الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

الشعار
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات
جمعة ٢٨ / جمادى ٢ / ١٤٤٧
المفضلة
Brand
  • الرئيسية
  • فتاوى
    • مجموع الفتاوى
    • نور على الدرب
    • فتاوى الدروس
    • فتاوى الجامع الكبير
  • صوتيات
    • دروس و محاضرات
    • شروح الكتب
  • مرئيات
    • مقاطع مختارة
    • مرئيات الشيخ
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • سلة التسوق
  • المفضلة
  • حمل تطبيق الشيخ على الهواتف الذكية
  • أندرويد
    آيفون / آيباد
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله

موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.

Download on the App StoreGet it on Google Play

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

BinBaz Logo

مؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية

جميع الحقوق محفوظة والنقل متاح لكل مسلم بشرط ذكر المصدر

تطوير مجموعة زاد
  1. شروح الكتب
  2. 006- سورة الأنعام
  3. تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ..}

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ..}

Your browser does not support the audio element.

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: هَلْ نُسِخَ مِنْ حُكْمِهَا شَيْءٌ أَمْ لَا؟

فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يُنْسَخْ مِنْهَا شَيْءٌ، وَهِيَ مُحْكَمَةٌ فِيمَا عنيت به. وعلى هذا قول مجاهد وعامَّة أَهْلِ الْعِلْمِ.

وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعِكْرِمَةَ مَا حَدَّثَنَا بِهِ ابْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، قَالَا: قَالَ اللَّهُ: فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ [الأنعام:118]، وَقَالَ: وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ [الأنعام:121]، فَنسخَ وَاسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ [المائدة:5].

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: قُرِئَ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ: أَخْبَرَنِي النُّعْمَانُ -يَعْنِي ابْنَ الْمُنْذِرِ- عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ: وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، ثُمَّ نَسَخَهَا الرَّبُّ وَرَحِمَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ [المائدة:5]، فَنَسَخَهَا بِذَلِكَ، وَأَحَلَّ طَعَامَ أَهْلِ الْكِتَابِ.

ثُمَّ قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَالصَّوَابُ أَنَّهُ لَا تَعَارُضَ بَيْنَ حِلِّ طَعَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَبَيْنَ تَحْرِيمِ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ.

وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ صَحِيحٌ، وَمَنْ أَطْلَقَ مِنَ السَّلَفِ النَّسْخَ هَاهُنَا فَإِنَّمَا أَرَادَ التَّخْصِيصَ، وَاللَّهُ  أَعْلَمُ.

الشيخ: والمقصود من هذا أنَّ ترك ذكر اسم الله عليه إذا كان مُتعمِّدًا، أو سمَّى لغير الله؛ هذا يحرم، أمَّا إذا ترك التَّسمية ناسيًا أو جاهلًا فهو معفوٌّ عنه؛ لأجل أنَّ هذا يغلب على الناس، يكثر منهم؛ ولهذا عفا اللهُ عن هذا بقوله جلَّ وعلا: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، فإذا ذبح ناسيًا التَّسمية أو جاهلًا بالحكم فلا حرجَ في ذلك، والذَّبيحة صحيحة.

وهكذا ذبيحة أهل الكتاب وإن لم يُسمّوا ذبيحتهم حلٌّ لنا؛ لأنَّ الله أباح طعامَهم لنا، سمّوا أو لم يُسمّوا، لا نسأل إلا إذا علمنا أنهم تعمَّدوا ترك التَّسمية، أو علمنا أنها ذُبحت لغير الله تركنا ذلك، أو أنها ذُبحت ذبحًا غير شرعيٍّ: كالخنق والصَّعْق، وإلا فالأصل الحلّ، فذبيحة المسلم وذبيحة أهل الكتاب حلٌّ لنا، إلا أن نعلم أنها وقعت على غير الوجه الشَّرعي.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ [الأنعام:121].

قال ابنُ أبي حاتم: حدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّ الْمُخْتَارَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ. قَالَ: صَدَقَ. وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ.

وَحَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَجَّ الْمُخْتَارُ ابْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، فَجَاءَهُ رجلٌ فقال: يا ابن عباس، زعم أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيْهِ اللَّيْلَةَ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: صَدَقَ. فَنَفَرْتُ وَقُلْتُ: يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: صَدَقَ؟! فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُمَا وَحْيَانِ: وحي الله، ووحي الشَّيطان؛ فوحي الله إِلَى مُحَمَّدٍ ﷺ، وَوَحْيُ الشَّيْطَانِ إِلَى أَوْلِيَائِهِ. ثُمَّ قَرَأَ: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ.

