الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

الشعار
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات
ثلاثاء ٢٥ / جمادى ٢ / ١٤٤٧
المفضلة
Brand
  • الرئيسية
  • فتاوى
    • مجموع الفتاوى
    • نور على الدرب
    • فتاوى الدروس
    • فتاوى الجامع الكبير
  • صوتيات
    • دروس و محاضرات
    • شروح الكتب
  • مرئيات
    • مقاطع مختارة
    • مرئيات الشيخ
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • سلة التسوق
  • المفضلة
  • حمل تطبيق الشيخ على الهواتف الذكية
  • أندرويد
    آيفون / آيباد
  • فتاوى
  • صوتيات
  • كتب
  • مقالات
  • لقاءات
  • مراسلات
  • مرئيات

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله

موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.

Download on the App StoreGet it on Google Play

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ

BinBaz Logo

مؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية

جميع الحقوق محفوظة والنقل متاح لكل مسلم بشرط ذكر المصدر

تطوير مجموعة زاد
  1. شروح الكتب
  2. 003- سورة آل عمران
  3. تفسير قوله تعالى: {الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}

تفسير قوله تعالى: {الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}

Your browser does not support the audio element.

هِيَ مَدَنِيَّةٌ؛ لِأَنَّ صَدْرَهَا إِلَى ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ آيَةً مِنْهَا نَزَلَتْ فِي وَفْدِ نَجْرَانَ، وَكَانَ قُدُومُهُمْ فِي سَنَةِ تِسْعٍ من الهجرة، كما سيأتي بيانُ ذلك عند تفسير آية المباهلة منها إن شاء الله تعالى، وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا وَرَدَ فِي فَضْلِهَا مَعَ سورة البقرة أول البقرة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الم ۝ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۝ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ۝ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ [آل عمران:1- 4].

قد ذَكَرْنَا الْحَدِيثَ الْوَارِدَ فِي أَنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] و الم ۝ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ عند تفسير آية الكرسي.

وقد تقدم الكلامُ على قوله: الم في أول سورة البقرة بما يُغني عن إعادته.

وتقدم الْكَلَامُ عَلَى قَوْلِهِ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فِي تَفْسِيرِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ يَعْنِي: نَزَّلَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ يَا مُحَمَّدُ بِالْحَقِّ، أَيْ: لَا شَكَّ فِيهِ وَلَا رَيْبَ، بَلْ هُوَ مُنزَّلٌ من عند الله: أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء:166].

وَقَوْلُهُ: مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ أَيْ: مِنَ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ قَبْلَهُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ الْأَنْبِيَاءِ، فَهِيَ تُصَدِّقُهُ بِمَا أَخْبَرَتْ بِهِ وَبَشَّرَتْ فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، وَهُوَ يُصَدِّقُهَا؛ لِأَنَّهُ طَابَقَ مَا أَخْبَرَتْ بِهِ وَبَشَّرَتْ مِنَ الْوَعْدِ مِنَ اللَّهِ بِإِرْسَالِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَإِنْزَالِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ عَلَيْهِ.

وَقَوْلُهُ: وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ أي: على موسى بن عمران، وَالْإِنْجِيلَ أي: على عيسى ابن مريم عليهما السَّلام، مِنْ قَبْلُ أَيْ: مِنْ قَبْلِ هَذَا الْقُرْآنِ، هُدًى لِلنَّاسِ أَيْ: فِي زَمَانِهِمَا، وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ وَهُوَ الْفَارِقُ بَيْنَ الْهُدَى وَالضَّلَالِ، وَالْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالْغَيِّ وَالرَّشَادِ بِمَا يَذْكُرُهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْحُجَجِ وَالْبَيِّنَاتِ وَالدَّلَائِلِ الْوَاضِحَاتِ، وَالْبَرَاهِينِ الْقَاطِعَاتِ.

