الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

الشعار
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات
خميس ٢٧ / جمادى ٢ / ١٤٤٧
المفضلة
Brand
  • الرئيسية
  • فتاوى
    • مجموع الفتاوى
    • نور على الدرب
    • فتاوى الدروس
    • فتاوى الجامع الكبير
  • صوتيات
    • دروس و محاضرات
    • شروح الكتب
  • مرئيات
    • مقاطع مختارة
    • مرئيات الشيخ
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • سلة التسوق
  • المفضلة
  • حمل تطبيق الشيخ على الهواتف الذكية
  • أندرويد
    آيفون / آيباد
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله

موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.

Download on the App StoreGet it on Google Play

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

BinBaz Logo

مؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية

جميع الحقوق محفوظة والنقل متاح لكل مسلم بشرط ذكر المصدر

تطوير مجموعة زاد
  1. شروح الكتب
  2. 003- سورة آل عمران
  3. تفسير قوله تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ..}

تفسير قوله تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ..}

Your browser does not support the audio element.

وقال سعيدُ بن منصور: أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ أَبَا يُونُسَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ عَلَى الْعَدُوِّ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حديث ابن وهبٍ.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ -أَبِي مُوسَى- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أُعْطِيتُ خَمْسًا: بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لِمَنْ كَانَ قَبْلِي، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ شَهْرًا، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَلَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ سَأَلَ شَفَاعَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ شَفَاعَتِي ثُمَّ جَعَلْتُهَا لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا. تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ.

مُداخلة: المحشي حشَّى بحاشيةٍ يقول فيها: لا يهولنَّك اختلافُ هذه الأحاديث في تحديد ما أُعطي رسولُ الله ﷺ، وبيان أنَّ العددَ لا مفهومَ له. ما رأيكم يا شيخ؟

الشيخ: كلامٌ صحيحٌ: العدد لا مفهومَ له؛ فإنَّ خصائصَه ﷺ كثيرة، ليست خمسًا، لكن هذه منها، مما أُعطيه ﷺ هذه الخمس: أنَّ الله جلَّ وعلا نصره بالرُّعْبِ مسيرة شهرٍ، وجعل له الأرضَ مسجدًا وطهورًا، وأحلّ له المغانم، وأعطاه الشَّفاعةَ العُظمى، وبعثه إلى الناس كافَّة، والشَّفاعة لمن لا يُشرك بالله شيئًا، هذه له ولأُمَّته وللمُؤمنين: الشَّفاعة في العُصاة، أمَّا الخاصَّة به فهي ثلاث: الشَّفاعة العظمى في أهل الموقف حتى يُقضى بينهم، والشَّفاعة في أهل الجنة حتى يدخلوا الجنةَ، كما جاءت به النصوص، والثالثة: الشَّفاعة في عمِّه، شفاعة خاصَّة في شخصٍ خاصٍّ، وهي شفاعته في أبي طالب عمِّه حتى صار في ضحضاحٍ من النار يغلي منها دماغه، نسأل الله العافية.

وَرَوَى الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ [آل عمران:151]، قَالَ: قَذَفَ اللَّهُ فِي قَلْبِ أَبِي سُفْيَانَ الرُّعْبَ فَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَدْ أَصَابَ مِنْكُمْ طَرَفًا، وَقَدْ رَجَعَ وَقَذَفَ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ الرُّعْبَ. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.

الشيخ: يعني يوم أُحُدٍ، قد قالوا: إنا قد ..... عليهم لنستأصل بقيّتهم، ثم ألقى اللهُ في قلوبهم الرُّعب ..... إلى مكة بعد الوقعة، نعم.

والمقصود من هذا بيان أنَّه ﷺ نُصر بالرُّعْب مسيرة شهرٍ، يعني: يخافه عدوّه وإن كان بينه وبينه هذه المسافة، وهذا من تأييد الله له، وإعانته له على جهاد أعدائه، وهذه الخصلة العظيمة له ولأتباعه، فكل مَن جاهد في سبيل الله على بصيرةٍ وقصدٍ صالحٍ فالله يُؤيّده وينصره، ويجعل في قلب عدوه الرّعب مسيرة شهرٍ، وهذا من رحمة الله سبحانه .....: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7]، وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47]، وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ۝ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَر [الحج:40- 41].

