الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

الشعار
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات
خميس ٢٧ / جمادى ٢ / ١٤٤٧
المفضلة
Brand
  • الرئيسية
  • فتاوى
    • مجموع الفتاوى
    • نور على الدرب
    • فتاوى الدروس
    • فتاوى الجامع الكبير
  • صوتيات
    • دروس و محاضرات
    • شروح الكتب
  • مرئيات
    • مقاطع مختارة
    • مرئيات الشيخ
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • سلة التسوق
  • المفضلة
  • حمل تطبيق الشيخ على الهواتف الذكية
  • أندرويد
    آيفون / آيباد
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله

موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.

Download on the App StoreGet it on Google Play

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

BinBaz Logo

مؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية

جميع الحقوق محفوظة والنقل متاح لكل مسلم بشرط ذكر المصدر

تطوير مجموعة زاد
  1. شروح الكتب
  2. 004- سورة النساء
  3. تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ..}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ..}

Your browser does not support the audio element.

ذِكْرُ الْأَحَادِيثِ فِي ذَلِكَ:

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ ثوبان، عن أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثوبان به، وقال التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيبٌ.

وَوَقَعَ فِي "سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ" عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ وَهْمٌ، إِنَّمَا هُوَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ بن الخطَّاب.

الشيخ: المقصود من هذا كلّه أنَّ العبدَ مأمورٌ بالتوبة والبدار بها قبل أن يُحال بينه وبين ذلك، ومَن لا زال في قيد الحياة وعقله معه فتوبته مقبولة إذا صدق فيها، فإذا غرغر، يعني: بلغت الروح الخروج، وحينئذٍ هو ليس محلَّ ندمٍ، وليس محلَّ إقلاعٍ، ومحلّ عزمٍ، مشغولٌ بنفسه، ما عنده الآن التَّفكير والنَّظر الذي تحصل به شروط التوبة، مثل مَن حلَّت به العقوبة ما تنفعه توبة: فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ۝ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ [غافر:84- 85].

المقصود أنَّ الإنسان يجب عليه أن يُبادر بالتوبة، ولا يُؤجّل، ولا يقل: لعلَّ ولعلَّ. بل يُبادر؛ لأنَّ الآجال ليست بيده، وليس لديه علمٌ بها: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ [لقمان:34]، فالإنسان لا يعلم متى يهجم عليه الأجل: صباحًا أو مساءً، في صحَّته أو في مرضه، فالحزم والواجب هو البدار والمسارعة، وأن يكون أبدًا على توبةٍ في ليله ونهاره، وفي محاسبةٍ ومُجاهدةٍ لهذه النَّفس عمَّا مضى، وعمَّا يأتي. عمَّا مضى بالنَّدم وبالإقلاع والحذر، وفي المستقبل بالعزم الصَّادق ألا يقع في المعصية، وأن يبتعد عنها وعن أسبابها، هكذا يكون المؤمن الحازم، هكذا يكون أيضًا الخوف الصَّحيح والحذر الصَّحيح: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ [النساء:71].

فلو كان إنسانٌ محاصرًا بالعدو هل يمكن أن يتأخَّر عن الحذر وسدِّ منافذ الشَّر والحيطة من كل الوجوه؟ فكيف إذا كان لا يدري متى يهجم عليه الأجل؟ ولو من أصحِّ الناس، ولو أنَّه من أقوى الناس وأولى بأن يحذر؛ لأنَّه لا قُدرة له على صدِّ هذا الموت -العدو الصَّائل- قد يُعان على صدِّه، وقد يُساعده غيره، لكن هذا الموت لا حيلةَ فيه، ولستَ أنت قادرًا على صدِّه، ولا غيرك، نعم.

الطالب: ثابت بن ثوبان، العنسي، الشامي، والد عبدالرحمن، ثقة، من السادسة. (بخ، د، ت، ق).

