الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

الشعار
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات
خميس ٢٧ / جمادى ٢ / ١٤٤٧
المفضلة
Brand
  • الرئيسية
  • فتاوى
    • مجموع الفتاوى
    • نور على الدرب
    • فتاوى الدروس
    • فتاوى الجامع الكبير
  • صوتيات
    • دروس و محاضرات
    • شروح الكتب
  • مرئيات
    • مقاطع مختارة
    • مرئيات الشيخ
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • سلة التسوق
  • المفضلة
  • حمل تطبيق الشيخ على الهواتف الذكية
  • أندرويد
    آيفون / آيباد
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله

موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.

Download on the App StoreGet it on Google Play

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

BinBaz Logo

مؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية

جميع الحقوق محفوظة والنقل متاح لكل مسلم بشرط ذكر المصدر

تطوير مجموعة زاد
  1. شروح الكتب
  2. 003- سورة آل عمران
  3. تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ..} (1)

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ..} (1)

Your browser does not support the audio element.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ [آل عمران:135] أَيْ: إِذَا صَدَرَ مِنْهُمْ ذَنْبٌ أَتْبَعُوهُ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ.

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ. فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَبْدِي عَمِلَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثُمَّ عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ فقال: ربِّ إني عملتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غفرتُ لعبدي. ثم عمل ذَنْبًا آخَرَ فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ لِي. فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَلِمَ عَبْدَيْ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثم عمل ذنبًا آخر فقال: ربِّ إني عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ. فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: عَبْدِي عَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، فَلْيَعْمَلْ ما شاء. أخرجاه في "الصحيحين" مِنْ حَدِيثِ إِسْحَاقَ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ بِنَحْوِهِ.

الشيخ: في هذه الآيات الكريمات بيان صفة المتّقين الذين وعدهم اللهُ بالمغفرة والجنّة في قوله سبحانه: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران:133- 134]، هذه صفاتهم العظيمة كما تقدم، المتقون اتَّقوا الله جلَّ وعلا بترك محارمه، والقيام بحقِّه؛ ولهذا سمَّاهم متقين : أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، هذه من صفاتهم؛ المتَّقي لله هو الذي أدَّى ما أوجب الله عليه، وترك ما حرَّم الله عليه، واتَّقى غضبَ الله بأداء ما أوجب، وترك ما حرَّم.

ومن صفاتهم العظيمة أنهم يُنفقون في السَّراء والضَّراء، يُنفقون في وجوه الخير، الصَّدقة على الفقراء، والمشاريع الخيرية في الجهاد، وفي تعمير المساجد، إلى غير ذلك: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ تقدم هذا أنَّ من صفاتهم كظم الغيظ، عندما يُؤْذَون ويُجْهَل عليهم يَكْظِمُون الغيظَ، يتصبَّرون ويتحمَّلون فيما تقدّم من كظم الغيظ، كذلك يعفون إذا ظُلِمُوا واعتُدِيَ عليهم، من صفاتهم العفو في محلِّه، كما قال الله : وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [البقرة:237]، فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى:40].

وفي الحديث الصَّحيح يقول ﷺ: ما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عِزًّا.

ثم من صفاتهم صفة خامسة: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ [آل عمران:135] من صفاتهم: التوبة، عندما يقع منهم ذَنْبٌ يُبادرون بالتَّوبة، الإنسان ما هو بمعصومٍ، ليس معصومًا من الخطأ: كلُّ بني آدم خطَّاء، ما عدا الرسل عليهم الصلاة والسلام فيما يُبَلِّغون عن الله.

