54 من حديث: (أن عبيد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب حين عمي)

54 - (2769) وحَدَّثَنِي عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ حِينَ عَمِيَ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حَدِيثَهُ، حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ.
الشيخ: يسمى عبد الله ويسمى عبيد الله الاثنين، عبد الله بن كعب، وعبيد الله بن كعب، وهكذا عبد الله بن عمر سمى عبد الله على نفسه وسمى عبيد الله له ابنان: أحدهما يقال له عبيد الله بن عبد الله بن عمر، والثاني يقال له عبد الله بن عبد الله بن عمر، وفيه جواز التسمية باسم الأب وإن كان حيًا كونه يسميه على نفسه عبد الله بن عبد الله، محمد بن محمد، إبراهيم بن إبراهيم، وإن كان حيًا نعم.
س: عبيد الله أخو عبد الله؟
الشيخ: أخو عبد الله عم الراوي، عم عبد الرحمن.

وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَزَادَ فِيهِ، عَلَى يُونُسَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَلَّمَا يُرِيدُ غَزْوَةً إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ، وَلَمْ يَذْكُرْ، فِي حَدِيثِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ أَبَا خَيْثَمَةَ وَلُحُوقَهُ بِالنَّبِيِّ ﷺ،
الشيخ: وكونه يوري بغيرها ما يعتبر كذبًا، إذا قال كيف الطريق إلى جهة كذا وكذا يفهم من الحاضرين أنه مسافر إلى جهة معينة، ورى بغيرها أي أظهر أشياء توهم السامعين أنه يريد الجهة، يسأل عن طريق حائل طريق تبوك وهو ما أراد ذلك، يروح طريق أبها وما أراد هذا لكن يوهم الناس أنه لا يريد الجهة الثانية حتى يهجم على العدو وهو غار لم  ينتبه له العدو ولم يستعد له العدو، أو أراد جهة المشرق فجعل يسأل عن جهة المغرب يعني جهة غير الجهة التي يريد ليوهم السامعين أو العيون التي للعدو يوهمهم أنه ما أراد جهة العدو الفلاني حتى يأتي العدو هو غار إذا كان العدو قد بلغ أو بالإمكان أن يبلغ بعد ذلك بالدعوة قبل الهجوم عليه.
س:............................
الشيخ: .............. وينفعه إذا حصل له شيء ينفعه من ولد أو توبة تابها الله عليه أو مالاً رزقه الله إياه ينفعه شيء يسره يعني. 