فمَن استقام على هذه الخصال: الإخلاص والصّدق؛ نصره الله في الدنيا والآخرة، وأحسن له العاقبة، كما حصل للصَّحابة وأتباعهم، لمن صدقوا الله، وجاهدوا في سبيل الله.

وَقَوْلُهُ تعالى: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ [آل عمران:152].

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَعَدَهُمُ اللَّهُ النَّصْرَ.

وَقَدْ يُسْتَدَلُّ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ الْمُتَقَدِّمَيْنِ في قولِهِ تعالى: إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ ۝ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ [آل عمران:124- 125] أَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ؛ لِأَنَّ عَدُوَّهُمْ كَانَ ثَلَاثَةَ آلَافِ مُقَاتِلٍ، فَلَمَّا وَاجَهُوهُمْ كَانَ الظَّفَرُ وَالنَّصْرُ أَوَّلَ النَّهَارِ لِلْإِسْلَامِ، فَلَمَّا حَصَلَ مَا حَصَلَ مِنْ عِصْيَانِ الرُّمَاةِ وَفَشَلِ بَعْضِ الْمُقَاتِلَةِ؛ تَأَخَّرَ الْوَعْدُ الَّذِي كَانَ مَشْرُوطًا بِالثَّبَاتِ وَالطَّاعَةِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ أَيْ: أَوَّلَ النَّهَارِ، إِذْ تَحُسُّونَهُمْ أَيْ: تَقْتُلُونَهُمْ، بِإِذْنِهِ أَيْ: بِتَسْلِيطِهِ إِيَّاكُمْ عَلَيْهِمْ، حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْفَشَلُ: الْجُبْنُ، وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ كَمَا وَقَعَ لِلرُّمَاةِ، مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ وَهُوَ الظَّفَرُ مِنْهُمْ، مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَهُمُ الَّذِينَ رَغِبُوا فِي الْمَغْنَمِ حِينَ رَأَوُا الْهَزِيمَةَ، مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ثُمَّ أَدَالَهُمْ عَلَيْكُمْ لِيَخْتَبِرَكُمْ وَيَمْتَحِنَكُمْ، وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ أَيْ: غَفَرَ لَكُمْ ذَلِكَ الصَّنِيعَ؛ وَذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ لِكَثْرَةِ عَدَدِ الْعَدُوِّ وَعُدَدِهِمْ، وَقِلَّةِ عَدَدِ الْمُسْلِمِينَ وَعُدَدِهِمْ.

الشيخ: والمقصود من هذا أنَّ الله جلَّ وعلا وعدهم النَّصر، وهو الصَّادق في وعده ؛ ولهذا قال: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ يعني: إذ تقتلونهم قتلًا أثَّر فيهم حتى انهزموا، وسقطت رايتُهم، وظنَّ الرُّماةُ الذين على الموقف الذي أمرهم أن يقفوا فيه ضدّ الأعداء ظنّ الرماةُ أنهم انتهوا، وأنَّ الهزيمة استمرَّت، وأنَّ النصر قد استقرَّ؛ فتركوا الموقفَ الذي أُمِرُوا بلزومه، وتنازعوا في ذلك مع أميرهم؛ لهذا قال: حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ يعني: حصل بينكم الفشل؛ لسبب عصيانهم لأميرهم، ورغبتهم في الغنيمة، وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ يعني: فيما بينكم وبين الأمير؛ أُدِيلُوا عليهم، الجواب محذوف، حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ الجواب: أُدِيلُوا عليكم أو هُزِمْتُم، هذا جواب: حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ، ويُبين سبحانه أنَّ بعض الناس -يعني- يريد الدنيا، حتى قال ابنُ مسعودٍ: ما كنتُ أظنّ أحدًا فينا يريد الدنيا إلا بعدما نزلت هذه الآية.