وقد أجمع العلماءُ على أنهم معصومون في كلِّ ما يُبلِّغون عن الله ، والله  وعد هؤلاء بالمغفرة إذا ذكروا الله واستغفروا لذنوبهم، يعني: ذكروا الله مُعظِّمين له، مُقَدِّسين له، خائفين منه، راجينه، بادروا بالتَّوبة، استغفروا وتابوا، الاستغفار يعني: طلب المغفرة، مع الندم، مع الإقلاع، مع العزم الصَّادق ألا يعودوا، والله يغفر لهم جلَّ وعلا ولو تعددت الذنوب، كما في هذا الحديث: إنَّ الله جلَّ وعلا يقول: أذنب عبدي ذنبًا فقال: يا ربي، أذنبتُ ذنبًا فاغفره لي، ويقول الله: علم عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ به يعني: يغفر ويُعاقب، فيتوب عليه ، هكذا كلما فعل، ثم قال: فليفعل عبدي ما يشاء يعني، ما دام بهذه الصِّفة، ما دام توَّابًا مُسْتَغْفِرًا، إذا زلَّت قدمه فإنَّه يتوب عليه، ليس معناه أنَّه ..... الذنوب، لا، يعني: ما دام بهذه الصِّفة؛ كلما أذنب بادر بالتَّوبة والإقلاع والنَّدم، والله يتوب عليه جلَّ وعلا.

فالواجب على المؤمن الحذر من الذنوب، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ [النساء:71]، وقال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]، المؤمن يحذر السَّيئات، ويُجاهد نفسَه حتى لا يُقارفها، يحذر ويُجاهد، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، عليه أن يحذر، فإذا زلَّت قدمُه ووقع منه ذنبٌ فلا ييأس، ولا يقنط، ويُبادر بالتوبة والاستغفار ولو كثرت الذنوب، ولو تعددت، فضل الله أوسع، ورحمته أعظم، ما دمت رجَّاعًا إليه، توَّابًا إليه، غير مُصِرٍّ، تاب توبةً صادقةً ثم بُلِيَ، وهكذا تاب ثم بُلِيَ، فالله يتوب عليه.

أما المتلاعب فما يصلح أن يُسمَّى: تائبًا، المتلاعب ما يُسمَّى: تائبًا، الذي يقول: أستغفر الله، وهو مُصِرٌّ على المعصية غير نادمٍ، ما يُسمَّى: تائبًا، التَّائب بالإجماع مَن لم يُصِرّ، قال تعالى: وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135]، هذا من عزمٍ صادقٍ على عدم العودة، مع النَّدم على الماضي، الندم توبة، ولا ينبغي لعاقلٍ أن يغترَّ بعفو الله ورحمته، وبجوده وكرمه بالإقدام على المعاصي فيهلك، ولكن ليحذر، فإذا وقعت البليةُ فليُبادر بالتوبة وهو صادقٌ، نادمٌ، مُقْلِعٌ، عازمٌ ألا يعود، فالله يتوب عليه، وعده سبحانه هذا، وعده جلَّ وعلا.

...........

حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُدِلَّةِ -مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ- سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا، وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ، وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا، وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالْأَوْلَادَ. فَقَالَ: لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ، وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: لَبِنَةُ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ، وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ، مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلَا يَبْأَسُ، وَيَخْلُدُ وَلَا يَمُوتُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ؛ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ له الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّك وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ.

الشيخ: ويقول له؟

الطالب: ...........

الشيخ: المعروف: ويقول: "لأنصرنَّكِ"، خطابٌ للدَّعوة.

.............

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ وَجْهٍ آخر من حديث سعدٍ به.

............

وَيَتَأَكَّدُ الْوُضُوءُ وَصَلَاةُ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ التَّوْبَةِ؛ لِمَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ: حدَّثنا مسعر وسفيان الثَّوْرِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الفزاري، عن عليٍّ  قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللَّهُ بِمَا شَاءَ مِنْهُ، وَإِذَا حدَّثني عنه غيرُه اسْتَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ  حَدَّثَنِي -وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ -قَالَ مِسْعَرٌ: فَيُصَلِّي، وَقَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ- فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ  إلَّا غفر له.

الشيخ: وهذا سندٌ جيدٌ، وهو يدل على ما قال المؤلفُ: يُشرع للعبد في التَّوبة أن يتوضأ ويُحسن الوضوء وُيصلي ركعتين، ويضرع إلى ربِّه في طلب التوبة والمغفرة، نادمًا، مُقْلِعًا، عازمًا ألا يعود، هذا من أسباب قبول التوبة، والله المستعان.

س: ..............؟

ج: سنة الوضوء من ذوات الأسباب، وسنة الطواف، وصلاة الكسوف، وتحية المسجد، كلها من ذوات الأسباب، تُفْعَل في كل وقتٍ على الصَّحيح.

