الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

الشعار
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات
خميس ٢٧ / جمادى ٢ / ١٤٤٧
المفضلة
Brand
  • الرئيسية
  • فتاوى
    • مجموع الفتاوى
    • نور على الدرب
    • فتاوى الدروس
    • فتاوى الجامع الكبير
  • صوتيات
    • دروس و محاضرات
    • شروح الكتب
  • مرئيات
    • مقاطع مختارة
    • مرئيات الشيخ
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • سلة التسوق
  • المفضلة
  • حمل تطبيق الشيخ على الهواتف الذكية
  • أندرويد
    آيفون / آيباد
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله

موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.

Download on the App StoreGet it on Google Play

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

BinBaz Logo

مؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية

جميع الحقوق محفوظة والنقل متاح لكل مسلم بشرط ذكر المصدر

تطوير مجموعة زاد
  1. شروح الكتب
  2. 003- سورة آل عمران
  3. تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}

تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}

Your browser does not support the audio element.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رسولُ الله ﷺ: مَن أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَيَأْتِي إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ.

الشيخ: وهذا في أوَّله لمسلمٍ، في أوَّل هذا: ما بعث اللهُ من نبيٍّ إلا كان حقًّا عليه أن يدلّ أُمَّتَه على خير ما يعلمه لهم، ويُنذرهم شرَّ ما يعلمه لهم، وإنَّ هذه الأُمَّة جُعِلَتْ عافيتُها في أوَّلها، وسيُصيب آخرَها بلاءٌ وأمورٌ تُنْكِرونها، تجيء الفتنةُ فيقول المؤمنُ: هذه مُهلكتي. ثم تنكشف، ثم تجيء الفتنةُ فيقول: هذه، هذه. فمَن أحبَّ أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنةَ فلتُدركه منيَّته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يُحبّ أن يُؤْتَى إليه.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ أَيْضًا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ: لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ .

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ الْأَعْمَشِ به.

الشيخ: وهذا يدل على أنَّه يجب على المؤمن أن يُحسن ظنّه بربِّه، فيبتعد عن سوء الظنِّ، والله يقول جلَّ وعلا فيما ثبت عن نبيِّه ﷺ أنَّه قال جلَّ وعلا: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني، وفي اللَّفظ الآخر: وأنا معه إذا ذكرني، فليحسن ظنّه بربه، وليظنّ به الخير والرحمة والجود والكرم، لكن مع إحسان العمل، مع جدِّه في طاعته سبحانه.

وأمَّا مَن أساء العمل فهو حريٌّ بعقاب الله وغضبه، وحسن ظنِّه بالله مع سُوء العمل غرورٌ وخداعٌ من الشيطان، فإنَّ مَن أحسن الظنَّ أحسن العمل.

فالواجب على كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ إحسانُ الظنِّ، وإحسان العمل جميعًا، وأن يخاف ذنبَه، ويحذر شرَّ نفسه، مع حسن ظنِّه بربه، وأنه سبحانه كما وعد عباده جواد كريم، لطيف رحيم، تواب كريم، لكنه شديد العقاب، عظيم الانتقام لمن أساء العمل وفرَّط وأضاع ولم يُبالِ بعظمة الله وكبريائه، يقول  في سورة الحجر: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ۝ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ [الحجر:49- 50]، أمره أن يُنبئهم بهذا وهذا: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ۝ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ، وقال في سورة المؤمن: غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ [غافر:3]، وقال جلَّ وعلا: وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ [الرعد:6]، فالعاقل يُحاسِب نفسه ويُجاهدها لله، ويُحسن ظنّه بربّه، مع إحسان العمل، والحذر من سُوء العمل.

س: ............؟

ج: وليأتِ إلى الناس الذي يُحبّ أن يُؤتى إليه أي: يُعاملهم كما يُحبّ أن يُعاملوه: بالصِّدق، وأداء الأمانة، وحُسن الخلق، وطيب الكلام، وعدم الخيانة، إلى غير هذا من مكارم الأخلاق، كما تُحبّ أن يُعاملك أخوك بطيب الكلام، وأداء الأمانة، والنصح، والوفاء، فأنت كذلك ائتِ إليه، كذلك عامله بهذه الأخلاق، نعم.