الشيخ: الفرقان هذا عامّ: وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عامٌّ في جميع كتبه ، وعلى جميع رسله؛ لأنَّ الله أنزلهم بالفُرقان الذي يُفرّق بين الحقِّ والباطل: كالتّوراة والإنجيل والزَّبور، وجميع الكتب المنزلة من السَّماء، وهكذا خاتمها القرآن العظيم، كلها فيها الفرقان، يعني: التَّمييز بين الحقِّ والباطل، والهدى والضَّلال، والغيّ والرشاد، فمَن استقام عليها وفهمها عرف هذا الفرقان، وصار من أهله، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا [الأنفال:29].

فمَن اتَّقى الله، واستقام على أمره، وتفقّه في دينه؛ أعطاه اللهُ الفرقان الذي يُميز به بين الحقِّ والباطل، والغيّ والرَّشاد.

فجديرٌ بأهل الإيمان وبأهل العلم أن يُعنوا بكتاب الله تدبُّرًا وتعقُّلًا، فهمًا وحفظًا؛ حتى يحصلوا على هذا الفرقان العظيم الذي به هدايتهم، وفيه إخراجهم من الظّلمات إلى النّور، وفيه تبصيرهم بما يُرضي الله ويُقرّب لديه من الحقِّ، وما يُغضبه من الباطل.

وهذا الكتاب العظيم أشرف كتابٍ، وأصدق كتابٍ، وهو المهيمن على ما قبله من الكتب، فينبغي لكل مؤمنٍ، ولكل طالب علمٍ، ولكل مَن أعطاه الله علمًا أن يُعنى بما دلَّ عليه الكتاب العظيم من القرآن، ففيه الهدى والنور، وفيه الدّلالة على كل خيرٍ، والتَّحذير من كل شرٍّ، ولكن بحسب إقبال العبد على هذا الكتاب العظيم، وتدبّره، والعناية بأسباب الفهم، والأخذ بأسباب الفهم، مع العناية بالتقوى والاستقامة، على حسب هذه الأمور يزداد علمًا بالفرقان، كلما زاد أخذه بوسائل العلم، وتأدّبه بالآداب الشَّرعية، وتقواه لله .

س: حفظ كتاب الله يلزم طالبَ العلم؟

ج: لا، ما هو بلازمٍ، مُستحبٌّ، حفظ الكتاب مُستحبّ، ذكر بعضُهم أنَّه فرض كفايةٍ، لكن على الأفراد لا، لكن يُستحبّ حفظه، أمَّا ما يلزمه منه فالفاتحة فقط، هي التي تلزم؛ لأنها هي ركن الصَّلاة، ويتأكّد حفظ ما تيسر معها؛ حتى يقرأ به مع الفاتحة.

س: ما المقصود بالفرقان؟

ج: عام، الفرقان كلّه: القرآن وغير القرآن من الكتب، كلها فرقان.

س: ما هو خاصًّا بالقرآن؟

ج: ما هو خاصًّا بالقرآن، لا، وهو يُسمّى: فرقانًا، لكن ما هو خاصًّا به، التوراة فيها فرقان، والإنجيل، والزبور، وكتب الأنبياء كلها فيها فرقان، يقول تبارك وتعالى: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ [الفرقان:1] سمّى القرآن: فرقانًا.

وَيُبَيِّنُهُ وَيُوَضِّحُهُ وَيُفَسِّرُهُ وَيُقَرِّرُهُ وَيُرْشِدُ إِلَيْهِ وَيُنَبِّهُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ.

وَقَالَ قَتَادَةُ وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ: الْفُرْقَانُ هَاهُنَا الْقُرْآنُ.

وَاخْتَارَ ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّهُ مَصْدَرٌ هَاهُنَا؛ لِتَقَدُّمِ ذِكْرِ الْقُرْآنِ فِي قَوْلِهِ: نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ [آل عمران:3]، وَهُوَ الْقُرْآنُ.

الشيخ: هذا أظهر؛ لأنَّ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ هذا هو القرآن، وأما الفُرقان فهو عامّ، يعمّ القرآن وجميع الكتب، وما جاءت به السّنة أيضًا؛ لأنها فرقان، كل ما أنزله الله من إيضاح الحقِّ فهو فرقان، الفرقان وصفٌ أعمّ، يُطلق على القرآن، ويُطلق على التّوراة، ويُطلق على غيرهما من كتب الله، ويُطلق على العموم، كلّ ما جاءت به الأدلة من القرآن أو السنة هو يُسمّى: فرقانًا؛ ولهذا قال: إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا [الأنفال:29].

