28 من حديث: (الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله)

 
الشيخ: يعني سُلب أهله وماله.
 
الشيخ: وهذا من أدلة كفر تارك الصلاة فإن من ترك صلاة العصر حبط عمله يدل على الكفر: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام: 88]، نسأل الله السلامة.
س: كأنما وتر أهله وماله الجماعة أو خروج الوقت؟
الشيخ: محتمل هذا وهذا.
 
الشيخ: وهذا يبين أن المحافظة على الفجر والعصر من أسباب رؤية الله يوم القيامة في الجنة، ولا يمنع وجوب المحافظة على البقية لكن هذه خصوصية للعصر والفجر زيادة، حذرًا من مشابهة المنافقين، وإلا فالواجب المحافظة على الجميع: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى [البقرة: 238] ويدل على أن المحافظة على الصلاة والعناية بها من أسباب رؤية الله يوم القيامة، ومن كمال الإيمان.
 
س: قوله في الحديث: يتعاقبون هل هذه اللغة مشهورة عند العرب؟
الشيخ: لغة معروفة، نعم.
 
الشيخ: وهذا يدل على فضل هذه الأمة، وأن الله ضاعف لها الأجور، وأن عملها أقل، وأن الباقي من الدنيا هو القليل بمثابة العصر من النهار، لم يبق منها إلا القليل، وقد مضى من هذا العصر الشيء الكثير، والله جل وعلا أمر العباد بتقواه وطاعته والاستقامة على دينه؛ فينبغي لهذه الأمة أن تشكر نعمة الله عليها، وأن تكثر من طاعة الله، وأن تبادر إلى ما يرضي الله الذي أنعم عليها وجعلها خير أمة كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران: 110] وقد جعلها خير أمة، وجعل عملها أقل من عمل من قبلها وأجرها أكثر.
س: من أدرك السجود، فقد أدرك الجماعة أو لم يدركها؟
الشيخ: أدرك الصلاة في وقتها يعني.
س: لكن الجماعة....
الشيخ: أدرك الصلاة في وقتها، لو أن إنسانًا شغل أو نام ثم أدرك ركعة قبل غروب الشمس فقد أدرك الصلاة في وقتها.
س: لكن إذا أدرك جماعة في السجود الأخير، هل يكون بذلك أدرك الجماعة؟
الشيخ: ما يدرك الجماعة إلا بركعة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:  مَن أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ، فقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ لا بدّ في الركوع.
......................
 
الشيخ: وهذا مثال للذين كفروا من اليهود والنصارى لم يكملوا، لما بعث محمد صلى الله عليه وسلم يكملوا فبطلت أعمالهم، والأولون مثال للذين عملوا ولكن الله ضعف أجور هذه الأمة عليهم، فالمقصود أن المؤمن إذا عمل في هذه الأمة فله أجر مضاعف، والكافرين من اليهود والنصارى لما بعث محمد ولم يقبل صار عمله حابطًا، أعماله السابقة باطلة، نسأل الله العافية.
وهكذا كل مرتد تبطل كل أعماله: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام: 88]، نسأل الله العافية.
س: .................
الشيخ: عمر هذه الأمة هو القليل.