وَقَدْ تَقَدَّمَ عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا [الأنعام:112] نحو هذا.

الشيخ: وهذا واضحٌ؛ لأنَّ الرسولَ ﷺ ختم اللهُ به الرِّسالات، فالوحي الذي من الله قد انقطع بموت محمدٍ ﷺ، وانتهت الرسالةُ، والنبوةُ ختمها اللهُ بمحمدٍ عليه الصلاة والسلام، فمَن ادَّعى بعده النبوة والرِّسالة أو معه –كمُسيلمة- فذلك من وحي الشيطان، فما ادَّعاه مُسيلمة والأسود العنسي والمختار ابن أبي عبيدٍ وأشباههم كل هذا من قوله تعالى: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ، وقوله جلَّ وعلا: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا، فما يدَّعيه الكَذَبَة كلّه من وحي الشَّيطان.

وقوله: لِيُجَادِلُوكُمْ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبيرٍ قَالَ: خَاصَمَتِ الْيَهُودُ النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالُوا: نَأْكُلُ مِمَّا قَتَلْنَا، وَلَا نَأْكُلُ مِمَّا قَتَلَ اللَّهُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ [الأنعام:121]، هَكَذَا رَوَاهُ مُرْسَلًا.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مُتَّصِلًا فَقَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَتِ الْيَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالُوا: نَأْكُلُ مِمَّا قَتَلْنَا، وَلَا نَأْكُلُ مِمَّا قَتَلَ اللَّهُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ الآية.

وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِالْأَعْلَى، وَسُفْيَانَ بْنِ وَكِيعٍ، كِلَاهُمَا عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ بِهِ.

وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْحَرَشِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ بِهِ. وَهَذَا فِيهِ نَظَرٌ مِنْ وُجُوهٍ ثَلَاثَةٍ:

أَحَدِهَا: أَنَّ الْيَهُودَ لَا يَرَوْنَ إِبَاحَةَ الْمَيْتَةِ حَتَّى يُجَادِلُوا.

الثَّانِي: أَنَّ الْآيَةَ مِنَ الْأَنْعَامِ، وَهِيَ مَكِّيَّةٌ.

الثَّالِثِ: أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْحَرَشِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الْبَكَّائِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِلَفْظِ: أَتَى نَاسٌ النَّبِيَّ ﷺ. فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: حسنٌ غريبٌ. ورُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مُرْسَلًا.

وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَان، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ [الأنعام:121] أَرْسَلَتْ فَارِسُ إِلَى قُرَيْشٍ: أَنْ خَاصِمُوا مُحَمَّدًا وَقُولُوا لَهُ: فما تَذْبَحُ أَنْتَ بِيَدِكَ بِسِكِّينٍ فَهُوَ حَلَالٌ، وَمَا ذَبَحَ اللَّهُ  بِشِمْشِيرٍ مِنْ ذَهَبٍ -يَعْنِي الْمَيْتَةَ- فَهُوَ حَرَامٌ؟! فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ [الأنعام:121] أي: وإنَّ الشَّياطين من فارس ليُوحون إلى أَوْلِيَائِهِمْ مِنْ قُرَيْشٍ.

الشيخ: وهذا من الدَّلائل على أنَّ مَن استحلَّ ما حرَّم اللهُ كفر، ما حرم الله ما عُلم من الدِّين بالضَّرورة إذا استحلَّه كفر؛ ولهذا قال: وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ يعني: استحللتم الميتة إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ [الأنعام:121]، فمَن استحلَّ ما حرَّم الله أشرّ مما هو معروفٌ ومجمَعٌ عليه: كاستحلال الزنا، والخمر، والربا بجميع أنواعه، وعقوق الوالدين، وترك الصلاة، إلى غير ذلك، إذا استحلّ أمرًا مُحَرَّمًا مُجْمَعًا عليه قامت عليه الأدلةُ كفر، نعم: وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ، إن استحلُّوا الميتةَ التي حرَّم اللهُ التي لا شُبهةَ فيها كفروا، مثل مَن استحلّ الشِّرك، واستحلَّ الزنا، واستحلَّ اللِّواط، أو استحلَّ العقوق للوالدين، نعم.