والمقصود من هذا التَّحذير، تحذير المسلمين مستقبلًا أن يفشلوا ويتنازعوا، وأن يثبتوا وتكون كلمتُهم واحدةً مع أميرهم وقادتهم ضد العدو، ولا يأمنوا العدو عند أول الهزيمة، لا يأمنوه، يصمدون ويثبتون حتى تستقرَّ الهزيمةُ للعدو، والنصر للمؤمنين، فإنَّ العدو قد يحتال؛ قد يُظهر الهزيمةَ حيلةً، ثم يكرّ، فلا ينبغي للجيش المسلم أن يُسارع إلى ما يشغلهم عن القتال من جمع غنيمةٍ أو غيرها، بل يجب الثَّبات والاستمرار في القتال، والحذر من كرِّ العدو حتى تستقرَّ الأمور ويُعرف انهزام العدو انهزامًا كاملًا، وهناك يرجع إلى جمع الغنيمة، والنَّظر في النَّتيجة.

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَوْلُهُ: وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ قَالَ: لَمْ يَسْتَأْصِلْكُمْ. وَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. رَوَاهُمَا ابْنُ جَرِيرٍ.

وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران:152].

الشيخ: العفو عنهم، عفا عنهم بعفوٍ عمَّن انهزم، ومَن تنازع مع أميره، ومَن تولَّى يوم التقى الجمعان، عفا عنهم سبحانه فضلًا منه ورحمةً منه، وبيَّن لهم الخطأ والغلط، ثم عفا عنهم فضلًا منه  من جهتين: من جهة أنَّه عافٍ عنهم، ولم يُؤاخذهم بغير ما وقع. ومنها أنَّه لم يستأصلهم، بل أُصيبوا وحصل قتالٌ وجراحات، ولكنَّهم بحمد الله لم يُستأصلوا، بل بقي منهم البقية العظيمة، وأيَّدهم اللهُ بالثَّبات، وهزم عدوَّهم بعد ذلك، وذهب إلى مكَّة ولم يرجع فضلًا منه .

فالمصائب بعضها أهون من بعضٍ، مُصيبة بقتل سبعين وجراحة جماعة أهون من مُصيبة بقتل مئات أو ألف أو آلف، أو استئصال، فالمصائب متنوعة، يسهل بعضُها بعضًا بكونه جعل المصيبةَ خفيفةً وقليلةً، هذا فضلًا منه وإحسانًا .

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ: حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَنِ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أبيهِ، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا نَصَرَ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ كَمَا نصر يَوْمَ أُحُدٍ. قَالَ: فَأَنْكَرْنَا ذَلِكَ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ كِتَابُ اللَّهِ؛ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي يَوْمِ أُحُدٍ: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ [آل عمران:152]. يقول ابنُ عباسٍ: والحسّ: القتل.

الشيخ: والحسّ: القتل، يعني: إذ تقتلونهم، قتلوهم وانهزموا وسقطت رايتُهم، كل هذا فضلٌ من الله، نصرٌ في أول الأمر، نعم، وهو الذي سبب للرُّماة ترك الموقف لما رأوا الهزيمة للعدو.

حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ الْآيَةَ [آل عمران:152]، وَإِنَّمَا عَنَى بِهَذَا الرُّمَاةَ؛ وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَقَامَهُمْ فِي مَوْضِعٍ، ثُمَّ قَالَ: احْمُوا ظُهُورَنَا، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ فَلَا تَنْصُرُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نَغْنَمُ فَلَا تُشْرِكُونَا، فَلَمَّا غَنِمَ النَّبِيُّ ﷺ، وَأَناخوا عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ.

الشيخ: أباحوا ..... حتى غنموا أموالَهم.

مداخلة: أزاحوا.

الشيخ: أزاحوا طيب.

الطالب: في "المسند": أباحوا.

الشيخ: أباحوا طيب .....، أباحوا طيب، يعني: استباحوه، يعني: سلّطوا عليهم، وانهزموا عنهم، أباحوا طيب. عندكم: أناخوا، حطها: أباحوا.