حديثٌ آخر: قال ابْنُ مَرْدَوَيْهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحرَّاني: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْبَابِلتي: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ نهيك الحلبي: سَمِعْتُ عَطَاءَ ابْنَ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَتُوبُ قَبْلَ الْمَوْتِ بِشَهْرٍ إِلَّا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ، وَأَدْنَى مِنْ ذَلِكَ، وَقَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ وَسَاعَةٍ، يَعْلَمُ اللَّهُ مِنْهُ التَّوْبَةَ وَالْإِخْلَاصَ إِلَيْهِ إِلَّا قَبِلَ مِنْهُ.

الشيخ: السَّند فيه نظر، لكن المعنى صحيحٌ، السَّند يحتاج إلى تمحيصٍ، لكن المعنى صحيحٌ، هذا محل إجماعٍ عند أهل العلم: أنَّ العبدَ إذا تاب وعقله معه توبةً صادقةً فإنَّ الله يقبل منه، ولو قبل الموت بلحظةٍ.

الطالب: يحيى بن عبدالله بن الضَّحاك البابلتي -بمُوحدتين ولام مضمومة ومثناة ثقيلة- أبو سعيد الحرَّاني، ابن امرأة الأوزاعي، ضعيف، من التاسعة، مات سنة ثماني عشرة وهو ابن سبعين. (خت، س).

حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إبراهيم بن ميمون: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ مِلْحَانَ يُقَالُ لَهُ: أَيُّوب، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمُعَةٍ تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَاعَةٍ تِيبَ عَلَيْهِ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ [النساء:17]؟ فَقَالَ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.

وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ.

الطالب: ثلاثة، إبراهيم بن ميمون قُتِلَ سنة إحدى وثلاثين. (خت، د، س).

إبراهيم بن ميمون الصَّنعاني، أو الزّبيدي -بفتح الزاي- ثقة، من الثامنة. (س).

إبراهيم بن ميمون، كوفي، صدوق، من السادسة. (س).

الشيخ: .........

حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ البيلماني قال: اجتمع أربعةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ، فَقَالَ الْآخَرُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا سمعتُ رسولَ الله ﷺ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِنِصْفِ يَوْمٍ، فَقَالَ الثَّالِثُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُ رسولَ الله ﷺ يقول: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ قَبْلَ أَنْ يموتَ بضحوةٍ، قَالَ الرَّابِعُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ بِنَفْسِهِ.

وَقَدْ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم، عن عبدالرحمن بن البيلماني، فَذَكَرَ قَرِيبًا مِنْهُ.

الشيخ: عبدالرحمن ضعيفٌ، والمعنى صحيحٌ؛ يقبل التوبةَ قبل أن يموت بيومٍ وبنصف يومٍ وبضحوةٍ وبساعةٍ وأقلّ من ذلك ما دام عقلُه معه، لو صحَّ المعنى صحيحٌ، لكن عبدالرحمن هذا ليس بشيءٍ.

حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَ أَبُو بَكْرِ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَيْدٍ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِالرَّحِيمِ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ.

الشيخ: وهذه الطّرق الكثيرة يشدّ بعضُها بعضًا، يُقوِّي بعضُها بعضًا على ما فيها من الضَّعف، والمعنى صحيحٌ مُجْمَعٌ عليه: أنَّ العبد متى تاب إلى الله توبةً صادقةً قبل أن يموتَ تاب اللهُ عليه، ولو قبلها بيسيرٍ، والله المستعان، نعم.

أَحَادِيثُ فِي ذَلِكَ مُرْسَلَةٌ:

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ. هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رحمه الله.

س: التي قبلها مرسلة، حديث البيلماني مُرسلٌ؟

ج: محتمل؛ لأنَّه اجتمع به، المعنى محتمل أنَّه سمع منه، ومحتمل أنَّه ما سمع منه .....، الظَّاهر أنَّه حضرهم، لكنَّه ضعيفٌ، نعم.

وقد قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ أَيْضًا رَحِمَهُ اللَّهُ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ.

الشيخ: بشير، عندهم اثنان بُشير، والباقي بشير: بُشير بن يسار، وبُشير بن كعب، والبقية بَشِير بالفتح.

أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ.

وَحَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُالْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال. فذكر مثلَه.

الشيخ: هذا ما هو بمرسلٍ، لكن شاهد، هذا ليس بمرسلٍ، لكن أدخله شاهدًا لهذا، مُؤيِّدًا لهذا المرسل، فحقّه أن يكون مع الأوائل، مع الأحاديث الأوائل، وليس مُرسلًا.

وقتادة ما أدرك عُبادة بن الصَّامت، منقطع، لكنَّه في حكم المتَّصلات؛ لأنَّه عن صحابيٍّ، عن النبي ﷺ.

حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَثَمَّ أَبُو قِلَابَةَ، فَحَدَّثَ أَبُو قِلَابَةَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا لَعَنَ إِبْلِيسَ سَأَلَهُ النَّظِرَةَ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ لَا أَخْرُجُ مِنْ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ مَا دَامَ فِيهِ الرُّوحُ. فقال الله : وَعِزَّتِي لَا أَمْنَعُهُ التَّوْبَةَ مَا دَامَ فِيهِ الرُّوحُ.

وَقَدْ وَرَدَ هَذَا فِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ: مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو ابْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَأَبِي الْهَيْثَمِ الْعُتْوَارِيِّ –كِلَاهُمَا- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: قَالَ إِبْلِيسُ: وَعِزَّتِكَ لَا أَزَالُ أُغْوِيهِمْ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ. فَقَالَ اللَّهُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي، فَقَدْ دَلَّتْ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ عَلَى أَنَّ مَنْ تَابَ إِلَى اللَّهِ  وَهُوَ يَرْجُو الْحَيَاةَ، فإنَّ توبتَه مقبولة.

الشيخ: "وهو يرجو الحياةَ" حطّ عليه إشارة، أقول: في هذا القيد نظرٌ؛ الأدلةُ دلَّت على أنَّه متى تاب وعقله معه ولو .....، لو أنَّه استحضر الموتَ وأنَّ الموتَ قريبٌ؛ لشدّة مرضه، المقصود أنَّه ما دام يعقل التوبةَ، ويعقل النَّدم، ويعقل العزم.

وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:17].

وأمَّا مَتَى وَقَعَ الْإِيَاسُ مِنَ الْحَيَاةِ، وَعَايَنَ الْمَلَكَ، وَحَشْرَجَتِ الرُّوحُ فِي الْحَلْقِ، وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ، وَبَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، وَغَرْغَرَتِ النَّفْسُ صَاعِدَةً فِي الْغَلَاصِمِ، فلا توبةَ مقبولة حينئذٍ، ولاتَ حين مناص؛ ولهذا قال: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ [النساء:18]، وَهَذَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [غافر:84]، وَكَمَا حَكَمَ تَعَالَى بِعَدَمِ تَوْبَةِ أَهْلِ الْأَرْضِ إِذَا عَايَنُوا الشَّمْسَ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا في قولِه تَعَالَى: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام:158].

وَقَوْلُهُ: وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ [النساء:18] يَعْنِي: أَنَّ الْكَافِرَ إِذَا مَاتَ عَلَى كُفْرِهِ وَشِرْكِهِ لَا يَنْفَعُهُ نَدَمُهُ، وَلَا تَوْبَتُهُ، وَلَا يُقبل منه فديةٌ ولو بملءِ الأرض.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ: وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ قَالُوا: نزلت في أَهْلِ الشِّرْكِ.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَكْحُولٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ نُعَيْمٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُمْ.

الشيخ: حطّ على عمر بن نُعيم علامة، في نسخة: عن أسامة بن سلمان. إلى آخره، يُراجع "المسند -مسند أبي ذرٍّ".

مُداخلة: في الحاشية عزا هذا إلى "المسند".

الشيخ: إيه، يُراجع.

