الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

الشعار
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات
خميس ٢٧ / جمادى ٢ / ١٤٤٧
المفضلة
Brand
  • الرئيسية
  • فتاوى
    • مجموع الفتاوى
    • نور على الدرب
    • فتاوى الدروس
    • فتاوى الجامع الكبير
  • صوتيات
    • دروس و محاضرات
    • شروح الكتب
  • مرئيات
    • مقاطع مختارة
    • مرئيات الشيخ
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • سلة التسوق
  • المفضلة
  • حمل تطبيق الشيخ على الهواتف الذكية
  • أندرويد
    آيفون / آيباد
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله

موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.

Download on the App StoreGet it on Google Play

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

BinBaz Logo

مؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية

جميع الحقوق محفوظة والنقل متاح لكل مسلم بشرط ذكر المصدر

تطوير مجموعة زاد
  1. شروح الكتب
  2. 004- سورة النساء
  3. تفسير قوله تعالى: {..نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا} (1)

تفسير قوله تعالى: {..نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا} (1)

Your browser does not support the audio element.

أَقْوَالُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ:

رَوَى ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ حَدِيثِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ الْكَبَائِرَ فَقَالُوا: هِيَ سَبْعٌ. فَقَالَ: هِيَ أكثر من سبعٍ وسبعٍ. قال: فلا أَدْرِي كَمْ قَالَهَا مِنْ مَرَّةٍ.

الشيخ: وهذا سندٌ صحيحٌ، هذا سندٌ صحيحٌ عن ابن عباسٍ، نعم.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا السَّبْعُ الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: هِيَ إِلَى السَّبْعِينَ أَقْرَبُ مِنْهَا إِلَى السَّبْعِ.

وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ الْكَبَائِرَ السَّبْعَ التي ذكرهنَّ الله؟ قَالَ: هُنَّ إِلَى السَّبْعِينَ أَدْنَى مِنْهُنَّ إِلَى سَبْعٍ.

الشيخ: وهذا فيه ليث ابن أبي سليم، يضعف في الحديث، لكن شواهده كثيرة، نعم.

وَقَالَ عَبْدُالرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ.

الشيخ: الظَّاهر أنَّ: "ابن" ساقطة، ما نعرف أنَّ طاوس يرويه عن أبيه: عن ابن طاوس، عن أبيه. عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه. يُراجع الأصل، لعله: عن ابن طاوس، عن أبيه.

مُداخلة: لعله: قابوس، عن أبيه.

الشيخ: محتمل، قابوس محتمل، لكن طاوس لا، يُراجع الأصل، يُراجع عبدالرزاق.

قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: الْكَبَائِرُ سَبْعٌ؟ قَالَ: هُنَّ إِلَى السَّبْعِينَ أَقْرَبُ.

وَكَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ.

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا أَبُو حُذيفة: حدَّثنا شبل، عن قيس بن سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: كَمِ الْكَبَائِرُ؟ سَبْعٌ؟ قَالَ: هُنَّ إِلَى سَبْعِمِئَةٍ أَقْرَبُ مِنْهَا إِلَى سَبْعٍ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا كَبِيرَةَ مَعَ اسْتِغْفَارٍ، وَلَا صَغِيرَةَ مَعَ إِصْرَارٍ.

الشيخ: انظر أبو حذيفة وشبل.

وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَدِيثِ شِبْلٍ بِهِ.

وَقَالَ عَلِيُّ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ [النساء:31]، قَالَ: الْكَبَائِرُ: كُلُّ ذَنْبٍ خَتَمَهُ اللَّهُ بِنَارٍ أو غضبٍ أو لعنةٍ أو عذابٍ. رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوصِلِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ: حَدَّثَنَا شَبِيبٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكَبَائِرُ: كُلُّ مَا وَعَدَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ كَبِيرَةٌ.

وَكَذَا قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ.