ثم قوله: فلتُدركه منيّته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر جاء في القرآن وفي السُّنة ذكر الإيمان بالله وباليوم الآخر، وهذا الإيمان مُختصرٌ، يدخل فيه الإيمان بالله، والإيمان بالملائكة، وبالكتب، والرسل، والقدر، وأخبار الرسل، ما قالوا، وأخبار نبينا محمد ﷺ، ما قال، كله داخلٌ في الإيمان بالله، والآيات والنّصوص تارةً تبسط الإيمان: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بما أنزل الله، والإيمان بما أخبر الله. وتارةً تكون مُوجزةً.

وإذا أُطلق الإيمان بالله واليوم الآخر فالمعنى: الإيمان بكلِّ ما أخبر اللهُ به ورسوله، كلٌّ داخلٌ في الإيمان بالله: الإيمان بما أخبر الله من الكتب والرسل والقدر، وأخبار يوم القيامة، وأخبار آخر الزمان، والأخبار عمَّا مضى، كلها داخلة في الإيمان بالله.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ.

..........

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، فَإِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ بي شَرًّا فَلَهُ.

وَأَصْلُ هَذَا الْحَدِيثِ ثَابِتٌ فِي "الصَّحِيحَيْنِ" مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يقول الله: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي.

وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِالْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ –وَأَحْسَبُهُ- عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مَرِيضًا، فَجَاءَهُ النَّبِيُّ ﷺ يَعُودُهُ، فَوَافَقَهُ فِي السُّوقِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْجُو اللَّهَ، وَأَخَافُ ذُنُوبِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي هَذَا الْمَوْطِنِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ. ثُمَّ قَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ غَيْرَ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ.

وَهَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِهِ، ثُمَّ قَالَ التِّرْمِذِيُّ: غَرِيبٌ. وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْ ثَابِتٍ مُرْسَلًا.

الشيخ: وهذه الصِّفة -الرَّجاء مع الخوف- صفة أهل الإيمان، وهذه صفة الأخيار: رجاء مع خوفٍ، ليسوا آمنين، ولا مدلين بأعمالهم، قال جلَّ وعلا في صفة الأخيار من عباده من الأنبياء وأتباعهم: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا، رغبًا: رجاءً، ورهبًا: خوفًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90].

وقال فيهم أيضًا -الرسل والأخيار- أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا [الإسراء:57].

وهكذا المؤمن: لا يأمن، ولا يقنط، لا هذا، ولا هذا، فالأمن من مكر الله هلاك، والقنوط من رحمة الله هلاك، ولكن لا هذا، ولا هذا، يرجو ربَّه، ويخاف ذنبه، ويعمل على ضوء ذلك، يعمل بطاعة الله، والمسارعة للتَّوبة والنَّدم على ما فرّط فيه، فهو دائمًا في حسابٍ وجهادٍ، هكذا في حسابٍ وجهادٍ لهذه النَّفس حتى يلقى ربَّه، يقول سبحانه: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف:87]، ويقول جلَّ وعلا: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ [الزمر:53]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ [الحجر:56]، ويقول جلَّ وعلا: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99].

فلا بدَّ من الحذر من الأمن والقنوط، وأن تجمع بين الرَّجاء والخوف، ترجو ربَّك لوعده العظيم، وكونه سبحانه جواد كريم؛ لكونه وعد عباده إذا أحسنوا أن يُحسن إليهم، وتخاف ذنبك؛ لأنَّك أسأت في حقِّه، وقد توعدك على إساءتك بالعقاب إلا أن يعفو، هكذا تسير إلى الله بين الرجاء والخوف.

قال بعضُ السَّلف: ينبغي للمؤمن أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء، كالجناحين للطَّائر يسير بينهما.

وقال بعضُهم: في حال المرض وخوف دنو الأجل يُغلّب جانب الرجاء وحُسن الظنّ، يُغلّب جانب الرَّجاء، وفي حال الصحة يُغلّب جانب الخوف والحذر. وهذا كلامٌ قويٌّ وجيدٌ، ولكن يجب دائمًا دائمًا أن يكون جامعًا بين الرَّجاء والخوف أبدًا أبدًا.