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ، أَوْ يَغْفِرُ لِعَبْدِهِ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ، قِيلَ: وَمَا وُقُوعُ الْحِجَابِ؟ قَالَ: أَنْ تَخْرُجَ النَّفْسُ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ؛ وَلِهَذَا قال الله تَعَالَى: أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [النساء:18] أَيْ: مُوجعًا، شديدًا، مُقِيمًا.

الشيخ: يعني: إذا ماتوا على الكفر، نسأل الله العافية.

في هذه الآيات والأحاديث التَّحذير والتَّرهيب من التَّمادي في الباطل والغفلة والتَّسويف، وأنَّ الواجبَ على العاقل الحذر والبدار بالتوبة، ولا سيما في مثل هذه الأعصار التي كثر فيها موتُ الفجأة بالحوادث الكثيرة التي تُفاجئ الإنسان: من انقلاب السيارات، وصِدام السّيارات، وغير ذلك من الحوادث الكثيرة.

فالعاقل يأخذ حذره دائمًا: في بيته، وفي طريقه، وفي كل مكانٍ.

نسأل الله للجميع العفو والسَّلامة، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله.

أضف للمفضلة
شارك على فيسبوكشارك على غوغل بلس
مجموع الفتاوى
مسيرة عطاء
banner
  إحصائيات المواد
  عن الموقع
Share via Email
التصنيفات
  • الفقهية
  • الموضوعية
  • العبادات
    • الطهارة
      • المياه
      • الآنية
      • قضاء الحاجة
      • سنن الفطرة
      • فروض الوضوء وصفته
      • نواقض الوضوء
      • ما يشرع له الوضوء
      • المسح على الخفين
      • الغسل
      • التيمم
      • النجاسات وإزالتها
      • الحيض والنفاس
      • مس المصحف
    • الصلاة
      • حكم الصلاة وأهميتها
      • الأذان والإقامة
      • وقت الصلاة
      • الطهارة لصحة الصلاة
      • ستر العورة للمصلي
      • استقبال القبلة
      • القيام في الصلاة
      • التكبير والاستفتاح
      • القراءة في الصلاة
      • الركوع والسجود
      • التشهد والتسليم
      • سنن الصلاة
      • مكروهات الصلاة
      • مبطلات الصلاة
      • قضاء الفوائت
      • سجود السهو
      • سجود التلاوة والشكر
      • صلاة التطوع
      • أوقات النهي
      • صلاة الجماعة
      • صلاة المريض
        • صلاة المسافر
      • صلاة الخوف
      • أحكام الجمع
      • صلاة الجمعة
      • صلاة العيدين
      • صلاة الخسوف
      • صلاة الاستسقاء
      • المساجد ومواضع السجود
      • مسائل متفرقة في الصلاة
      • الطمأنينة والخشوع
      • سترة المصلي
      • النية في الصلاة
      • القنوت في الصلاة
      • اللفظ والحركة في الصلاة
      • الوتر وقيام الليل
    • الجنائز
      • غسل الميت وتجهيزه
      • الصلاة على الميت
      • حمل الميت ودفنه
      • زيارة القبور
      • إهداء القرب للميت
      • حرمة الأموات
      • أحكام التعزية
      • مسائل متفرقة في الجنائز
      • الاحتضار وتلقين الميت
      • أحكام المقابر
      • النياحة على الميت
    • الزكاة
      • وجوب الزكاة وأهميتها
      • زكاة بهيمة الأنعام
      • زكاة الحبوب والثمار
      • زكاة النقدين
      • زكاة عروض التجارة
      • زكاة الفطر
      • إخراج الزكاة وأهلها
      • صدقة التطوع
      • مسائل متفرقة في الزكاة
    • الصيام
      • فضائل رمضان
      • ما لا يفسد الصيام
      • رؤيا الهلال
      • من يجب عليه الصوم
      • الأعذار المبيحة للفطر
      • النية في الصيام
      • مفسدات الصيام
