589 من: (باب بيان ما أعد الله تعالى للمؤمنين في الجنة..)

 
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الآيات والكلمات والأحاديث الصحيحة عن النبي ﷺ كلها تتعلق ببيان نعيم أهل الجنة وما أعد لهم من الخير، وهم المتقون وهم المؤمنون، فالجنة أعدها الله للمتقين المؤمنين، والنار أعدها الله للكافرين، فالله جل وعلا بين لعباده هذه وهذه، وبين حال هؤلاء وحال هؤلاء حتى يبادر المؤمن والموفق إلى أعمال الصالحات وإلى المجاهدة لنفسه في لزوم الحق والثبات عليه رجاء أن يكون مع هؤلاء الذين وعدهم الله بالجنة والكرامة إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الحجر:45]، يقول في سورة الحجر إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۝ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ  [الحجر:45، 46] يعني يقال لهم ذلك آمنين من الموت والأمراض والجوع والعطش والخوف وغير هذا من كل ما يسوؤهم، آمنين هذه حالهم  وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر:47] لا تباغض بينهم ولا اختلاف لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ يعني تعب وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ [الحجر:48] بل في نعيم دائم، وفي الآية الأخرى إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۝ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ۝ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ۝ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ  [الذاريات:15-18]، وفي الآية الأخرى إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ۝ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۝ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ ۝ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ۝ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ۝ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ۝ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [الدخان:51-57] والآيات كثيرة في بيان حال المتقين ومصيرهم وأنهم إلى الجنة، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ۝ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ [البينة:7-8].
ويقول في حديث جابر : أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتمخطون ولا يبولون ولا يتغوطون، وفي الحديث الثاني: ولا يتفولون بل ذلك الطعام جشاء يخرج منهم من غير حاجة إلى بول ولا غائط يتبخر، رشحهم مسك وآنيتهم الذهب، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، على قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشيًا، هذه حالهم في دار النعيم، لا نوم ولا موت ولا بصاق ولا بول ولا غائط، ولكن نعيم دائم يأكلون مما يشتهون ويشربون مما يشتهون، ولا يحتاجون إلى بول ولا غائط، كله يذهب جشاء ويتبخر من غير حاجة إلى بول ولا غائط من خفته وطيبه، فينبغي للمؤمن أن يسعى لهذا الخير العظيم، وأن يستقيم على طاعة الله ورسوله، وأن يحذر التساهل في هذا الأمر واستبطاء المصير إلى الله، فليس بينك وبين هذا إلا خروج هذه الروح، وأنت لا تدري متى تخرج هذه الروح، والقبر أول منزلة من منازل الجنة، أو النار إما أن تنعم فيه وإما أن تعذب العاقل، والحازم هو الذي يعد العدة ويحذر أسباب الخزي والندامة، نسأل الله للجميع التوفيق والسلامة.

الأسئلة:
س: الجنة فيها تكليف، التسبيح والتكبير من باب التكليف؟
الشيخ: نعيم، يسبحون الله نعيم يتنعمون به، لكل واحد زوجتان من الحور العين غير زوجتاه من الدنيا، كل واحد من أهل الجنة له زوجتان من الحور العين غير ما يعطى من الزوجات والحور العين الأخرى، يعني لا ينقص واحد عن زوجتين مع زوجات الدنيا مع ما يعطيهم الله من الزوجات الأخرى.
س: هل يقال أن في الجنة تكليف؟
الشيخ: ما في تكليف، هي دار نعيم، التسبيح نعيم يتلذذون به.
س: ...؟
الشيخ: ما أعرف ... أعرف فيه يعطى ما تشتهيه نفسه ولا يحصى، لا بسبع ولا بمائة ولا بمائتين لكن أقل شيء من الحور العين زوجتان، هذا أقل شيء غير ما يعطى من زوجات الدنيا.
س: العدة اتباع طريق أهل التوحيد والسنة؟
الشيخ: ويش عدته؟
س: ذكرتم يعد العدة للجنة؟
الشيخ: يعد العدة طاعة الله ورسوله هذا الإعداد، معنى الإعداد يعني التأهب للقاء الله بالعمل الصالح.
س: هل بهذا يقال أن النساء في الجنة أكثر من الرجال؟
الشيخ: نعم النساء في الجنة أكثر وفي الدنيا أكثر، النساء أكثر في الدنيا والآخرة.
س: في النار أكثر؟
الشيخ: وفي النار أكثر نعم، نسأل الله العافية، رأيت أكثر أهلها النساء، وفي الجنة كل واحد له زوجتان زوجات كثيرات غير زوجات الدنيا.
س: بالنسبة لدرجات الجنة أعلاها الفردوس؟
الشيخ: نعم أعلى الجنة وأوسطها.
س: ويتقابلون مع بعض؟
الشيخ: نعم ينزل أهل الجنة العليا ينزلون للاجتماع يتزاورون.
س: ...؟