55 - (2769) وحَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ وَهُوَ ابْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ حِينَ أُصِيبَ بَصَرُهُ، وَكَانَ أَعْلَمَ قَوْمِهِ وَأَوْعَاهُمْ لِأَحَادِيثِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ وَهُوَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا قَطُّ، غَيْرَ غَزْوَتَيْنِ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ وَقَالَ فِيهِ: وَغَزَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بِنَاسٍ كَثِيرٍ يَزِيدُونَ عَلَى عَشَرَةِ آلَافٍ، وَلَا يَجْمَعُهُمْ دِيوَانُ حَافِظٍ.
الشيخ: في بعض الروايات أنهم قد بلغوا ثلاثين ألف في غزوة تبوك كانوا قريب من ثلاثين ألف مقاتل.
الطالب: حديث الإفك؟
الشيخ: تكلم على عشرة؟ الشارح؟ عندك يزيدون على عشرة أيش؟
الطالب: قَوْلُهُ (وَغَزَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِنَاسٍ كَثِيرٍ يَزِيدُونَ عَلَى عَشَرَةِ آلَافٍ) هَكَذَا وَقَعَ هُنَا زِيَادَةٌ عَلَى عَشَرَةِ آلَافٍ وَلَمْ يُبَيِّنْ قَدْرَهَا، وَقَدْ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: كَانُوا سَبْعِينَ أَلْفًا، وقال ابن إِسْحَاقَ: كَانُوا ثَلَاثِينَ أَلْفًا وَهَذَا أَشْهَرُ.
الشيخ: هذا المشهور ثلاثين ألفًا نعم.
وقال ابن إِسْحَاقَ: كَانُوا ثَلَاثِينَ أَلْفًا وَهَذَا أَشْهَرُ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا بَعْضُ الْأَئِمَّةِ بِأَنَّ أَبَا زُرْعَةَ عَدَّ التابع والمتبوع وبن إِسْحَاقَ عَدَّ الْمَتْبُوعَ فَقَطْ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
الشيخ: يعني عدوا الغزاة أما من يتبعهم من خادم من سائس وأشباه ذلك ليسوا من أهل الغزوة فعدهم أبو زرعة فصاروا سبعين هذا ليس ببعيد نعم.
الطالب: تم الحديث.
الشيخ: ..................... حديث الإفك؟
الطالب: الإفك نعم.
................................
س:..........................
الشيخ: هذا أكثر، أكثر الغزوات لكن حجة الوداع أكثر حجة الوداع كانوا يعدون نحو مائة ألف الذين حجوا معه في حجة الوداع عليه الصلاة والسلام ولكن ما هو بغزوة هذه حجة الوداع، غزوة تبوك أكثر ما كان.
س: أبو خيثمة تأخر لعدم وجود ما يجد الذهاب ثم وجد ولحق بالنبي ﷺ؟
الشيخ: أبو خيثمة ما تكلم عليه، المقصود الثلاثة أما أبو خيثمة لحق ولا هجر لكن الكلام في المتخلفين الثلاثة.
س: أحسن الله إليك، البشارة يا شيخ؟
الشيخ: فيما يسره يستحب مثل أبشرك بما يسرك مثل ما قال معاذ: أفلا أبشر الناس لما حدث الناس بحق العباد على الله.
س: يعطيه شيء؟
الشيخ: يستحب إذا أعطيته شيء لا بأس كعب أعطى صاحبه ثوبين إزار ورداء. فإن أعطاه فلا بأس وإن لم يعطه فلا بأس ما كل أحد يستحق أن يعطى بعض الناس لو تعطي بعض الناس استهجن رأيك .............. أما إذا جاء فقير ونحوه ينفع فيه العطاء ويستحقه لا بأس، أما لو جاءك واحد كبير يبشرك ليس ممن يعطى صار نقصًا عليه.
س: إذا بشره بالولد؟
الشيخ: ما في بأس إذا رزق ولد وبشر بشره إنسان بولد ....... الخادمة فأعطاها هذا من مكارم الأخلاق.
س: عمال المستشفى لما يبشرون صاحب الولد يعطون؟
الشيخ: إذا أعطاهم لا بأس.
س:..................
الشيخ: يتحدثون فيما بينهم؟
الله أعلم.
56 - (2770) حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ - قَالَ ابْنُ رَافِعٍ: حَدَّثَنَا، وقَالَ الْآخَرَانِ: أَخْبَرَنَا - عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، - وَالسِّيَاقُ حَدِيثُ مَعْمَرٍ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدٍ وَابْنِ رَافِعٍ - قَالَ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ جَمِيعًا: عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا: فَبَرَّأَهَا اللهُ مِمَّا قَالُوا، وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ، وَأَثْبَتَ اقْتِصَاصًا، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، ذَكَرُوا، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا، أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ مَعَهُ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي، وَأُنْزَلُ فِيهِ مَسِيرَنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ غَزْوِهِ، وَقَفَلَ، وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ مِنْ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَسْتُ صَدْرِي فَإِذَا عِقْدِي مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ بي فَحَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِيَ الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، قَالَتْ: وَكَانَتِ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا، لَمْ يُهَبَّلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَحَلُوهُ وَرَفَعُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا، وَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ سَيَفْقِدُونِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ قَدْ عَرَّسَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ فَادَّلَجَ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَقَدْ كَانَ يَرَانِي قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ الْحِجَابُ عَلَيَّ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، وَوَاللهِ مَا يُكَلِّمُنِي كَلِمَةً وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ، حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ،
الشيخ: وهذا يفيد بيان أنهم بعد الحجاج أمر النساء بتخمير الوجه، قالت فخمرت وجهي وهذا عام داخل في قوله: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ [الأحزاب:53] وهكذا جاء في الصحيح في البخاري فالحجاب يشمل بدنها كله.

حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ عَلَى يَدِهَا فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِيَ الرَّاحِلَةَ، حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ، بَعْدَمَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ فِي شَأْنِي، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ، حِينَ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ، وَلَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ اللُّطْفَ، الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّمَا يَدْخُلُ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ: كَيْفَ تِيكُمْ؟ فَذَاكَ يَرِيبُنِي وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ، حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَمَا نَقَهْتُ وَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا، وَلَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الْأُوَلِ فِي التَّنَزُّهِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ، وَهِيَ بِنْتُ أَبِي رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا ابْنَةُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ، خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَبِنْتُ أَبِي رُهْمٍ قِبَلَ بَيْتِي، حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، قَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهْ أَوْ لَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ؟ قُلْتُ: وَمَاذَا قَالَ؟ قَالَتْ: فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ فَازْدَدْتُ مَرَضًا إِلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ تِيكُمْ؟ قُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟ قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَيَقَّنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَجِئْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لِأُمِّي: يَا أُمَّتَاهْ مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِي عَلَيْكِ فَوَاللهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، وَلَهَا ضَرَائِرُ، إِلَّا كَثَّرْنَ عَلَيْهَا، قَالَتْ قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ وَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟ قَالَتْ: فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي، وَدَعَا رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ، يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، قَالَتْ فَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ لَهُمْ مِنَ الْوُدِّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هُمْ أَهْلُكَ وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا، وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: لَمْ يُضَيِّقِ اللهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَإِنْ تَسْأَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ، قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بَرِيرَةَ فَقَالَ: أَيْ بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ مِنْ عَائِشَةَ؟ قَالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا، أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ،
الشيخ: إن رأيت يعني ما رأيت، إن نافية يعني ما رأيت عليها شيئًا يشينها رضي الله عنها وأرضاها، وهذا فيه أعظم تأييد وأعظم دليل في أنه ﷺ لا يعلم الغيب وإنما يعلم ما جاءه من عند الله ، فعلم الغيب إلى الله  ولو كان يعلم الغيب لعرف أن عائشة بريئة وأن أهل الإفك قد كذبوا عليها ولم يحتج إلى أن يسأل الناس وكذلك قصة عقدها لما بعث الناس يطلبونه فلم يجدوه فلما .......... الجمل وجدوه تحت الجمل ولم يعلم أن عقدها تحت الجمل حتى أثاروه ووجدوه وهذا واضح مع أحاديث أخرى كثيرة كلها دالة على أنه ﷺ لا يعلم الغيب كما قال الله : قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ  [النمل:65] وقال : قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ  [الأعراف:188] وبهذا يعلم بطلان قول الغلاة الذين نسبوا إليه علم الغيب كما قال البوصيري:

يا أكثر الخلق مالي	عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن بآخذ بيدي فضلاً	وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها	ومن علومك علم اللوح والقلم

نسأل الله العافية.
 
الشيخ:.........................
الطالب: بالتشديد والتخفيف؟
الشيخ: أيش قال عليه الشارح؟
الطالب: هُوَ بِبَاءٍ موحدة  مفتوحة مخففة وَمُشَدَّدَةٍ رَوَوْهُ هُنَا بِالْوَجْهَيْنِ التَّخْفِيفُ أَشْهَرُ وَمَعْنَاهُ اتهموها.
الشيخ: نعم.
فِي أُنَاسٍ أَبَنُوا أَهْلِي، وَايْمُ اللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي مِنْ سُوءٍ قَطُّ، وَأَبَنُوهُمْ، بِمَنْ، وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَطُّ، وَلَا دَخَلَ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا وَأَنَا حَاضِرٌ، وَلَا غِبْتُ فِي سَفَرٍ إِلَّا غَابَ مَعِي وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِقِصَّتِهِ، وَفِيهِ: وَلَقَدْ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بَيْتِي، فَسَأَلَ جَارِيَتِي، فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا عَيْبًا، إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ تَرْقُدُ حَتَّى تَدْخُلَ الشَّاةُ فَتَأْكُلَ عَجِينَهَا، أَوْ قَالَتْ خَمِيرَهَا - شَكَّ هِشَامٌ - فَانْتَهَرَهَا بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: اصْدُقِي رَسُولَ اللهِ ﷺ، حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ، فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا مَا يَعْلَمُ الصَّائِغُ عَلَى تِبْرِ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ، وَقَدْ بَلَغَ الْأَمْرُ ذَلِكَ الرَّجُلَ الَّذِي قِيلَ لَهُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَاللهِ مَا كَشَفْتُ عَنْ كَنَفِ أُنْثَى قَطُّ. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَقُتِلَ شَهِيدًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَفِيهِ أَيْضًا مِنَ الزِّيَادَةِ: وَكَانَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِهِ مِسْطَحٌ وَحَمْنَةُ وَحَسَّانُ.
الشيخ: تلقوه عن عبد الله بن أبي فهو الذي أشاعه، نسأل الله العافية، وأقام النبي الحد على هؤلاء الثلاثة.
س:ما تزوج معطل.
الشيخ: لا لا، ما تزوج .
س:..........................
الشيخ: نعم.

وَكَانَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِهِ مِسْطَحٌ وَحَمْنَةُ وَحَسَّانُ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ فَهُوَ الَّذِي كَانَ يَسْتَوْشِيهِ وَيَجْمَعُهُ، وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ وَحَمْنَةُ.
الشيخ: وفي هذا من الآيات والعبر الدلالة على العبد الصالح والأمة الصالحة قد يبتلى كل منهما، فالواجب الصبر وعدم الجزع، ولو كان أحد يسلم من البلاوي والمحن لسلم الأنبياء وهم أفضل الخلق والرسل عليهم الصلاة والسلام ثم الصحابة هم أفضل الخلق بعد الرسل وهذا مصداق الحديث الصحيح: إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فهذه المرأة الصالحة ابتليت بهذه المصيبة حتى هلك فيها من هلك ثم أظهر الله براءتها والله قدر ذلك لحكمة بالغة ومن ذلك أن يكون لمن ابتلي من الرجال والنساء أسوة في الصبر وعدم الجزع وأن البلايا والمحن لا تختص بغير الأتقياء بل يبتلى بها الأتقياء والأخيار وهم أشد الناس بلاء، .
س: أقام عليهم الحد؟
الشيخ: أقام عليهم الحد نعم حمنة ومسطح وحسان حد القذف.
س:..........................
الشيخ: والحجاب خمار نعم، كل ما يحجبها عن الرجل نعم.
س:.......................
الشيخ: ما بلغنا لعلها لحكمة بالغة لعله لم يقتله لئلا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه، ولأن له عشيرة كبيرة ويخشى الفتنة أو أنه لم .................. وإنما يتحدث به يقول قال فلان ما قالت هو إنما يحكي كلامًا يوشيه يعني ينشره قال فلان كذا وقال فلان كذا يعني أنا ما رميت أنا ما قذفت إنما يحكي.
س: قوله من يعذرني في رجل؟
الشيخ: ظاهره ........................ الصحابة يعني بالقضاء عليه.
س: من يجمع الكلام مثل هذا لو حصل الآن يعزر ؟
الشيخ: ينبغي أن يعزر لكن ما يكون قاذف إذا ما صدق القذف ينبغي أن يعزر لأنه أفشى الشر ونشره.
59 - (2771) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُتَّهَمُ بِأُمِّ وَلَدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِعَلِيٍّ: اذْهَبْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ فَأَتَاهُ عَلِيٌّ فَإِذَا هُوَ فِي رَكِيٍّ يَتَبَرَّدُ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: اخْرُجْ، فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَخْرَجَهُ، فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ، فَكَفَّ عَلِيٌّ عَنْهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ لَمَجْبُوبٌ مَا لَهُ ذَكَرٌ.
الشيخ: أيش قال الشارح عليه؟
الطالب: ذَكَرَ فِي الْبَابِ حَدِيثَ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُتَّهَمُ بِأُمِّ وَلَدِهِ ﷺ فَأَمَرَ عَلِيًّا  أَنْ يَذْهَبَ يَضْرِبَ عُنُقَهُ فَذَهَبَ فَوَجَدَهُ يَغْتَسِلُ فِي رَكِيِّ وَهُوَ الْبِئْرُ فَرَآهُ مَجْبُوبًا فَتَرَكَهُ قِيلَ لَعَلَّهُ كَانَ مُنَافِقًا وَمُسْتَحِقًّا لِلْقَتْلِ بِطَرِيقٍ آخَرَ وَجَعَلَ هذا محركا لقتله بنفاقه وغيره لا بالزنى وَكَفَّ عَنْهُ عَلِيٌّ  اعْتِمَادًا على أن القتل بالزنى وقد علم انتفاء الزنى، والله أعلم