أباحوا طيب، وأزاحوا معناها .....، لكن ما دام في الأصل ..... يعني: استباحوهم وسلّطوا عليهم.

وأباحوا عسكر المشركين أَكَبَّ الرُّماةُ جميعًا ودخلوا فِي الْعَسْكَرِ يَنْهَبُونَ، وَلَقَدِ الْتَقَتْ صُفُوفُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَيهِمْ هَكَذَا -وَشَبَّكَ بَيْنَ يَدَيْهِ- وَانْتَشَبُوا.

الشيخ: حطّ نسخة: والتبسوا. مثلما في مسلم، المعنى مُتقارب.

س: ..............؟

ج: يعني: اختلطوا جميعًا ثم انهزم العدو.

فَلَمَّا أَخَلَّ الرُّمَاةُ تِلْكَ الْخَلَّةِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا دَخَلَتِ الْخَيْلُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَالْتَبَسُوا، وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَاسٌ كَثِيرٌ، وقد كان النصرُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَأَصْحَابِهِ أَوَّلَ النَّهَارِ، حَتَّى قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ لِوَاءِ الْمُشْرِكِينَ سَبْعَةٌ أَوْ تِسْعَةٌ، وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً نَحْوَ الْجَبَلِ، وَلَمْ يَبْلُغُوا -حَيْثُ يَقُولُ النَّاسُ- الغار، إنما كانوا تَحْتَ الْمِهْرَاسِ، وَصَاحَ الشَّيْطَانُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، فَلَمْ يشُكُّوا به أنَّه حقٌّ، فلا زِلْنَا كَذَلِكَ مَا نَشُكُّ أَنَّهُ حَقٌّ حَتَّى طَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ السَّعْدَيْنِ، نَعْرِفُهُ بِكتفيه إِذَا مَشَى.

مداخلة: نعرفه بتكفّئه إذا مشى.

الشيخ: "تكفّئه" طيب، "تكفّئه" نعم، كأنما ينحدر من صببٍ عليه الصلاة والسلام، و"السَّعدين": سعد بن معاذ، وسعد بن عُبادة، اللهم ارضَ عنهما.

قَالَ: فَفَرِحْنَا حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنَا مَا أَصَابَنَا. قَالَ: فَرَقِيَ نَحْوَنَا وَهُوَ يَقُولُ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى: اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْلُونَا، حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا، فَمَكَثَ سَاعَةً، فَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصِيحُ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ: اعْلُ هُبَل –مرَّتين، يعني: إلهه- أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحافة؟ أين ابنُ الخطَّاب؟ فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أُجِيبَهُ؟ قَالَ: بَلَى، فَلَمَّا قَالَ: اعْلُ هُبَلُ. قَالَ عُمَرُ: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: قَدْ أَنْعَمَتْ عَيْنُهَا فَعَادِ عَنْهَا أَوْ فَعَالِ. فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ، وَهَا أَنَا ذَا عُمَرُ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، الْأَيَّامُ دُوَلٌ، وَإِنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: لَا سَوَاء؛ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ. قَالَ: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ ذَلِكَ، لَقَدْ خِبْنَا وخسرنا إذن.

ثم قال أبو سفيان: إنَّكم ستجدون في قتلاكم مُثْلَةً، ولم يكن ذلك عن رَأْيِ سَرَاتِنَا.

الشيخ: سُراتنا: أشرافنا يعني.

قَالَ: ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ حَمِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ إِنْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ نَكْرَهْهُ.

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَسِيَاقٌ عَجِيبٌ، وَهُوَ مِنْ مُرْسَلَاتِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْ أُحُدًا ولا أبوه.

الشيخ: ومعنى "اعْلُ هُبَل" يعني: اعلُ يا هبل، صنمهم، يعني: اعلُ لما انتصرت، "اعْلُ هُبَل" يعني: يا هبل.

س: ابن أبي كبشة؟

ج: يعني النبي ﷺ، يُقال لأبيه عبدالله: أبو كبشة، لقب بلفظ الكُنية.