وهكذا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَهْلُ السُّنَنِ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي "صَحِيحِهِ"، وَالْبَزَّارُ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ طُرُقٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بِهِ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَا طُرُقَهُ وَالْكَلَامَ عَلَيْهِ مُسْتَقْصًى فِي "مُسْنَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ".

وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، عن خليفة النبي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

الشيخ: وتقدّم للمؤلف أنَّه جمع أحاديث الصِّديق، وأحاديث عمر، وفتاويهما، وما رُوِيَ عنهما في مجلدات ثلاثة، جمع أحاديثَهما وفتاويهما في ثلاث مجلدات، لكن ما أدري عنه: هل هو موجودٌ أو غيرُ موجودٍ؟ هل أحدٌ منكم اطَّلع عليه؟ ........

وَمِمَّا يشهد بصحّة هَذَا الْحَدِيثِ مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ" عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغَ -أَوْ فَيُسْبِغَ- الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ.

الشيخ: وهذا فضلٌ عظيمٌ، جديرٌ بالمؤمن أن يُحسِن ظنَّه بربه، وأن يرجو هذا الخير، إذا توضَّأ وأحسن الوضوء بادر بصلاة ركعتين، ويشهد بهذه الشَّهادة، الإتيان بهذه الشَّهادة من أسباب دخول الجنة، وصلاة ركعتين كذلك، المقصود أنَّ هذا خيرٌ عظيمٌ، وفضلٌ كبيرٌ، وفضل الله واسعٌ جلَّ وعلا.

زاد الترمذي رحمه الله بعده: اللهم اجعلني من التَّوَّابين، واجعلني من المتطهرين، يتوضأ فيُسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التَّوابين، واجعلني من المتطهرين، ويُصلي ركعتين، هذا من أسباب المغفرة: الوضوء والشَّهادة وصلاة الركعتين، كل هذه أسبابٌ للمغفرة.

...........

وَفِي "الصَّحِيحَيْنِ" عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنه أَنَّهُ تَوَضَّأَ لَهُمْ وُضُوءَ النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيْهِمَا نَفْسَهُ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.

فَقَدْ ثَبَتَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ رِوَايَةِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عَنْ سَيِّدِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ الْمُبِينُ مِنْ أَنَّ الِاسْتِغْفَارَ مِنَ الذَّنْبِ يَنْفَعُ الْعَاصِينَ.

وَقَدْ قال عبدُالرزاق: أنبأنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  قَالَ: بلغني أنَّ إبليس حين نزلت هذه الآية: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ الْآيَةَ [آل عمران:135] بَكَى.

وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَر: حَدَّثَنَا عَبْدُالْغَفُورِ، عَنْ أَبِي نَضرةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ.

............

عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَالِاسْتِغْفَارِ، فَأَكْثِرُوا مِنْهُمَا، فَإِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ: أَهْلَكْتُ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ، وَأَهْلَكُونِي بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَهْلَكْتُهُمْ بِالْأَهْوَاءِ، فَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ.

الشيخ: الأهواء يعني: البدع، أشغلهم بالبدع حتى لا يتوبوا، ويحسبون أنهم مُهتدون.

عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ وَشَيْخُهُ ضعيفانِ.

الشيخ: هذا يحتاج إلى تأمُّلٍ؛ لأنَّ أبا نضرةَ المعروف ..... ثقة، من رجال مسلم، وهذا يقول: نصيرة .....، حطّ عليه إشارة، يُراجع من جهة سنده ..... رواه عن أبي رجاء .....، أبو نضرة، أو أبو نصيرة، الذي عندنا: أبو نضرة، ثقة، معروف، وأبو نصيرة .....

مُداخلة: .............

الشيخ: ثقة، صارت العلّة من عثمان ومن شيخه، هذا مشهورٌ يذكرونه ..... عن الشَّيطان أنه قال: أهلكتُ بني آدم بالذنوب، وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار. وهذا مهما كان -وإن ضعف سندُه- هو لا شكَّ أنَّه من نعم الله على العبد: أن يُكثر من الاستغفار والذكر، فالإكثار من الاستغفار والذكر لا شكَّ أنَّه من أسباب المغفرة، ومما يُحزن عدو الله الشيطان إذا صدر عن صدقٍ، وعن توبةٍ ..... هو دواء الذنوب: الذكر مع الاستغفار، والتوبة والندم، هذا هو الدَّواء، لكن الخبيث زيَّن للناس البدع التي يُصرّون عليها ويحسبون أنَّهم على شيءٍ .....