      • الجماع في نهار رمضان
      • مستحبات الصيام
      • قضاء الصيام
      • صيام التطوع
      • الاعتكاف وليلة القدر
      • مسائل متفرقة في الصيام
    • الحج والعمرة
      • فضائل الحج والعمرة
      • حكم الحج والعمرة
      • شروط الحج
      • الإحرام
      • محظورات الإحرام
      • الفدية وجزاء الصيد
      • صيد الحرم
      • النيابة في الحج
      • المبيت بمنى
      • الوقوف بعرفة
      • المبيت بمزدلفة
      • الطواف بالبيت
      • السعي
      • رمي الجمار
      • الإحصار
      • الهدي والأضاحي
      • مسائل متفرقة في الحج والعمرة
      • المواقيت
      • التحلل
    • الجهاد والسير
  • المعاملات
    • الربا والصرف
    • البيوع
    • السبق والمسابقات
    • السلف والقرض
    • الرهن
    • الإفلاس والحجر
    • الصلح
    • الحوالة
    • الضمان والكفالة
    • الشركة
    • الوكالة
    • العارية
    • الغصب
    • الشفعة
    • المساقاة والمزارعة
    • الإجارة
    • إحياء الموات
    • الوقف
    • الهبة والعطية
    • اللقطة واللقيط
    • الوصايا
    • الفرائض
    • الوديعة
    • الكسب المحرم
  • فقه الأسرة
    • الزواج وأحكامه
      • حكم الزواج وأهميته
      • شروط وأركان الزواج
      • الخِطْبَة والاختيار
      • الأنكحة المحرمة
      • المحرمات من النساء
      • الشروط والعيوب في النكاح
      • نكاح الكفار
      • الصداق
      • الزفاف ووليمة العرس
      • الحقوق الزوجية
      • مسائل متفرقة في النكاح
      • أحكام المولود
      • تعدد الزوجات
      • تنظيم الحمل وموانعه
      • مبطلات النكاح
      • غياب وفقدان الزوج
    • النظر والخلوة والاختلاط
    • الخلع
    • الطلاق
    • الرجعة
    • الإيلاء
    • الظهار
    • اللعان
    • العِدَد
    • الرضاع
    • النفقات
    • الحضانة
  • العادات
    • الأطعمة والأشربة
    • الذكاة والصيد
    • اللباس والزينة
    • الطب والتداوي
    • الصور والتصوير
  • الجنايات والحدود
  • الأيمان والنذور
  • القضاء والشهادات
  • السياسة الشرعية
  • مسائل فقهية متفرقة
  • القرآن وعلومه
  • العقيدة
    • الإسلام والإيمان
    • الأسماء والصفات
    • الربوبية والألوهية
    • نواقض الإسلام
    • مسائل متفرقة في العقيدة
    • التوسل والشفاعة
    • السحر والكهانة
    • علامات الساعة
    • عذاب القبر ونعيمه
    • اليوم الآخر
    • ضوابط التكفير
    • القضاء والقدر
    • التبرك وأنواعه
    • التشاؤم والتطير
    • الحلف بغير الله
    • الرقى والتمائم
    • الرياء والسمعة
  • الحديث وعلومه
    • مصطلح الحديث
    • شروح الحديث
    • الحكم على الأحاديث
  • التفسير
  • الدعوة والدعاة
  • الفرق والمذاهب
  • البدع والمحدثات
  • أصول الفقه
  • العالم والمتعلم
  • الآداب والأخلاق
  • الآداب والأخلاق المحمودة
  • الأخلاق المذمومة
  • الفضائل
    • فضائل الأعمال
    • فضائل الأزمنة والأمكنة
    • فضائل متنوعة
  • الرقائق
  • الأدعية والأذكار
  • التاريخ والسيرة
  • قضايا معاصرة
  • قضايا المرأة
  • اللغة العربية
  • نصائح وتوجيهات
  • تربية الأولاد
  • الشعر والأغاني
  • أحكام الموظفين
  • أحكام الحيوان
  • بر الوالدين
  • المشكلات الزوجية
  • قضايا الشباب
  • نوازل معاصرة
  • الرؤى والمنامات
  • ردود وتعقيبات
  • الهجرة والابتعاث
  • الوسواس بأنواعه