س: .............؟

ج: هذا تأويل ..... نصرهم عليهم ولم يستأصلهم، بل إنما أصابوا بعض الشيء، مع أنهم لو استمرّوا في القتال لربما صارت المصيبةُ أعظم، لكنَّ الله هزمهم وانصرفوا إلى مكة، وصارت الهزيمةُ أقلّ، والمصيبةُ أقلّ، وهو نصرٌ نسبيٌّ.

وقد أخرجها الْحَاكِمُ فِي "مُسْتَدْرَكِهِ" عَنْ أَبِي النَّضْرِ الْفَقِيهِ، عن عثمان بن سعيد، عن سلمان بن دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِهِ. وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي "دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ" مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْهَاشِمِيِّ بِهِ. وَلِبَعْضِهِ شَوَاهِدُ فِي الصِّحَاحِ وَغَيْرِهَا.

الشيخ: للمؤمنين أسوة في نبيّهم وأصحابه، لما مات الأنبياءُ وأُصيبَ منهم مَن أُصيبَ بالقتال والجراح، للمؤمنين فيهم أسوة: أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، والله المستعان.

أضف للمفضلة
شارك على فيسبوكشارك على غوغل بلس
مجموع الفتاوى
مسيرة عطاء
banner
  إحصائيات المواد
  عن الموقع
Share via Email
التصنيفات
  • الفقهية
  • الموضوعية
  • العبادات
    • الطهارة
      • المياه
      • الآنية
      • قضاء الحاجة
      • سنن الفطرة
      • فروض الوضوء وصفته
      • نواقض الوضوء
      • ما يشرع له الوضوء
      • المسح على الخفين
      • الغسل
      • التيمم
      • النجاسات وإزالتها
      • الحيض والنفاس
      • مس المصحف
    • الصلاة
      • حكم الصلاة وأهميتها
      • الأذان والإقامة
      • وقت الصلاة
      • الطهارة لصحة الصلاة
      • ستر العورة للمصلي
      • استقبال القبلة
      • القيام في الصلاة
      • التكبير والاستفتاح
      • القراءة في الصلاة
      • الركوع والسجود
      • التشهد والتسليم
      • سنن الصلاة
      • مكروهات الصلاة
      • مبطلات الصلاة
      • قضاء الفوائت
      • سجود السهو
      • سجود التلاوة والشكر
      • صلاة التطوع
      • أوقات النهي
      • صلاة الجماعة
      • صلاة المريض
        • صلاة المسافر
      • صلاة الخوف
      • أحكام الجمع
      • صلاة الجمعة
      • صلاة العيدين
      • صلاة الخسوف
      • صلاة الاستسقاء
      • المساجد ومواضع السجود
      • مسائل متفرقة في الصلاة
      • الطمأنينة والخشوع
      • سترة المصلي
      • النية في الصلاة
      • القنوت في الصلاة
      • اللفظ والحركة في الصلاة
      • الوتر وقيام الليل
    • الجنائز
      • غسل الميت وتجهيزه
      • الصلاة على الميت
      • حمل الميت ودفنه
      • زيارة القبور
      • إهداء القرب للميت
      • حرمة الأموات
      • أحكام التعزية
      • مسائل متفرقة في الجنائز
      • الاحتضار وتلقين الميت
      • أحكام المقابر
      • النياحة على الميت
    • الزكاة
      • وجوب الزكاة وأهميتها
      • زكاة بهيمة الأنعام
      • زكاة الحبوب والثمار
      • زكاة النقدين
      • زكاة عروض التجارة
      • زكاة الفطر
      • إخراج الزكاة وأهلها
      • صدقة التطوع
      • مسائل متفرقة في الزكاة
    • الصيام
      • فضائل رمضان
      • ما لا يفسد الصيام
      • رؤيا الهلال
      • من يجب عليه الصوم
      • الأعذار المبيحة للفطر
      • النية في الصيام
      • مفسدات الصيام
      • الجماع في نهار رمضان
