد
      • صيد الحرم
      • النيابة في الحج
      • المبيت بمنى
      • الوقوف بعرفة
      • المبيت بمزدلفة
      • الطواف بالبيت
      • السعي
      • رمي الجمار
      • الإحصار
      • الهدي والأضاحي
      • مسائل متفرقة في الحج والعمرة
      • المواقيت
      • التحلل
    • الجهاد والسير
  • المعاملات
    • الربا والصرف
    • البيوع
    • السبق والمسابقات
    • السلف والقرض
    • الرهن
    • الإفلاس والحجر
    • الصلح
    • الحوالة
    • الضمان والكفالة
    • الشركة
    • الوكالة
    • العارية
    • الغصب
    • الشفعة
    • المساقاة والمزارعة
    • الإجارة
    • إحياء الموات
    • الوقف
    • الهبة والعطية
    • اللقطة واللقيط
    • الوصايا
    • الفرائض
    • الوديعة
    • الكسب المحرم
  • فقه الأسرة
    • الزواج وأحكامه
      • حكم الزواج وأهميته
      • شروط وأركان الزواج
      • الخِطْبَة والاختيار
      • الأنكحة المحرمة
      • المحرمات من النساء
      • الشروط والعيوب في النكاح
      • نكاح الكفار
      • الصداق
      • الزفاف ووليمة العرس
      • الحقوق الزوجية
      • مسائل متفرقة في النكاح
      • أحكام المولود
      • تعدد الزوجات
      • تنظيم الحمل وموانعه
      • مبطلات النكاح
      • غياب وفقدان الزوج
    • النظر والخلوة والاختلاط
    • الخلع
    • الطلاق
    • الرجعة
    • الإيلاء
    • الظهار
    • اللعان
    • العِدَد
    • الرضاع
    • النفقات
    • الحضانة
  • العادات
    • الأطعمة والأشربة
    • الذكاة والصيد
    • اللباس والزينة
    • الطب والتداوي
    • الصور والتصوير
  • الجنايات والحدود
  • الأيمان والنذور
  • القضاء والشهادات
  • السياسة الشرعية
  • مسائل فقهية متفرقة
  • القرآن وعلومه
  • العقيدة
    • الإسلام والإيمان
    • الأسماء والصفات
    • الربوبية والألوهية
    • نواقض الإسلام
    • مسائل متفرقة في العقيدة
    • التوسل والشفاعة
    • السحر والكهانة
    • علامات الساعة
    • عذاب القبر ونعيمه
    • اليوم الآخر
    • ضوابط التكفير
    • القضاء والقدر
    • التبرك وأنواعه
    • التشاؤم والتطير
    • الحلف بغير الله
    • الرقى والتمائم
    • الرياء والسمعة
  • الحديث وعلومه
    • مصطلح الحديث
    • شروح الحديث
    • الحكم على الأحاديث
  • التفسير
  • الدعوة والدعاة
  • الفرق والمذاهب
  • البدع والمحدثات
  • أصول الفقه
  • العالم والمتعلم
  • الآداب والأخلاق
  • الآداب والأخلاق المحمودة
  • الأخلاق المذمومة
  • الفضائل
    • فضائل الأعمال
    • فضائل الأزمنة والأمكنة
    • فضائل متنوعة
  • الرقائق
  • الأدعية والأذكار
  • التاريخ والسيرة
  • قضايا معاصرة
  • قضايا المرأة
  • اللغة العربية
  • نصائح وتوجيهات
  • تربية الأولاد
  • الشعر والأغاني
  • أحكام الموظفين
  • أحكام الحيوان
  • بر الوالدين
  • المشكلات الزوجية
  • قضايا الشباب
  • نوازل معاصرة
  • الرؤى والمنامات
  • ردود وتعقيبات
  • الهجرة والابتعاث
  • الوسواس بأنواعه