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: كُلُّ مَا نَهَى اللَّهُ عنه كبيرة، وقد ذكرت الطرفة. قَالَ: هِيَ النَّظْرَةُ.

الشيخ: هذا ضعيفٌ؛ لأنَّ ابن سيرين ما بيَّن مَن حدَّثه، الصواب أنَّ فيها كبائر وصغائر؛ ولهذا قال: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ.

وهذا المرويّ عن ابن عباسٍ قريبٌ: "كل ذنبٍ ختمه اللهُ بنارٍ أو غضبٍ أو لعنةٍ أو عذابٍ" قريبٌ من حدِّ الكبيرة، قال بعضُهم أيضًا: يُزاد على هذا كل ذنبٍ نُفِيَ الإيمانُ عن صاحبه، أو قيل فيه: ليس منا، أو أنا بريءٌ ممن فعل كذا. هذا قولٌ وجيهٌ: ليس منا مَن ضرب الخدود، لا يزني الزَّاني حين يزني وهو مؤمن، أنا بريءٌ من الصَّالقة إلى غير ذلك، قولٌ قويٌّ جيدٌ.

ولكن مثلما تقدّم ينبغي للمؤمن الحذر من جميع ما نهى الله عنه، ولا يُسهّل لنفسه يقول: هذه ليست كبيرة، أو لعلها ما هي بكبيرة. فإنَّ هذا من تزيين الشَّيطان وتجرئته على معاصي الله.

فالواجب الحذر، وأن يحذر كلَّ ما نهى اللهُ عنه، ولو كان غير كبيرةٍ، الله ما نهى عنه إلا لمصلحتك ونجاتك، وهو أعلم بمصالحك، فاحذر ما نهى الله عنه مطلقًا؛ ولهذا يقول ﷺ: ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه، هكذا في "الصحيحين": ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه عامٌّ، ويقول جلَّ وعلا في كتابه العظيم: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7].

الواجب الحذر من كلِّ ما نهى الله عنه مطلقًا، وإن كنا قد نُسمّي بعضها: صغيرًا، وبعضها: كبيرًا، وإن اعتقد أنَّ هذا الشَّيء صغيرٌ فالواجب الحذر؛ لأنَّ التَّساهل بالصَّغير يجرّ إلى الكبير، والتَّساهل بالمعصية يُفضي إلى الإصرار عليها، ولا حول ولا قوةَ إلا بالله.

س: ..............؟

ج: يُروى عن ابن عباسٍ أنَّه قال: "لا صغيرةَ مع الإصرار"، وليس بالبعيد، نسأل الله السَّلامة.

مُداخلة: ذكر شبل:

الأول: شبل بن حامد، أو ابن خليد، المزني، مقبول، من الثالثة، وأخطأ مَن قال: هو شبل بن معبد. (س).

الثاني: شبل بن عبّاد المكي القارئ، ثقة، رُمِيَ بالقدر، من الخامسة، قيل: مات سنة ثمانٍ وأربعين. وقيل بعد ذلك. (خ، د، س، فق).

الشيخ: محتمل أنَّه هذا .......

الطالب: أبو حُذيفة ورد اثنان:

الأول: أبو حذيفة الأرحبي، اسمه: سلمة بن صُهيب، ويُقال: ابن صهيبة، ويقال غير ذلك، أبو حذيفة الأرحبي -بحاء مهملة- ثقة، من الثالثة. (م، د، ت، س).

الثاني: موسى بن مسعود النَّهدي -بفتح النون- أبو حُذيفة البصري، صدوق، سيئ الحفظ، وكان يُصحّف، من صغار التاسعة، مات سنة عشرين أو بعدها، وقد جاز التِّسعين، وحديثه عند البخاري في المتابعات، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه.

الشيخ: هو هذا الثَّاني.

وَقَالَ أَيْضًا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ قَالَ: سألتُ ابنَ عباسٍ عن الكبائر، فقال: كُلُّ شَيْءٍ عُصِيَ اللَّهُ فِيهِ فَهُوَ كَبِيرَةٌ.