..........

وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ" مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو ابْنِ أَبِي عَمْرٍو وَأَبِي الْهَيْثَمِ الْعُتْوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ إِبْلِيسُ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَا أَزَالُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ، فَقَالَ اللَّهُ تعالى: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي.

الشيخ: وهذا حقٌّ، سواء صحَّ الحديثُ أو لم يصحّ، هذا حقٌّ، فالخبيث حريصٌ على إغواء بني آدم بنصِّ القرآن؛ قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]، فهو حريصٌ على إضلال الناس، والله جلَّ وعلا هو الغفور الرحيم، وعدهم بالمغفرة ما استغفروه: فاستَغْفِرُوني أغفرْ لكم، وفي الحديث الصحيح: يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلا مَن هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، إنَّكم تُخْطِئون بالليل والنَّهار، وأنا أغفر الذنوبَ جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم رواه مسلمٌ.

فينبغي للمؤمن أن يكون عنده عناية بالاستغفار والتوبة، ويكون استغفارًا معه ندمٌ، معه إقلاعٌ، وعن صدقٍ، ما هو مجرد قول اللسان ..... يستغفر نادمًا، مُقْلِعًا، صادقًا، والله .....

............

أضف للمفضلة
شارك على فيسبوكشارك على غوغل بلس
مجموع الفتاوى
مسيرة عطاء
banner
  إحصائيات المواد
  عن الموقع
Share via Email
التصنيفات
  • الفقهية
  • الموضوعية
  • العبادات
    • الطهارة
      • المياه
      • الآنية
      • قضاء الحاجة
      • سنن الفطرة
      • فروض الوضوء وصفته
      • نواقض الوضوء
      • ما يشرع له الوضوء
      • المسح على الخفين
      • الغسل
      • التيمم
      • النجاسات وإزالتها
      • الحيض والنفاس
      • مس المصحف
    • الصلاة
      • حكم الصلاة وأهميتها
      • الأذان والإقامة
      • وقت الصلاة
      • الطهارة لصحة الصلاة
      • ستر العورة للمصلي
      • استقبال القبلة
      • القيام في الصلاة
      • التكبير والاستفتاح
      • القراءة في الصلاة
      • الركوع والسجود
      • التشهد والتسليم
      • سنن الصلاة
      • مكروهات الصلاة
      • مبطلات الصلاة
      • قضاء الفوائت
      • سجود السهو
      • سجود التلاوة والشكر
      • صلاة التطوع
      • أوقات النهي
      • صلاة الجماعة
      • صلاة المريض
        • صلاة المسافر
      • صلاة الخوف
      • أحكام الجمع
      • صلاة الجمعة
      • صلاة العيدين
      • صلاة الخسوف
      • صلاة الاستسقاء
      • المساجد ومواضع السجود
      • مسائل متفرقة في الصلاة
      • الطمأنينة والخشوع
      • سترة المصلي
      • النية في الصلاة
      • القنوت في الصلاة
      • اللفظ والحركة في الصلاة
      • الوتر وقيام الليل
    • الجنائز
      • غسل الميت وتجهيزه
      • الصلاة على الميت
      • حمل الميت ودفنه
      • زيارة القبور
      • إهداء القرب للميت
      • حرمة الأموات
      • أحكام التعزية
      • مسائل متفرقة في الجنائز
      • الاحتضار وتلقين الميت
      • أحكام المقابر
      • النياحة على الميت
    • الزكاة
      • وجوب الزكاة وأهميتها
      • زكاة بهيمة الأنعام
      • زكاة الحبوب والثمار
      • زكاة النقدين
      • زكاة عروض التجارة
      • زكاة الفطر
      • إخراج الزكاة وأهلها
      • صدقة التطوع
      • مسائل متفرقة في الزكاة
    • الصيام
      • فضائل رمضان
      • ما لا يفسد الصيام
