باب ما جاء في المصورين
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الباب عقده المؤلف فيما يتعلق بالمصورين؛ لأن التصوير له تعلق بالتوحيد وله تعلق بالدعوة إلى الشرك، فلهذا ذكره المؤلف رحمه الله في كتاب التوحيد، لأن كثيرًا من المشركين عبدوا الأصنام المصورة على صور الأنبياء والصالحين وجعلوها آلهة تعبد مع الله نسأل الله العافية.
يقول المؤلف رحمه الله: "باب ما جاء في المصورين" يعني من الوعيد الشديد والتحذير الأكيد والدليل على تحريم الصور وأنها من الكبائر وأن التصوير من الكبائر، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله جل وعلا: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة المعنى لا أحد أظلم ممن ذهب يصور فدل على قبح التصوير وأنه من الظلم الذي حرمه الله على عباده.
وقوله: فليخلقوا ذرة هذا من باب التعجيز يعني إن كانوا صادقين فليخلقوا ذرة، وهي الدابة المعروفة الصغيرة أو ليخلقوا حبة تنبت في الزرع ويحصل بها المقصود، أو شعيرة كلهم عاجزون فالواجب عليهم أن يدعوا ما حرم الله عليهم وأن يقفوا عند حدهم هذا هو الواجب على كل مكلف أن يقف عند حده وأن يترك ما حرم الله عليه.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها يقول النبي ﷺ: أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله. وفي اللفظ الآخر: أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون.
ومعنى المضاهاة الذين يصنعون شيئًا يضاهئون به الخلقة التي خلقها الله، يعني يتشبثون بالتصوير الذين يرون أنه يشابه ما خلقه الله من أسد أو نمر أو إنسان أو غير ذلك.
ويقول ﷺ: كل مصور في النار يجعل له في كل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم، فهذا وعيد آخر نسأل الله العافية، وأنه يعذب بعدد الأنفس التي صورها.
وفي اللفظ الآخر يقول ﷺ: من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ يعني من عذاب الله له أنه يكلف أن ينفخ فيها الروح سواء صارت صورة آدمي أو أي حيوان.
وفي حديث مسلم عن أبي الهياج الأسدي رحمه الله عن علي أنه قال له: ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله ﷺ ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته. وهذا لما تولى علي العراق، وصار أمير المؤمنين بعد مقتل عثمان قال لأبي الهياج الأسدي هذه المقالة، ومعنى هذا أن الصور علاجها طمسها متى وجدت وجب طمسها، طمس ما لا جسم له، وكسر ما له جسم، ما له جسم يكسر ويتلف، وما لا جسم له كالصورة في الجدار أو في الثوب الطمس، ومن ذلك ما أمر به النبي ﷺحين جاءه جبرائيل وقال له: في البيت صورة وتمثالاً وكلبًا، قال: فمر برأس التمثال أن يقطع حتى يكون كهيئة الشجرة، ومر بالقرام أن يبسط ويجعل وسادتان توطآن، ومر بالكلب أن يخرج، فأمر النبي ﷺ بذلك فدخل جبرائيل عليه السلام، فالمقصود أن علاج ما فيه الصورة كسره أو طمس معالم الصورة وهو الوجه، وإذا جعل الثوب الذي فيه صورة بساط يمتهن أو وسادة تمتهن فلا حرج في ذلك؛ لأنه ضد ما يقصده المشركون، هم يقصدون به التعظيم، وجعله وسادة أو بساطًا يمتهن ضد المقصود، فلا حرج في ذلك.
وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س: حكم الصلاة في غرفة فيها صورة؟
الجواب: الصلاة صحيحة، لكن يجب إتلاف الصورة، إذا كانت الصورة معلقة تزال، أما إذا كانت تمتهن فلا يضر.
س: التلفاز؟
الجواب: التلفاز آلة يسكته.
س: وصور الكاميرا؟
الجواب: كل الصور محرمة كاميرا أو غير كاميرا.
س: إذا كانت صور الكاميرا محرمة فصور التلفاز محرمة؟
الجواب: كل الصور محرمة سواء كانت في التلفاز أو في غير التلفاز.
س: صورة جسم كامل ولكن ليس فيها عين ولا أنف؟
الجواب: الرأس يقطع ولا بأس.
س: هم يحتالون ويقولون ما نحط عيون؟
الجواب: لا، جبرائيل أمر برأس التمثال أن يقطع.
س: حكم لعب الأطفال؟
الجواب: هذا محل نظر، وإزالتها أسلم كون الأطفال يلهون بشيء غير الصور أولى وإلا فيها خلاف بين أهل العلم، عرائس الأطفال لأن عائشة كان عندها بعض الشيء في هذا، ويحتمل أن هذا كان قبل النسخ قبل أن تمنع الصور، ويحتمل أنها أبيحت للعب للصبية الصغار يلعبونها ويمتهنونها.
س: والأرجح؟
الجواب: الأحوط تركها.
س: حكم تصوير المحاضرات والندوات بكاميرة الفيديو حتى تبث في التلفاز؟
الجواب: إذا كان مجلس علم مثلما يذاع أو صلاة في الحرم هذا مما ينفع المسلمين وليست صورة قائمة ثابتة.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة أخرجاه.
ولهما عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ قال: أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله.
ولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما: سمعت رسول الله ﷺ يقول: كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم.
ولهما عنه مرفوعا: من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ.
ولمسلم عن أبي الهياج قال: "قال لي علي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ﷺ؟ ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته.