أَقْوَالُ التَّابِعِينَ:

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلَتُ عُبَيْدَةَ عَنِ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ بِغَيْرِ حَقِّهَا، وَفِرَارُ يَوْمِ الزَّحْفِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَالْبُهْتَانُ. قَالَ: وَيَقُولُونَ: أَعْرَابِيَّةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَقُلْتُ لِمُحَمَّدٍ: فَالسِّحْرُ؟ قَالَ: إِنَّ الْبُهْتَانَ يَجْمَعُ شَرًّا كثيرًا.

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: الْكَبَائِرُ سَبْعٌ، لَيْسَ مِنْهُنَّ كَبِيرَةٌ إِلَّا وَفِيهَا آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ مِنْهُنَّ: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ [الحج:31]، وإِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا [النساء:10]، والَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [البقرة:275]، والَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ [النور:23]، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا [الأنفال:15]، وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى [محمد:25]، وَقَتْلُ الْمُؤْمِنِ: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا [النساء:93].

وكذا رواه ابنُ أبي حاتم أيضًا في حديث أبي إسحاق، عن عُبيد بن عمير بِنَحْوِهِ.

الشيخ: في حديث، أو: من حديث؟

الطالب: في نسخة الشّعب: من حديث.

الشيخ: هو الأحسن، قوله: "في التَّعرُّب"، في الآية الكريمة: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ [محمد:25]، ليس بجيدٍ، فهم عبيدٍ في هذا ليس بجيدٍ، هذه في المرتدّين، ما هي في التَّعرُّب.

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ: حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ –يَعْنِي: ابْنَ أَبِي رَبَاحٍ- قال: الكبائر سبعٌ: قتلُ النَّفس، وأكلُ مال اليتيم، وأكلُ الرِّبا، وَرَمْيُ الْمُحْصَنَةِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: شَتْمُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنَ الْكَبَائِرِ.

قُلْتُ: وَقَدْ ذَهَبَ طَائِفَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ إِلَى تَكْفِيرِ مَنْ سَبَّ الصَّحَابَةَ، وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.

الشيخ: سبُّ المؤمن كبيرةٌ، فكيف بسبِّ الصِّديق وعمر؟! من أكبر الكبائر، أما سبّ الصَّحابة عمومًا فهذا ما يقع من مسلمٍ، هذا ردّة؛ لأنَّ هذا يدل على بُغضه للصحابة، الذي يسبّ عامَّتهم هذا لا شكَّ أنَّه لا إيمانَ له، بل هو من أكفر الناس، ولا يسبّهم إلا خبيثٌ مخبثٌ، ليس عنده إيمانٌ.

س: سبّ أكثرهم؟

ج: على كل حالٍ كبيرة عظيمة، لكن سبّ الصحابة على العموم ردّة، كفرٌ أكبر.

س: قول ابن عباس: كل شيءٍ عُصِيَ اللهُ به فهو كبيرةٌ؟

ج: لا، هذا ضعيفٌ، لا يصحّ عنه، لا يصحّ عنه.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: مَا أَظُنُّ أَحَدًا يبغض أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَهُوَ يُحِبُّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