مداخلة: ............

فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أن لا أَخِرَّ إِلَّا قَائِمًا.

وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي "سُنَنِهِ" عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ شُعْبَةَ بِهِ. وَتَرْجَمَ عَلَيْهِ فَقَالَ: (بَابُ كَيْفَ يَخِرُّ لِلسُّجُودِ)، ثُمَّ سَاقَهُ مِثْلَهُ، فقيل: معناه ألَّا أموت إلا مسلمًا. وقيل: معناه ألَّا أُقْتَلَ إِلَّا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ. وَهُوَ يَرْجِعُ إلى الأول.

وقوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103]، قِيلَ: بِحَبْلِ اللَّهِ أَيْ: بِعَهْدِ اللَّهِ، كَمَا قَالَ في الآية بعدها: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ [آل عمران:112] أَيْ: بِعَهْدٍ وَذِمَّةٍ. وَقِيلَ: بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ يَعْنِي: الْقُرْآنَ، كَمَا فِي حَدِيثِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ، عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا فِي صِفَةِ الْقُرْآنِ: هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَصِرَاطُهُ الْمُسْتَقِيمُ.

وَقَدْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ خَاصٌّ بِهَذَا الْمَعْنَى، فَقَالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِالْمَلِكِ ابْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْعَرْزَمِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كِتَابُ اللَّهِ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَمْدُودُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ.

الشيخ: وحبل الله لا شكَّ أنَّ مُراده دينه وصراطه المستقيم، فإنَّ هذا الدِّين حبلٌ للوصول بين العبد وبين ربِّه، مَن تمسَّك به نجا، وهو الصِّراط المستقيم، وهو دين الله، وهو الإسلام، وهو الإيمان، وهو الهدى، كلٌّ يُسمّى: حبلًا؛ لأنَّ هذا السَّبيل موصلٌ إلى الله، كما أنَّ الحبلَ موصلٌ إلى الجهة التي تربطه فيها، فهو حبلٌ ممدودٌ بين العبد وبين ربِّه، طرفه في الأرض، ونهايته إلى الجنة، مَن تمسَّك به في هذه الدَّار سار عليه إلى الموت، وبعد الموت إلى الجنة والنَّجاة من النار، إلى الصِّراط المستقيم الحسيّ؛ ولهذا سُمّي: حبلًا، وسُمي: صراطًا، وسُمي: طريقًا، وسُمي: سبيلًا، هو سبيل، وهو الصِّراط، والطريق، والحبل، والعهد بين الله وبين عباده، نعم.

س: درجة الحديث؟

ج: ضعيف، لكن معناه صحيح، عطية العوفي ضعيف.

وَرَوَى ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ حبلُ الله المتين، وهو النور المبين، وَهُوَ الشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنِ اتَّبَعَهُ.

الشيخ: وهذا يُفسّر بالقرآن؛ لأنَّ القرآن هو الدال على الله، وهكذا السُّنة، القرآن حبل الله المتين، والسنة حبل الله المتين، وكلاهما حبل الله المتين؛ لأنهما الدَّالان على الدِّين، والدَّاعيان إليه، والموضحان له.

س: درجة الحديث عفا الله عنك؟

ج: فيه ضعفٌ؛ لأنَّ إبراهيم يضعف في الحديث، الهجري، لكن معناه صحيح.

وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ نَحْوُ ذَلِكَ.

وَقَالَ وَكِيعٌ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُاللَّهِ: إنَّ هذا الصِّراط محتضرٌ، يحضره الشَّياطين: يا عبدالله، هذا الطَّرِيق، هَلُمَّ إِلَى الطَّرِيقِ، فَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ، فَإِنَّ حَبْلَ اللَّهِ الْقُرْآنُ.