      • رؤيا الهلال
      • من يجب عليه الصوم
      • الأعذار المبيحة للفطر
      • النية في الصيام
      • مفسدات الصيام
      • الجماع في نهار رمضان
      • مستحبات الصيام
      • قضاء الصيام
      • صيام التطوع
      • الاعتكاف وليلة القدر
      • مسائل متفرقة في الصيام
    • الحج والعمرة
      • فضائل الحج والعمرة
      • حكم الحج والعمرة
      • شروط الحج
      • الإحرام
      • محظورات الإحرام
      • الفدية وجزاء الصيد
      • صيد الحرم
      • النيابة في الحج
      • المبيت بمنى
      • الوقوف بعرفة
      • المبيت بمزدلفة
      • الطواف بالبيت
      • السعي
      • رمي الجمار
      • الإحصار
      • الهدي والأضاحي
      • مسائل متفرقة في الحج والعمرة
      • المواقيت
      • التحلل
    • الجهاد والسير
  • المعاملات
    • الربا والصرف
    • البيوع
    • السبق والمسابقات
    • السلف والقرض
    • الرهن
    • الإفلاس والحجر
    • الصلح
    • الحوالة
    • الضمان والكفالة
    • الشركة
    • الوكالة
    • العارية
    • الغصب
    • الشفعة
    • المساقاة والمزارعة
    • الإجارة
    • إحياء الموات
    • الوقف
    • الهبة والعطية
    • اللقطة واللقيط
    • الوصايا
    • الفرائض
    • الوديعة
    • الكسب المحرم
  • فقه الأسرة
    • الزواج وأحكامه
      • حكم الزواج وأهميته
      • شروط وأركان الزواج
      • الخِطْبَة والاختيار
      • الأنكحة المحرمة
      • المحرمات من النساء
      • الشروط والعيوب في النكاح
      • نكاح الكفار
      • الصداق
      • الزفاف ووليمة العرس
      • الحقوق الزوجية
      • مسائل متفرقة في النكاح
      • أحكام المولود
      • تعدد الزوجات
      • تنظيم الحمل وموانعه
      • مبطلات النكاح
      • غياب وفقدان الزوج
    • النظر والخلوة والاختلاط
    • الخلع
    • الطلاق
    • الرجعة
    • الإيلاء
    • الظهار
    • اللعان
    • العِدَد
    • الرضاع
    • النفقات
    • الحضانة
  • العادات
    • الأطعمة والأشربة
    • الذكاة والصيد
    • اللباس والزينة
    • الطب والتداوي
    • الصور والتصوير
  • الجنايات والحدود
  • الأيمان والنذور
  • القضاء والشهادات
  • السياسة الشرعية
  • مسائل فقهية متفرقة
  • القرآن وعلومه
  • العقيدة
    • الإسلام والإيمان
    • الأسماء والصفات
    • الربوبية والألوهية
    • نواقض الإسلام
    • مسائل متفرقة في العقيدة
    • التوسل والشفاعة
    • السحر والكهانة
    • علامات الساعة
    • عذاب القبر ونعيمه
    • اليوم الآخر
    • ضوابط التكفير
    • القضاء والقدر
    • التبرك وأنواعه
    • التشاؤم والتطير
    • الحلف بغير الله
    • الرقى والتمائم
    • الرياء والسمعة
  • الحديث وعلومه
    • مصطلح الحديث
    • شروح الحديث
    • الحكم على الأحاديث
  • التفسير
  • الدعوة والدعاة
  • الفرق والمذاهب
  • البدع والمحدثات
  • أصول الفقه
  • العالم والمتعلم
  • الآداب والأخلاق
  • الآداب والأخلاق المحمودة
  • الأخلاق المذمومة
  • الفضائل
    • فضائل الأعمال
    • فضائل الأزمنة والأمكنة
    • فضائل متنوعة
  • الرقائق
  • الأدعية والأذكار
  • التاريخ والسيرة
  • قضايا معاصرة
  • قضايا المرأة
  • اللغة العربية
  • نصائح وتوجيهات
  • تربية الأولاد
  • الشعر والأغاني
  • أحكام الموظفين
  • أحكام الحيوان
  • بر الوالدين
  • المشكلات الزوجية
  • قضايا الشباب
  • نوازل معاصرة
  • الرؤى والمنامات
  • ردود وتعقيبات
  • الهجرة والابتعاث
  • الوسواس بأنواعه