الشيخ: في هذا نظر ويحتمل المراد أنه قامت عليه البينة ولكن اتضح أن البينة يعني قد غلطت بسبب أنه مجبوب، أو من باب التعزير لأنه ثبت عليه ما يدل على خيانته ودخوله دخولاً لا يرتضى وشهد عليه من تقبل شهادتهم يعني مقاربة البينة القاطعة في استحقاقه الرجم ولكن أمر بقتله من باب التعزير لأن جرأته على أهل بيت النبي ﷺ وتعاطيه ما لا يرتضى مما يوجب القتل وهذا يدخل تحت باب التعزير؛ لأن التعزير الذي عند أهل العلم بابه واسع فللسلطان أن يعزر حتى بالقتل في الأمور العظيمة التي يخشى من شرها وجود فساد أكثر فإن التهمة وحدها ما تكفي اتهمه يعني بوجود بينات أوجبت ذلك يعني تهمة مبنية على أصول توجب التأديب والتعزير ولو بالقتل.
س:..........................
الطالب: قال القاضي عياض: قد نزه الله سبحانه وتعالى حرمة نبيه ﷺ أن يحدث فيها شيء من ذلك فإن كان الأمر بالقتل حقيقة فإنه ﷺ كان نهاه عن الحديث معها فلما خالف استحق القتل.
الشيخ: يعني من باب التعزير نعم.
الطالب: أو لأنه ﷺ تأذى بذلك وأذيته كفر توجب القتل ويحتمل أنه أمر بالقتل ليس حقيقة وأنه ﷺ كان يعلم أنه مجبوب وأمر عليًا بقتله ليكتشف أمره وترتفع تهمته ويحتمل أنه..
الشيخ: لا، هذا الاحتمال الثالث ليس فيه شيء، الاحتمال الثالث هذا ليس بشيء ................. الأول والثاني من باب التعزير يعني أعد كلامه.
الطالب: قال القاضي عياض: قد نزه الله سبحانه وتعالى حرمة نبيه ﷺ أن يحدث فيها شيء من ذلك فإن كان الأمر بالقتل حقيقة فإنه ﷺ كان نهاه عن الحديث معها فلما خالف استحق القتل أو بأنه ﷺ تأذى بذلك وأذيته كفر توجب القتل.
الشيخ: المقصود أمر بقتله حقيقة كلام الله ورسوله حقيقة وكلامه هذا ليس فيه شيء التردد في هذا ولكن ما هو السبب في الأمر بقتله هو محل البحث هل تأذي الناس بكونه لم يمتثل الأوامر أو لأسباب أخرى .......... بالتأذي من كونه فعل أشياء توهم الناس ما قد يظن معه الزنا وذلك عظيم في جانب حرمته ﷺ وأهله، والحاصل أن أولى ما يقال في هذا أنه من باب التعزير؛ لأن هذا الرجل فعل أشياء توجب ذلك وتضر بسمعة النبوة وبيت النبوة، فلما ظهر براءته وما يتهم به من الفاحشة عفا عنه عليه الصلاة والسلام، ولا يلزم من هذا العفو ألا يؤدب أو لا يطرد إلى غير هذا.
 وفي هذا من الفوائد تثبت المأمور وأن المأمور إذا أمر بشيء فليتثبت ولا يعجل إذا كان يخشى في الأمر شيء فعلي لما ظهر له ما يوجب عدم القتل تثبت وبين للنبي ﷺ فينبغي أن يكون المأمور الوكيل على غاية من العناية والبصيرة وعدم العجلة والتثبت في الأمور لأن الآمر قد يأمر بشيء على حسب ما بلغه فيكون الذي بلغه قد أخطأ أو غلط أو لبس عليه فينبغي للمأمور الوكيل أن يكون عنده من  الثبات والعناية والتبصر وعدم العجلة حتى لا يقع خطأ غير مقصود.