الشيخ: وفي هذا المعنى يقول جلَّ وعلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153]، مثلما يُروى عن عبدالله: (محتضر) يعني: الشيطان يدعو إلى سبل النار، وصراط الجنة واحد، وهو دين الله والإيمان والهدى والإسلام، وهو حبل الله المتين، والطرق التي تُفضي إلى النار ما لها حدٌّ، طرقٌ كثيرةٌ، سبلٌ كثيرة: النصرانية سبيل، واليهودية سبيل، والوثنية سبيل، والشيوعية سبيل، وسائر أنواع الإلحاد، سبلٌ لا تُحصى، يجمعها شيء واحد وهو خلاف ما جاء في الكتاب والسّنة، وهذه السُّبل المخالفة للكتاب والسّنة لا يُحصيها إلا الله، كلها تُفضي إلى النار، كلها تجرّ إلى النار، وكلها طرق تدعو إليها الشياطين، من شياطين الإنس والجنّ.

فلا طريقَ إلى الجنة والسَّلامة والنَّجاة إلا طريق واحد فقط، وهو صراط الله المستقيم المذكور في قوله جلَّ وعلا: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:6- 7]، وفي قوله : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ [الأنعام:153]، وفي قوله: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103]، وهو صراطٌ واحدٌ، طريق واضح درج عليه آدم ومَن صلح من ذُريته، والرسل بعدهم.

مداخلة: .............

وَقَوْلُهُ: وَلَا تَفَرَّقُوا أَمَرَهُمْ بِالْجَمَاعَةِ، وَنَهَاهُمْ عَنِ التَّفْرِقَةِ.

 