      • مستحبات الصيام
      • قضاء الصيام
      • صيام التطوع
      • الاعتكاف وليلة القدر
      • مسائل متفرقة في الصيام
    • الحج والعمرة
      • فضائل الحج والعمرة
      • حكم الحج والعمرة
      • شروط الحج
      • الإحرام
      • محظورات الإحرام
      • الفدية وجزاء الصيد
      • صيد الحرم
      • النيابة في الحج
      • المبيت بمنى
      • الوقوف بعرفة
      • المبيت بمزدلفة
      • الطواف بالبيت
      • السعي
      • رمي الجمار
      • الإحصار
      • الهدي والأضاحي
      • مسائل متفرقة في الحج والعمرة
      • المواقيت
      • التحلل
    • الجهاد والسير
  • المعاملات
    • الربا والصرف
    • البيوع
    • السبق والمسابقات
    • السلف والقرض
    • الرهن
    • الإفلاس والحجر
    • الصلح
    • الحوالة
    • الضمان والكفالة
    • الشركة
    • الوكالة
    • العارية
    • الغصب
    • الشفعة
    • المساقاة والمزارعة
    • الإجارة
    • إحياء الموات
    • الوقف
    • الهبة والعطية
    • اللقطة واللقيط
    • الوصايا
    • الفرائض
    • الوديعة
    • الكسب المحرم
  • فقه الأسرة
    • الزواج وأحكامه
      • حكم الزواج وأهميته
      • شروط وأركان الزواج
      • الخِطْبَة والاختيار
      • الأنكحة المحرمة
      • المحرمات من النساء
      • الشروط والعيوب في النكاح
      • نكاح الكفار
      • الصداق
      • الزفاف ووليمة العرس
      • الحقوق الزوجية
      • مسائل متفرقة في النكاح
      • أحكام المولود
      • تعدد الزوجات
      • تنظيم الحمل وموانعه
      • مبطلات النكاح
      • غياب وفقدان الزوج
    • النظر والخلوة والاختلاط
    • الخلع
    • الطلاق
    • الرجعة
    • الإيلاء
    • الظهار
    • اللعان
    • العِدَد
    • الرضاع
    • النفقات
    • الحضانة
  • العادات
    • الأطعمة والأشربة
    • الذكاة والصيد
    • اللباس والزينة
    • الطب والتداوي
    • الصور والتصوير
  • الجنايات والحدود
  • الأيمان والنذور
  • القضاء والشهادات
  • السياسة الشرعية
  • مسائل فقهية متفرقة
  • القرآن وعلومه
  • العقيدة
    • الإسلام والإيمان
    • الأسماء والصفات
    • الربوبية والألوهية
    • نواقض الإسلام
    • مسائل متفرقة في العقيدة
    • التوسل والشفاعة
    • السحر والكهانة
    • علامات الساعة
    • عذاب القبر ونعيمه
    • اليوم الآخر
    • ضوابط التكفير
    • القضاء والقدر
    • التبرك وأنواعه
    • التشاؤم والتطير
    • الحلف بغير الله
    • الرقى والتمائم
    • الرياء والسمعة
  • الحديث وعلومه
    • مصطلح الحديث
    • شروح الحديث
    • الحكم على الأحاديث
  • التفسير
  • الدعوة والدعاة
  • الفرق والمذاهب
  • البدع والمحدثات
  • أصول الفقه
  • العالم والمتعلم
  • الآداب والأخلاق
  • الآداب والأخلاق المحمودة
  • الأخلاق المذمومة
  • الفضائل
    • فضائل الأعمال
    • فضائل الأزمنة والأمكنة
    • فضائل متنوعة
  • الرقائق
  • الأدعية والأذكار
  • التاريخ والسيرة
  • قضايا معاصرة
  • قضايا المرأة
  • اللغة العربية
  • نصائح وتوجيهات
  • تربية الأولاد
  • الشعر والأغاني
  • أحكام الموظفين
  • أحكام الحيوان
  • بر الوالدين
  • المشكلات الزوجية
  • قضايا الشباب
  • نوازل معاصرة
  • الرؤى والمنامات
  • ردود وتعقيبات
  • الهجرة والابتعاث
  • الوسواس بأنواعه