وَأَمَّا مَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حاتم، عن أبي صالح: أنَّ المراد بالفرقان هاهنا التّوراة.

الشيخ: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ [الأنبياء:48].

وَأَمَّا مَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حاتم، عن أبي صالح: أنَّ المراد بالفُرقان هاهنا التّوراة، فضعيفٌ أيضًا؛ لتقدّم ذكر التّوراة، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أَيْ: جَحَدُوا بِهَا، وَأَنْكَرُوهَا، وَرَدُّوهَا بِالْبَاطِلِ، لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ أَيْ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاللَّهُ عَزِيزٌ أَيْ: مَنِيعُ الْجَنَابِ، عَظِيمُ السُّلْطَانِ، ذُو انْتِقَامٍ [آل عمران:4] أَيْ: مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ، وَخَالَفَ رسلَه الكرام، وأنبياءَه العِظام.

إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ۝ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:5- 6].

يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ يَعْلَمُ غيبَ السَّماء والأرض، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ.

هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ أَيْ: يخلقكم في الأرحام كما يشاء من ذكرٍ وأنثى، وحسنٍ وَقَبِيحٍ، وَشَقِيٍّ وَسَعِيدٍ.

لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ أَيْ: هُوَ الَّذِي خَلَقَ، وَهُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلْإِلَهِيَّةِ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَهُ الْعِزَّةُ الَّتِي لَا تُرَامُ، وَالْحِكْمَةُ وَالْإِحْكَامُ.

وَهَذِهِ الْآيَةُ فِيهَا تَعْرِيضٌ، بَلْ تَصْرِيحٌ بِأَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ مَخْلُوقٌ، كَمَا خَلَقَ اللَّهُ سائرَ البشر؛ لأنَّ الله صَوَّرَهُ فِي الرَّحِمِ وَخَلَقَهُ كَمَا يَشَاءُ، فَكَيْفَ يَكُونُ إِلَهًا كَمَا زَعَمَتْهُ النَّصَارَى عَلَيْهِمْ لَعَائِنُ اللَّهِ، وَقَدْ تَقَلَّبَ فِي الْأَحْشَاءِ، وَتَنَقَّلَ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ؟! كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ [الزمر:6].

الشيخ: وهذا مما يُوضّح للنَّصارى بطلان ما هم عليه لمن عقل؛ لأنَّ الآيات التي ..... المتقدم في أول السّورة إلى ثلاثٍ وثمانين، كلها نزلت في شأن عيسى، فالذي يُصوّر في الأرحام وخرج ضعيفًا من غيره من بني آدم لا يكون إلهًا، ولا ربًّا، ولا معبودًا لو عقل النَّصارى، ولكنَّهم لا يعقلون، فهو سبحانه لا يخفى عليه شيء: لا في الأرض، ولا في السماء، عالم بكل شيءٍ، وهو القادر على كل شيءٍ، وهو ربّ كل شيءٍ، وهو المصوّر للعباد في الأرحام، فهو المستحقّ لأن يُعبد ويُعظّم.

ويتَّضح بذلك لكل ذي عقلٍ أنَّ غيره لا يصلحون للعبادة: لا من جنٍّ، ولا من إنسٍ، إذا كان الأنبياءُ وهم أفضل الخلق لا يصلحون للعبادة، فغيرهم من باب أولى؛ ولهذا قال جلَّ وعلا لما ذكر الصفات: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [الطلاق:12]، وقال سبحانه: أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة:231]، وهنا قال: إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ [آل عمران:5]، هذا يُوجب للمؤمن الاطمئنان والثَّبات، وأنَّ كلَّ ما أصابه فهو عن علمٍ من الله، ولم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه، فيحصل له بذلك الطّمأنينة، والثّقة بالله، والتّوكل عليه، وسؤاله من فضله ما ينفعه، وأن يدفع عنه ما يضرّه؛ ولهذا قال جلَّ وعلا: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22]، ثم قال: لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد:23].