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ: حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ يَقُولُونَ: مَا ذَبَحَ اللَّهُ فَلَا تَأْكُلُوهُ، وَمَا ذَبَحْتُمْ أَنْتُمْ فَكُلُوهُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ. وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.

الشيخ: وهذه من عادة أهل الباطل: التَّشبيه والتَّلبيس؛ لأنَّ أهلَ الباطل في مكّة حريصون على الاعتراض على النبي ﷺ والصَّحابة؛ لحرصهم على التَّكذيب والإنكار، فبين الله جلَّ وعلا هذا الأمر، وأنَّ الواجبَ طاعةُ الله ورسوله في كل شيءٍ، والحذر من معصيته سبحانه، ولو دعا الناس إلى ذلك وقالوا: افعلوا كذا، وافعلوا كذا. فلا سمعَ ولا طاعةَ، الواجب التَّمسك بما أمر الله به، وبما أباح اللهُ، وبما حرَّم، والحذر من طاعة أعداء الله في ترك الأوامر، أو ارتكاب النَّواهي.

عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ بِهِ. وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

الشيخ: أيش السَّند الذي قبله؟

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ: حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ يَقُولُونَ: مَا ذَبَحَ اللَّهُ فَلَا تَأْكُلُوهُ، وَمَا ذَبَحْتُمْ أَنْتُمْ فَكُلُوهُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ.

وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ بِهِ. وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

الشيخ: جيد عن سماك، عن عكرمة، وسماك عن عكرمة فيه كلامٌ لأهل العلم: منهم مَن ضعَّفه؛ لأنَّ روايةَ سماكٍ عن عكرمةَ فيها اضطرابٌ، ولكن بكل حالٍ معنى الآية واضحٌ.

وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ اليهود، فهذا هو المحفوظ؛ لأنَّ الآيةَ مكيَّة، واليهود لا يُحبّون الميتة.

الشيخ: حطّ عليه إشارة: إما لا يُبيحون، وإلا لا يُحلّون، وإنما الكلام مع الوثنيين.

وعلى كل حالٍ (يُحبّون) تصحيفٌ من (يُبيحون)، أقرب (يُبيحون)؛ لأنَّها أولى مَن (يحلّون)؛ لأنَّ ..... تصحيفٌ، فقط تقديم، تقدم الحاء، (يبيحون) الباء قبل الحاء.

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباسٍ: وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إلى قوله: لِيُجَادِلُوكُمْ قال: يُوحي الشَّياطينُ إلى أوليائهم: تأكلون مما قتلتُم، ولا تأكلون مما قتل الله؟! وفي بعض ألفاظه عن ابن عباسٍ: أنَّ الذي قتلتم ذُكِرَ اسمُ الله عليه، وأنَّ الذي قد مات لم يُذكر اسمُ الله عليه.

وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: عَنْ عِكْرِمَةَ: إِنَّ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ كَاتَبُوا فَارِسَ على الروم، وكاتبتهم فارس، فكتبت فارسُ إليهم: أَنَّ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَتَّبِعُونَ أَمْرَ اللَّهِ، فَمَا ذَبَحَ اللَّهُ بِسِكِّينٍ مِنْ ذَهَبٍ فلا يأكلونه، وما ذبحوه هم يأكلونه. فكتب بذلك المشركون إلى أصحاب رسول الله ﷺ، فَوَقَعَ فِي أَنْفُسِ نَاسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ، وَنَزَلَتْ: يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا [الأنعام:112].

وَقَالَ السُّدِّيُّ فِي تَفْسِيرِ هذه الآية: إنَّ المشركين قالوا للمسلمين: كيف تزعمون أنَّكم تتبعون مرضاةَ الله، فما قتل اللهُ فلا تأكلونه، وما ذبحتم أنتم تأكلونه؟! فقال الله تعالى: وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ فَأَكَلْتُمُ الْمَيْتَةَ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ. وَهَكَذَا قَالَهُ مُجَاهِدٌ، وَالضَّحَّاكُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَاءِ السَّلَفِ.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ أَيْ: حَيْثُ عَدَلْتُمْ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ لَكُمْ وَشَرْعِهِ إِلَى قَوْلِ غَيْرِهِ فَقَدَّمْتُمْ عَلَيْهِ غَيْرَهُ، فَهَذَا هو الشِّرك، كقوله تَعَالَى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ [التوبة:31] الآية.

وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي تَفْسِيرِهَا عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ما عبدوهم. فقال: بَلَى، إِنَّهُمْ أَحَلُّوا لَهُمُ الْحَرَامَ، وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمُ الْحَلَالَ فاتَّبعوهم، فذلك عبادتهم إيَّاهم.

الشيخ: وهذا معنى قوله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ يعني: يُحلّون ما حلّوا، ويُحرِّمون ما حرَّموا، من غير مُبالاةٍ بشرع الله.

س: قوله: الذّبح بسكينٍ من ذهبٍ .....؟

ج: هذا من باب المجادلة، ما عندهم سكين من ذهبٍ، ولا هناك سكين من ذهبٍ، قال الله لها: موتي؛ فماتت، يعني: فقط من باب المجادلة، سكّينكم من حديدٍ، وسكين الله من ذهبٍ، يعني: أفضل منكم، وإلا ما هناك سكين، ماتت بأمر الله من دون سكينٍ، من باب المجادلة.

س: السُّدي هنا هو الكبير أو الصَّغير؟

ج: الكبير، إذا أُطلق السُّدي هنا فهو الكبير، هو المفسّر إسماعيل بن عبدالرحمن السُّدي، ثقة، والصغير ليس بشيءٍ.

س: إذا أطلقه ابنُ كثير؟

ج: السُّدي الكبير.

س: درجة حديث .....؟

ج: فيه بعض الضَّعف، لكن المعنى صحيحٌ.

س: مَن قال: إنَّ لكل ديانةٍ صفةً في التَّذكية؟

ج: الله أعلم، ما عندي خبرٌ في هذا.