50 - كِتَابُ صِفَاتِ الْمُنَافِقِينَ وَأَحْكَامِهِمْ
1 - (2772) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، يَقُولُ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي سَفَرٍ أَصَابَ النَّاسَ فِيهِ شِدَّةٌ» فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ لِأَصْحَابِهِ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ، قَالَ زُهَيْرٌ: وَهِيَ قِرَاءَةُ مَنْ خَفَضَ حَوْلَهُ.
الشيخ: من خفض حوله؟ أيش قال الشارح؟
الطالب: يعْنِي قِرَاءَةَ مَنْ يَقْرَأُ مِنْ حَوْلِهِ بِكَسْرِ مِيمِ مِنْ وَبِجَرِّ حَوْلِهِ وَاحْتُرِزَ بِهِ عَنِ الْقِرَاءَةِ الشَّاذَّةِ مَنْ حَوْلَه بِالْفَتْحِ.
الشيخ: نعم.

وَقَالَ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ [المنافقون:8] قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ، فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ فَسَأَلَهُ فَاجْتَهَدَ يَمِينَهُ مَا فَعَلَ، فَقَالَ: كَذَبَ زَيْدٌ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِمَّا قَالُوهُ شِدَّةٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ تَصْدِيقِي إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ [المنافقون:1] قَالَ: ثُمَّ «دَعَاهُمُ النَّبِيُّ ﷺ لِيَسْتَغْفِرَ لَهُمْ»، قَالَ: فَلَوَّوْا رُءُوسَهُمْ، وقَوْلُهُ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ [المنافقون:4] وَقَالَ: كَانُوا رِجَالًا أَجْمَلَ شَيْءٍ.
الشيخ: وفي هذا من الفوائد أنه ما ينبغي للعاقل أن يغتر بحسن الجسم ولا بحسن المنطق فقد يكون الرجل حسن الصورة حسن القول ولكنه مريض القلب بعيد عن الخير متهم بالنفاق كما قال جل وعلا: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ لفصاحتهم ثم قال:  كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون:4] فالصور وفصاحة القول لا ينبغي أن يغتر بها العقل بل ينبغي أن ينظر في المخبر في الحقيقة في خوفه من الله ومراقبته له وفي أدائه فرائضه وفي وقوفه عند محارمه حتى يتبين له أمره. والمنافقون هكذا ولاسيما عبد الله بن أبي كان حسن الصورة عظيم الجثة فصيح اللسان واغتر به قومه حتى هداهم الله للإسلام وكفاهم شره.

2 - (2773) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ - وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ ابْنُ عَبْدَةَ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا - سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا، يَقُولُ: «أَتَى النَّبِيُّ ﷺ قَبْرَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَأَخْرَجَهُ مِنْ قَبْرِهِ فَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ» فَاللهُ أَعْلَمُ.
2 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: جَاءَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ، بَعْدَ مَا أُدْخِلَ حُفْرَتَهُ، فَذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ سُفْيَانَ.
الشيخ: وهذا من باب التأليف ؛لأنه ﷺ كان يتألف قوم على الإسلام ويتألفهم على قوة الإيمان ويرجو له قبل أن يعلم أنه كافر وأن نفاقه فيما يتهم به حقيقة حتى أنزل الله في ذلك: وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ  [التوبة:84] لأنه كان يعتذر كثيرًا ويتظاهر بالإسلام وربما قام يوم الجمعة يخطب الناس ويقول: يا أيها الناس اشكروا الله على ما منّ به عليكم من هذا النبي العظيم واتبعوه وسيروا على نهجه، فيغر الناس بما يظهر من كلامه وخداعه وبراءته من النفاق، نسأل الله العافية والسلامة.