أضف للمفضلة
شارك على فيسبوكشارك على غوغل بلس
مجموع الفتاوى
مسيرة عطاء
banner
  إحصائيات المواد
  عن الموقع
Share via Email
التصنيفات
  • الفقهية
  • الموضوعية
  • العبادات
    • الطهارة
      • المياه
      • الآنية
      • قضاء الحاجة
      • سنن الفطرة
      • فروض الوضوء وصفته
      • نواقض الوضوء
      • ما يشرع له الوضوء
      • المسح على الخفين
      • الغسل
      • التيمم
      • النجاسات وإزالتها
      • الحيض والنفاس
      • مس المصحف
    • الصلاة
      • حكم الصلاة وأهميتها
      • الأذان والإقامة
      • وقت الصلاة
      • الطهارة لصحة الصلاة
      • ستر العورة للمصلي
      • استقبال القبلة
      • القيام في الصلاة
      • التكبير والاستفتاح
      • القراءة في الصلاة
      • الركوع والسجود
      • التشهد والتسليم
      • سنن الصلاة
      • مكروهات الصلاة
      • مبطلات الصلاة
      • قضاء الفوائت
      • سجود السهو
      • سجود التلاوة والشكر
      • صلاة التطوع
      • أوقات النهي
      • صلاة الجماعة
      • صلاة المريض
        • صلاة المسافر
      • صلاة الخوف
      • أحكام الجمع
      • صلاة الجمعة
      • صلاة العيدين
      • صلاة الخسوف
      • صلاة الاستسقاء
      • المساجد ومواضع السجود
      • مسائل متفرقة في الصلاة
      • الطمأنينة والخشوع
      • سترة المصلي
      • النية في الصلاة
      • القنوت في الصلاة
      • اللفظ والحركة في الصلاة
      • الوتر وقيام الليل
    • الجنائز
      • غسل الميت وتجهيزه
      • الصلاة على الميت
      • حمل الميت ودفنه
      • زيارة القبور
      • إهداء القرب للميت
      • حرمة الأموات
      • أحكام التعزية
      • مسائل متفرقة في الجنائز
      • الاحتضار وتلقين الميت
      • أحكام المقابر
      • النياحة على الميت
    • الزكاة
      • وجوب الزكاة وأهميتها
      • زكاة بهيمة الأنعام
      • زكاة الحبوب والثمار
      • زكاة النقدين
      • زكاة عروض التجارة
      • زكاة الفطر
      • إخراج الزكاة وأهلها
      • صدقة التطوع
      • مسائل متفرقة في الزكاة
    • الصيام
      • فضائل رمضان
      • ما لا يفسد الصيام
      • رؤيا الهلال
      • من يجب عليه الصوم
      • الأعذار المبيحة للفطر
      • النية في الصيام
      • مفسدات الصيام
      • الجماع في نهار رمضان
      • مستحبات الصيام
      • قضاء الصيام
      • صيام التطوع
      • الاعتكاف وليلة القدر
      • مسائل متفرقة في الصيام
    • الحج والعمرة
      • فضائل الحج والعمرة
      • حكم الحج والعمرة
      • شروط الحج
      • الإحرام
      • محظورات الإحرام
      • الفدية وجزاء الصيد
      • صيد الحرم
      • النيابة في الحج
      • المبيت بمنى
      • الوقوف بعرفة
      • المبيت بمزدلفة
      • الطواف بالبيت
      • السعي
      • رمي الجمار
      • الإحصار
      • الهدي والأضاحي
      • مسائل متفرقة في الحج والعمرة
      • المواقيت
      • التحلل
    • الجهاد والسير
  • المعاملات
    • الربا والصرف
    • البيوع
    • السبق والمسابقات
    • السلف والقرض
    • الرهن
    • الإفلاس والحجر
    • الصلح
    • الحوالة
    • الضمان والكفالة
    • الشركة
    • الوكالة
    • العارية
    • الغصب
    • الشفعة
    • المساقاة والمزارعة
    • الإجارة
    • إحياء الموات
    • الوقف
    • الهبة والعطية
    • اللقطة واللقيط
    • الوصايا
    • الفرائض
    • الوديعة
    • الكسب المحرم
  • فقه الأسرة
    • الزواج وأحكامه
      • حكم الزواج وأهميته
      • شروط وأركان الزواج
      • الخِطْبَة والاختيار
      • الأنكحة المحرمة
      • المحرمات من النساء
      • الشروط والعيوب في النكاح
      • نكاح الكفار
      • الصداق
      • الزفاف ووليمة العرس
      • الحقوق الزوجية
      • مسائل متفرقة في النكاح
      • أحكام المولود
      • تعدد الزوجات
      • تنظيم الحمل وموانعه
      • مبطلات النكاح
      • غياب وفقدان الزوج
    • النظر والخلوة والاختلاط
    • الخلع
    • الطلاق
    • الرجعة
    • الإيلاء
    • الظهار
    • اللعان
    • العِدَد
    • الرضاع
    • النفقات
    • الحضانة
  • العادات
    • الأطعمة والأشربة
    • الذكاة والصيد
    • اللباس والزينة
    • الطب والتداوي
    • الصور والتصوير
  • الجنايات والحدود
  • الأيمان والنذور
  • القضاء والشهادات
  • السياسة الشرعية
  • مسائل فقهية متفرقة
  • القرآن وعلومه
  • العقيدة
    • الإسلام والإيمان
    • الأسماء والصفات
    • الربوبية والألوهية
    • نواقض الإسلام
    • مسائل متفرقة في العقيدة
    • التوسل والشفاعة
    • السحر والكهانة
    • علامات الساعة
    • عذاب القبر ونعيمه
    • اليوم الآخر
    • ضوابط التكفير
    • القضاء والقدر
    • التبرك وأنواعه
    • التشاؤم والتطير
    • الحلف بغير الله
    • الرقى والتمائم
    • الرياء والسمعة
  • الحديث وعلومه
    • مصطلح الحديث
    • شروح الحديث
    • الحكم على الأحاديث
  • التفسير
  • الدعوة والدعاة
  • الفرق والمذاهب
  • البدع والمحدثات
  • أصول الفقه
  • العالم والمتعلم
  • الآداب والأخلاق
  • الآداب والأخلاق المحمودة
  • الأخلاق المذمومة
  • الفضائل
    • فضائل الأعمال
    • فضائل الأزمنة والأمكنة
    • فضائل متنوعة
  • الرقائق
  • الأدعية والأذكار
  • التاريخ والسيرة
  • قضايا معاصرة
  • قضايا المرأة
  • اللغة العربية
  • نصائح وتوجيهات
  • تربية الأولاد
  • الشعر والأغاني
  • أحكام الموظفين
  • أحكام الحيوان
  • بر الوالدين
  • المشكلات الزوجية
  • قضايا الشباب
  • نوازل معاصرة
  • الرؤى والمنامات
  • ردود وتعقيبات
  • الهجرة والابتعاث
  • الوسواس بأنواعه