فإذا علم أنَّ الأمور مُقدّرة، سبق بها علمُ الله وكتابته؛ لم ييأس ويحزن على ما أصابه، ولم يفرح بما آتاه فرح المتكبّرين أو البطّارين، بل يفرح بفضل الله: أنَّ الله أنعم عليه، وأحسن إليه، فرح الشَّاكرين، فرح العباد القائمون إليه، المعترفين بفضله وجوده وإحسانه، لا فرح البطّارين المتكبّرين، كما قال في حقِّ قارون: لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص:76] يعني: أصحاب البطر والتَّكبر، أمَّا الفرحين بفضله ورحمته وإحسانه فهم مأمورون بذلك: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58].

والمقصود أنَّه سبحانه يحثّ عباده على التَّدبر لهذا الكتاب، وما فيه من العلم والهدى؛ حتى يعبدوه على بصيرةٍ، وحتى يطمئنّوا إليه، ويتوكّلوا عليه، وحتى يأخذوا بأسباب النَّجاة، ويبتعدوا عن أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة، فمَن أعرضَ أو غفل فاتته أسبابُ السَّعادة والرّبح، ووقع في أسباب الهلاك والدّمار والخيبة من حيث لا يشعر.

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ [آل عمران:7].

 

أضف للمفضلة
شارك على فيسبوكشارك على غوغل بلسShare via Email
مجموع الفتاوى
مسيرة عطاء
banner
  إحصائيات المواد
  عن الموقع
التصنيفات
  • الفقهية
  • الموضوعية
  • العبادات
    • الطهارة
      • المياه
      • الآنية
      • قضاء الحاجة
      • سنن الفطرة
      • فروض الوضوء وصفته
      • نواقض الوضوء
      • ما يشرع له الوضوء
      • المسح على الخفين
      • الغسل
      • التيمم
      • النجاسات وإزالتها
      • الحيض والنفاس
      • مس المصحف
    • الصلاة
      • حكم الصلاة وأهميتها
      • الأذان والإقامة
      • وقت الصلاة
      • الطهارة لصحة الصلاة
      • ستر العورة للمصلي
      • استقبال القبلة
      • القيام في الصلاة
      • التكبير والاستفتاح
      • القراءة في الصلاة
      • الركوع والسجود
      • التشهد والتسليم
      • سنن الصلاة
      • مكروهات الصلاة
      • مبطلات الصلاة
      • قضاء الفوائت
      • سجود السهو
      • سجود التلاوة والشكر
      • صلاة التطوع
      • أوقات النهي
      • صلاة الجماعة
      • صلاة المريض
        • صلاة المسافر
      • صلاة الخوف
      • أحكام الجمع
      • صلاة الجمعة
      • صلاة العيدين
      • صلاة الخسوف
      • صلاة الاستسقاء
      • المساجد ومواضع السجود
      • مسائل متفرقة في الصلاة
      • الطمأنينة والخشوع
      • سترة المصلي
      • النية في الصلاة
      • القنوت في الصلاة
      • اللفظ والحركة في الصلاة
      • الوتر وقيام الليل
    • الجنائز
      • غسل الميت وتجهيزه
      • الصلاة على الميت
      • حمل الميت ودفنه
      • زيارة القبور
      • إهداء القرب للميت
      • حرمة الأموات
      • أحكام التعزية
      • مسائل متفرقة في الجنائز
      • الاحتضار وتلقين الميت
      • أحكام المقابر
      • النياحة على الميت
    • الزكاة
      • وجوب الزكاة وأهميتها
      • زكاة بهيمة الأنعام
      • زكاة الحبوب والثمار
      • زكاة النقدين
      • زكاة عروض التجارة
      • زكاة الفطر
      • إخراج الزكاة وأهلها
      • صدقة التطوع
      • مسائل متفرقة في الزكاة
    • الصيام
      • فضائل رمضان
      • ما لا يفسد الصيام
      • رؤيا الهلال
      • من يجب عليه الصوم
      • الأعذار المبيحة للفطر
      • النية في الصيام