أضف للمفضلة
شارك على فيسبوكشارك على غوغل بلس
مجموع الفتاوى
مسيرة عطاء
banner
  إحصائيات المواد
  عن الموقع
Share via Email
التصنيفات
  • الفقهية
  • الموضوعية
  • العبادات
    • الطهارة
      • المياه
      • الآنية
      • قضاء الحاجة
      • سنن الفطرة
      • فروض الوضوء وصفته
      • نواقض الوضوء
      • ما يشرع له الوضوء
      • المسح على الخفين
      • الغسل
      • التيمم
      • النجاسات وإزالتها
      • الحيض والنفاس
      • مس المصحف
    • الصلاة
      • حكم الصلاة وأهميتها
      • الأذان والإقامة
      • وقت الصلاة
      • الطهارة لصحة الصلاة
      • ستر العورة للمصلي
      • استقبال القبلة
      • القيام في الصلاة
      • التكبير والاستفتاح
      • القراءة في الصلاة
      • الركوع والسجود
      • التشهد والتسليم
      • سنن الصلاة
      • مكروهات الصلاة
      • مبطلات الصلاة
      • قضاء الفوائت
      • سجود السهو
      • سجود التلاوة والشكر
      • صلاة التطوع
      • أوقات النهي
      • صلاة الجماعة
      • صلاة المريض
        • صلاة المسافر
      • صلاة الخوف
      • أحكام الجمع
      • صلاة الجمعة
      • صلاة العيدين
      • صلاة الخسوف
      • صلاة الاستسقاء
      • المساجد ومواضع السجود
      • مسائل متفرقة في الصلاة
      • الطمأنينة والخشوع
      • سترة المصلي
      • النية في الصلاة
      • القنوت في الصلاة
      • اللفظ والحركة في الصلاة
      • الوتر وقيام الليل
    • الجنائز
      • غسل الميت وتجهيزه
      • الصلاة على الميت
      • حمل الميت ودفنه
      • زيارة القبور
      • إهداء القرب للميت
      • حرمة الأموات
      • أحكام التعزية
      • مسائل متفرقة في الجنائز
      • الاحتضار وتلقين الميت
      • أحكام المقابر
      • النياحة على الميت
    • الزكاة
      • وجوب الزكاة وأهميتها
      • زكاة بهيمة الأنعام
      • زكاة الحبوب والثمار
      • زكاة النقدين
      • زكاة عروض التجارة
      • زكاة الفطر
      • إخراج الزكاة وأهلها
      • صدقة التطوع
      • مسائل متفرقة في الزكاة
    • الصيام
      • فضائل رمضان
      • ما لا يفسد الصيام
      • رؤيا الهلال
      • من يجب عليه الصوم
      • الأعذار المبيحة للفطر
      • النية في الصيام
      • مفسدات الصيام
      • الجماع في نهار رمضان
      • مستحبات الصيام
      • قضاء الصيام
      • صيام التطوع
      • الاعتكاف وليلة القدر
      • مسائل متفرقة في الصيام
    • الحج والعمرة
      • فضائل الحج والعمرة
      • حكم الحج والعمرة
      • شروط الحج
      • الإحرام
      • محظورات الإحرام
      • الفدية وجزاء الصيد
      • صيد الحرم
      • النيابة في الحج
      • المبيت بمنى
      • الوقوف بعرفة
      • المبيت بمزدلفة
      • الطواف بالبيت
      • السعي
      • رمي الجمار
      • الإحصار
      • الهدي والأضاحي
      • مسائل متفرقة في الحج والعمرة
      • المواقيت
      • التحلل
    • الجهاد والسير
  • المعاملات
    • الربا والصرف
    • البيوع
    • السبق والمسابقات
    • السلف والقرض
    • الرهن
    • الإفلاس والحجر
    • الصلح
    • الحوالة
    • الضمان والكفالة
    • الشركة
    • الوكالة
    • العارية
    • الغصب
    • الشفعة
    • المساقاة والمزارعة
    • الإجارة
    • إحياء الموات
    • الوقف
    • الهبة والعطية
    • اللقطة واللقيط
    • الوصايا
    • الفرائض
    • الوديعة
    • الكسب المحرم
  • فقه الأسرة
    • الزواج وأحكامه
      • حكم الزواج وأهميته
      • شروط وأركان الزواج
      • الخِطْبَة والاختيار
      • الأنكحة المحرمة
      • المحرمات من النساء
      • الشروط والعيوب في النكاح
      • نكاح الكفار
      • الصداق
      • الزفاف ووليمة العرس
      • الحقوق الزوجية
      • مسائل متفرقة في النكاح
      • أحكام المولود
      • تعدد الزوجات
      • تنظيم الحمل وموانعه
      • مبطلات النكاح
      • غياب وفقدان الزوج
    • النظر والخلوة والاختلاط
    • الخلع
    • الطلاق
    • الرجعة
    • الإيلاء
    • الظهار
    • اللعان
    • العِدَد
    • الرضاع
    • النفقات
    • الحضانة
  • العادات
    • الأطعمة والأشربة
    • الذكاة والصيد
    • اللباس والزينة
    • الطب والتداوي
    • الصور والتصوير
  • الجنايات والحدود
  • الأيمان والنذور
  • القضاء والشهادات
  • السياسة الشرعية
  • مسائل فقهية متفرقة
  • القرآن وعلومه
  • العقيدة
    • الإسلام والإيمان
    • الأسماء والصفات
    • الربوبية والألوهية
    • نواقض الإسلام
    • مسائل متفرقة في العقيدة
    • التوسل والشفاعة
    • السحر والكهانة
    • علامات الساعة
    • عذاب القبر ونعيمه
    • اليوم الآخر
    • ضوابط التكفير
    • القضاء والقدر
    • التبرك وأنواعه
    • التشاؤم والتطير
    • الحلف بغير الله
    • الرقى والتمائم
    • الرياء والسمعة
  • الحديث وعلومه
    • مصطلح الحديث
    • شروح الحديث
    • الحكم على الأحاديث
  • التفسير
  • الدعوة والدعاة
  • الفرق والمذاهب
  • البدع والمحدثات
  • أصول الفقه
  • العالم والمتعلم
  • الآداب والأخلاق
  • الآداب والأخلاق المحمودة
  • الأخلاق المذمومة
  • الفضائل
    • فضائل الأعمال
    • فضائل الأزمنة والأمكنة
    • فضائل متنوعة
  • الرقائق
  • الأدعية والأذكار
  • التاريخ والسيرة
  • قضايا معاصرة
  • قضايا المرأة
  • اللغة العربية
  • نصائح وتوجيهات
  • تربية الأولاد
  • الشعر والأغاني
  • أحكام الموظفين
  • أحكام الحيوان
  • بر الوالدين
  • المشكلات الزوجية
  • قضايا الشباب
  • نوازل معاصرة
  • الرؤى والمنامات
  • ردود وتعقيبات
  • الهجرة والابتعاث
  • الوسواس بأنواعه