الشيخ: وهو كما قال : ما أظنّ أحدًا يبغض الصِّديق وعمر وفي قلبه إيمانٌ، الصديق وعمر هما أفضل الصحابة، وهما صاحباه الخاصَّان عليه الصلاة والسلام، فبُغضهما لا شكَّ أنَّه من أقبح القبيح، ومن أكبر الكبائر، والغالب أنَّه لا يكون عند صاحبه إيمانٌ؛ وبهذا يُعلم خُبث الرَّافضة الذين يسبّون الصَّحابة، وأنَّ سبَّهم لهم دليلٌ على عدم إيمانهم، ولا سيّما الصِّديق وعمر رضي الله عنهما.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ أَيْضًا: حَدَّثَنَا يُونُسُ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ : إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ من الكبائر: الشِّرك بالله، والكفر بآيات الله ورسله، والسِّحر، وقتل الأولاد، ومَن دعا لِلَّهِ وَلَدًا أَوْ صَاحِبَةً، وَمِثْلُ ذَلِكَ مِنَ الْأَعْمَالِ، وَالْقَوْلُ الَّذِي لَا يَصْلُحُ مَعَهُ عَمَلٌ، وَأَمَّا كُلُّ ذَنْبٍ يَصْلُحُ مَعَهُ دِينٌ، وَيُقْبَلُ مَعَهُ عَمَلٌ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ السَّيِّئَاتِ بِالْحَسَنَاتِ.

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ الْآيَةَ: إِنَّمَا وَعَدَ اللَّهُ الْمَغْفِرَةَ لِمَنِ اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ، وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: اجتنبوا الكبائرَ، وسدِّدوا، وَأَبْشِرُوا.

وَقَدْ رَوَى ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طُرُقٍ عَنْ أَنَسٍ، وَعَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي، وَلَكِنْ فِي إِسْنَادِهِ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ ضَعْفٌ، إِلَّا مَا رَوَاهُ عَبْدُالرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي. فَإِنَّهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.

الشيخ: مثلما قال المؤلفُ، وهذا الواقع شاهدٌ به، الأحاديث الصَّحيحة دالَّةٌ على هذا المعنى؛ لأنه يشفع عدّة شفاعات ..... قوم في النَّار، قد أُدخلوا النار، وما أُدخلوها إلا بفعلهم الكبائر، فالشَّفاعة لأهل الكبائر الذين دخلوا النار بكبائرهم، فيشفع الشَّفاعة الأولى، فيحدّ اللهُ له حدًّا فيُخرجهم من النار، ثم يشفع الثانية، فيحدّ اللهُ له حدًّا، ثم الثالثة، فيحدّ اللهُ له حدًّا، ثم الرابعة، هذا كله في أهل الكبائر إذا دخلوا النار بمعاصيهم، نسأل الله العافية.

س: بالنسبة للرَّافضة عوامّهم وعُلماؤهم؟

ج: الرافضة أقسام كثيرة، الرافضة أقسام وفرقٌ كثيرةٌ، لكن مَن كان يعبد أهلَ البيت: يدعوهم، ويستغيث بهم، وينذر لهم؛ هذا كافرٌ، أو يرى أنَّهم يعلمون الغيبَ يكون كافرًا، نسأل الله العافية؛ لأنهم أقسام كثيرةٌ، قال الشَّهرستاني: إنهم اثنان وعشرون فرقةً.

س: العُلماء والعامَّة واحدٌ؟

ج: العامَّة غير، لا بدَّ أن يُعرف أنَّه يعتقد هذا الاعتقاد، وإلا فالأصل أنَّهم أهل بدعٍ، وإنما يكفر منهم مَن عُرف بإلحاده: باستغاثته بغير الله، بصرفه شيئًا من العبادة لغير الله، باعتقاده في أهل البيت أنَّهم يعلمون الغيبَ، هذا مَن عُرف منه ناقضٌ من نواقض الإسلام، وإلا فالأصل أن يُقال لهم: أهل بدعٍ.

س: مَن سبَّ الصَّحابة يكفر على الإطلاق؟

ج: سبّ الصَّحابة من نواقض الإسلام، نعم.

س: قول النبي ﷺ عن أبي طالب: إنَّه لأهونهم عذابًا هذا يقتضي أنه أهون وأخفّ من الموحدين؟

ج: محتمل؛ لأنَّه شفع فيه ﷺ فجعله الله في ضحضاحٍ من النار، لكنه مخلَّدٌ في النار، أما أهل الكبائر فما يُخلَّدون، هم خيرٌ منه؛ لأنَّه مات على الكفر، ولو كان في ضحضاحٍ من النار، نسأل الله العافية، وفي روايةٍ: على قدمه جمرتان من نارٍ -نسأل الله العافية- يغلي منهما دماغُه. هذا عذابٌ مُؤبَّدٌ، وهو أشدّ ممن يُعذَّب ثم يخرج.

وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ مُنْفَرِدًا بِهِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ عَبَّاسٍ الْعَنْبَرِيِّ، عَنْ عَبْدِالرَّزَّاقِ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وَفِي الصَّحِيحِ شَاهِدٌ لِمَعْنَاهُ، وَهُوَ قَوْلُهُ ﷺ بَعْدَ ذِكْرِ الشَّفَاعَةِ: أَتَرَوْنَهَا لِلْمُؤْمِنِينَ المتَّقين؟ لا، ولكنَّها للخاطئين المتلوّثين.

أضف للمفضلة
شارك على فيسبوكشارك على غوغل بلسShare via Email
مجموع الفتاوى
مسيرة عطاء
banner
  إحصائيات المواد
  عن الموقع
التصنيفات
  • الفقهية
  • الموضوعية
  • العبادات
    • الطهارة
      • المياه
      • الآنية
      • قضاء الحاجة
      • سنن الفطرة
      • فروض الوضوء وصفته
      • نواقض الوضوء
      • ما يشرع له الوضوء
      • المسح على الخفين
      • الغسل
      • التيمم
      • النجاسات وإزالتها
      • الحيض والنفاس
      • مس المصحف
    • الصلاة
      • حكم الصلاة وأهميتها
      • الأذان والإقامة
      • وقت الصلاة
      • الطهارة لصحة الصلاة
      • ستر العورة للمصلي
      • استقبال القبلة
      • القيام في الصلاة
      • التكبير والاستفتاح
      • القراءة في الصلاة
      • الركوع والسجود
      • التشهد والتسليم
      • سنن الصلاة
      • مكروهات الصلاة
      • مبطلات الصلاة
      • قضاء الفوائت
      • سجود السهو
      • سجود التلاوة والشكر
      • صلاة التطوع
      • أوقات النهي
      • صلاة الجماعة
      • صلاة المريض
        • صلاة المسافر
      • صلاة الخوف
      • أحكام الجمع
      • صلاة الجمعة
      • صلاة العيدين
      • صلاة الخسوف
      • صلاة الاستسقاء
      • المساجد ومواضع السجود
      • مسائل متفرقة في الصلاة
      • الطمأنينة والخشوع
      • سترة المصلي
      • النية في الصلاة
      • القنوت في الصلاة
      • اللفظ والحركة في الصلاة
      • الوتر وقيام الليل
    • الجنائز
      • غسل الميت وتجهيزه
      • الصلاة على الميت
      • حمل الميت ودفنه
      • زيارة القبور
      • إهداء القرب للميت
      • حرمة الأموات
      • أحكام التعزية
      • مسائل متفرقة في الجنائز
      • الاحتضار وتلقين الميت
      • أحكام المقابر
      • النياحة على الميت
    • الزكاة
      • وجوب الزكاة وأهميتها
      • زكاة بهيمة الأنعام
      • زكاة الحبوب والثمار
      • زكاة النقدين
      • زكاة عروض التجارة
      • زكاة الفطر
      • إخراج الزكاة وأهلها
      • صدقة التطوع
      • مسائل متفرقة في الزكاة
    • الصيام
      • فضائل رمضان
      • ما لا يفسد الصيام
      • رؤيا الهلال
      • من يجب عليه الصوم
      • الأعذار المبيحة للفطر
      • النية في الصيام
      • مفسدات الصيام
      • الجماع في نهار رمضان
      • مستحبات الصيام
      • قضاء الصيام
      • صيام التطوع
      • الاعتكاف وليلة القدر
      • مسائل متفرقة في الصيام
    • الحج والعمرة
      • فضائل الحج والعمرة
      • حكم الحج والعمرة
      • شروط الحج
      • الإحرام