      • مفسدات الصيام
      • الجماع في نهار رمضان
      • مستحبات الصيام
      • قضاء الصيام
      • صيام التطوع
      • الاعتكاف وليلة القدر
      • مسائل متفرقة في الصيام
    • الحج والعمرة
      • فضائل الحج والعمرة
      • حكم الحج والعمرة
      • شروط الحج
      • الإحرام
      • محظورات الإحرام
      • الفدية وجزاء الصيد
      • صيد الحرم
      • النيابة في الحج
      • المبيت بمنى
      • الوقوف بعرفة
      • المبيت بمزدلفة
      • الطواف بالبيت
      • السعي
      • رمي الجمار
      • الإحصار
      • الهدي والأضاحي
      • مسائل متفرقة في الحج والعمرة
      • المواقيت
      • التحلل
    • الجهاد والسير
  • المعاملات
    • الربا والصرف
    • البيوع
    • السبق والمسابقات
    • السلف والقرض
    • الرهن
    • الإفلاس والحجر
    • الصلح
    • الحوالة
    • الضمان والكفالة
    • الشركة
    • الوكالة
    • العارية
    • الغصب
    • الشفعة
    • المساقاة والمزارعة
    • الإجارة
    • إحياء الموات
    • الوقف
    • الهبة والعطية
    • اللقطة واللقيط
    • الوصايا
    • الفرائض
    • الوديعة
    • الكسب المحرم
  • فقه الأسرة
    • الزواج وأحكامه
      • حكم الزواج وأهميته
      • شروط وأركان الزواج
      • الخِطْبَة والاختيار
      • الأنكحة المحرمة
      • المحرمات من النساء
      • الشروط والعيوب في النكاح
      • نكاح الكفار
      • الصداق
      • الزفاف ووليمة العرس
      • الحقوق الزوجية
      • مسائل متفرقة في النكاح
      • أحكام المولود
      • تعدد الزوجات
      • تنظيم الحمل وموانعه
      • مبطلات النكاح
      • غياب وفقدان الزوج
    • النظر والخلوة والاختلاط
    • الخلع
    • الطلاق
    • الرجعة
    • الإيلاء
    • الظهار
    • اللعان
    • العِدَد
    • الرضاع
    • النفقات
    • الحضانة
  • العادات
    • الأطعمة والأشربة
    • الذكاة والصيد
    • اللباس والزينة
    • الطب والتداوي
    • الصور والتصوير
  • الجنايات والحدود
  • الأيمان والنذور
  • القضاء والشهادات
  • السياسة الشرعية
  • مسائل فقهية متفرقة
  • القرآن وعلومه
  • العقيدة
    • الإسلام والإيمان
    • الأسماء والصفات
    • الربوبية والألوهية
    • نواقض الإسلام
    • مسائل متفرقة في العقيدة
    • التوسل والشفاعة
    • السحر والكهانة
    • علامات الساعة
    • عذاب القبر ونعيمه
    • اليوم الآخر
    • ضوابط التكفير
    • القضاء والقدر
    • التبرك وأنواعه
    • التشاؤم والتطير
    • الحلف بغير الله
    • الرقى والتمائم
    • الرياء والسمعة
  • الحديث وعلومه
    • مصطلح الحديث
    • شروح الحديث
    • الحكم على الأحاديث
  • التفسير
  • الدعوة والدعاة
  • الفرق والمذاهب
  • البدع والمحدثات
  • أصول الفقه
  • العالم والمتعلم
  • الآداب والأخلاق
  • الآداب والأخلاق المحمودة
  • الأخلاق المذمومة
  • الفضائل
    • فضائل الأعمال
    • فضائل الأزمنة والأمكنة
    • فضائل متنوعة
  • الرقائق
  • الأدعية والأذكار
  • التاريخ والسيرة
  • قضايا معاصرة
  • قضايا المرأة
  • اللغة العربية
  • نصائح وتوجيهات
  • تربية الأولاد
  • الشعر والأغاني
  • أحكام الموظفين
  • أحكام الحيوان
  • بر الوالدين
  • المشكلات الزوجية
  • قضايا الشباب
  • نوازل معاصرة
  • الرؤى والمنامات
  • ردود وتعقيبات
  • الهجرة والابتعاث
  • الوسواس بأنواعه