ولهما عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ قال: أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله.
ولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما: سمعت رسول الله ﷺ يقول: كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم.
ولهما عنه مرفوعا: من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ.
ولمسلم عن أبي الهياج قال: "قال لي علي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ﷺ؟ ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الباب عقده المؤلف فيما يتعلق بالمصورين؛ لأن التصوير له تعلق بالتوحيد وله تعلق بالدعوة إلى الشرك، فلهذا ذكره المؤلف رحمه الله في كتاب التوحيد، لأن كثيرًا من المشركين عبدوا الأصنام المصورة على صور الأنبياء والصالحين وجعلوها آلهة تعبد مع الله نسأل الله العافية.
يقول المؤلف رحمه الله: "باب ما جاء في المصورين" يعني من الوعيد الشديد والتحذير الأكيد والدليل على تحريم الصور وأنها من الكبائر وأن التصوير من الكبائر، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله جل وعلا: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة المعنى لا أحد أظلم ممن ذهب يصور فدل على قبح التصوير وأنه من الظلم الذي حرمه الله على عباده.
وقوله: فليخلقوا ذرة هذا من باب التعجيز يعني إن كانوا صادقين فليخلقوا ذرة، وهي الدابة المعروفة الصغيرة أو ليخلقوا حبة تنبت في الزرع ويحصل بها المقصود، أو شعيرة كلهم عاجزون فالواجب عليهم أن يدعوا ما حرم الله عليهم وأن يقفوا عند حدهم هذا هو الواجب على كل مكلف أن يقف عند حده وأن يترك ما حرم الله عليه.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها يقول النبي ﷺ: أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله. وفي اللفظ الآخر: أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون.
ومعنى المضاهاة الذين يصنعون شيئًا يضاهئون به الخلقة التي خلقها الله، يعني يتشبثون بالتصوير الذين يرون أنه يشابه ما خلقه الله من أسد أو نمر أو إنسان أو غير ذلك.
ويقول ﷺ: كل مصور في النار يجعل له في كل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم، فهذا وعيد آخر نسأل الله العافية، وأنه يعذب بعدد الأنفس التي صورها.
وفي اللفظ الآخر يقول ﷺ: من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ يعني من عذاب الله له أنه يكلف أن ينفخ فيها الروح سواء صارت صورة آدمي أو أي حيوان.
وفي حديث مسلم عن أبي الهياج الأسدي رحمه الله عن علي أنه قال له: ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله ﷺ ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته. وهذا لما تولى علي العراق، وصار أمير المؤمنين بعد مقتل عثمان قال لأبي الهياج الأسدي هذه المقالة، ومعنى هذا أن الصور علاجها طمسها متى وجدت وجب طمسها، طمس ما لا جسم له، وكسر ما له جسم، ما له جسم يكسر ويتلف، وما لا جسم له كالصورة في الجدار أو في الثوب الطمس، ومن ذلك ما أمر به النبي ﷺحين جاءه جبرائيل وقال له: في البيت صورة وتمثالاً وكلبًا، قال: فمر برأس التمثال أن يقطع حتى يكون كهيئة الشجرة، ومر بالقرام أن يبسط ويجعل وسادتان توطآن، ومر بالكلب أن يخرج، فأمر النبي ﷺ بذلك فدخل جبرائيل عليه السلام، فالمقصود أن علاج ما فيه الصورة كسره أو طمس معالم الصورة وهو الوجه، وإذا جعل الثوب الذي فيه صورة بساط يمتهن أو وسادة تمتهن فلا حرج في ذلك؛ لأنه ضد ما يقصده المشركون، هم يقصدون به التعظيم، وجعله وسادة أو بساطًا يمتهن ضد المقصود، فلا حرج في ذلك.
وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س: حكم الصلاة في غرفة فيها صورة؟
الجواب: الصلاة صحيحة، لكن يجب إتلاف الصورة، إذا كانت الصورة معلقة تزال، أما إذا كانت تمتهن فلا يضر.
س: التلفاز؟
الجواب: التلفاز آلة يسكته.
س: وصور الكاميرا؟
الجواب: كل الصور محرمة كاميرا أو غير كاميرا.
س: إذا كانت صور الكاميرا محرمة فصور التلفاز محرمة؟
الجواب: كل الصور محرمة سواء كانت في التلفاز أو في غير التلفاز.
س: صورة جسم كامل ولكن ليس فيها عين ولا أنف؟
الجواب: الرأس يقطع ولا بأس.
س: هم يحتالون ويقولون ما نحط عيون؟
الجواب: لا، جبرائيل أمر برأس التمثال أن يقطع.
س: حكم لعب الأطفال؟
الجواب: هذا محل نظر، وإزالتها أسلم كون الأطفال يلهون بشيء غير الصور أولى وإلا فيها خلاف بين أهل العلم، عرائس الأطفال لأن عائشة كان عندها بعض الشيء في هذا، ويحتمل أن هذا كان قبل النسخ قبل أن تمنع الصور، ويحتمل أنها أبيحت للعب للصبية الصغار يلعبونها ويمتهنونها.
س: والأرجح؟
الجواب: الأحوط تركها.
س: حكم تصوير المحاضرات والندوات بكاميرة الفيديو حتى تبث في التلفاز؟
الجواب: إذا كان مجلس علم مثلما يذاع أو صلاة في الحرم هذا مما ينفع المسلمين وليست صورة قائمة ثابتة.