      • محظورات الإحرام
      • الفدية وجزاء الصيد
      • صيد الحرم
      • النيابة في الحج
      • المبيت بمنى
      • الوقوف بعرفة
      • المبيت بمزدلفة
      • الطواف بالبيت
      • السعي
      • رمي الجمار
      • الإحصار
      • الهدي والأضاحي
      • مسائل متفرقة في الحج والعمرة
      • المواقيت
      • التحلل
    • الجهاد والسير
  • المعاملات
    • الربا والصرف
    • البيوع
    • السبق والمسابقات
    • السلف والقرض
    • الرهن
    • الإفلاس والحجر
    • الصلح
    • الحوالة
    • الضمان والكفالة
    • الشركة
    • الوكالة
    • العارية
    • الغصب
    • الشفعة
    • المساقاة والمزارعة
    • الإجارة
    • إحياء الموات
    • الوقف
    • الهبة والعطية
    • اللقطة واللقيط
    • الوصايا
    • الفرائض
    • الوديعة
    • الكسب المحرم
  • فقه الأسرة
    • الزواج وأحكامه
      • حكم الزواج وأهميته
      • شروط وأركان الزواج
      • الخِطْبَة والاختيار
      • الأنكحة المحرمة
      • المحرمات من النساء
      • الشروط والعيوب في النكاح
      • نكاح الكفار
      • الصداق
      • الزفاف ووليمة العرس
      • الحقوق الزوجية
      • مسائل متفرقة في النكاح
      • أحكام المولود
      • تعدد الزوجات
      • تنظيم الحمل وموانعه
      • مبطلات النكاح
      • غياب وفقدان الزوج
    • النظر والخلوة والاختلاط
    • الخلع
    • الطلاق
    • الرجعة
    • الإيلاء
    • الظهار
    • اللعان
    • العِدَد
    • الرضاع
    • النفقات
    • الحضانة
  • العادات
    • الأطعمة والأشربة
    • الذكاة والصيد
    • اللباس والزينة
    • الطب والتداوي
    • الصور والتصوير
  • الجنايات والحدود
  • الأيمان والنذور
  • القضاء والشهادات
  • السياسة الشرعية
  • مسائل فقهية متفرقة
  • القرآن وعلومه
  • العقيدة
    • الإسلام والإيمان
    • الأسماء والصفات
    • الربوبية والألوهية
    • نواقض الإسلام
    • مسائل متفرقة في العقيدة
    • التوسل والشفاعة
    • السحر والكهانة
    • علامات الساعة
    • عذاب القبر ونعيمه
    • اليوم الآخر
    • ضوابط التكفير
    • القضاء والقدر
    • التبرك وأنواعه
    • التشاؤم والتطير
    • الحلف بغير الله
    • الرقى والتمائم
    • الرياء والسمعة
  • الحديث وعلومه
    • مصطلح الحديث
    • شروح الحديث
    • الحكم على الأحاديث
  • التفسير
  • الدعوة والدعاة
  • الفرق والمذاهب
  • البدع والمحدثات
  • أصول الفقه
  • العالم والمتعلم
  • الآداب والأخلاق
  • الآداب والأخلاق المحمودة
  • الأخلاق المذمومة
  • الفضائل
    • فضائل الأعمال
    • فضائل الأزمنة والأمكنة
    • فضائل متنوعة
  • الرقائق
  • الأدعية والأذكار
  • التاريخ والسيرة
  • قضايا معاصرة
  • قضايا المرأة
  • اللغة العربية
  • نصائح وتوجيهات
  • تربية الأولاد
  • الشعر والأغاني
  • أحكام الموظفين
  • أحكام الحيوان
  • بر الوالدين
  • المشكلات الزوجية
  • قضايا الشباب
  • نوازل معاصرة
  • الرؤى والمنامات
  • ردود وتعقيبات
  • الهجرة والابتعاث
  • الوسواس بأنواعه